مزاعم تجسس.. هل تتجه الجزائر والمغرب لتصعيد جديد؟

محمود رشدي

محمود رشدي

تتجه الدولتان نحو تصعيد جديد حيث أبدت الجزائر قلقها العميق وطالبت بتحقيق فوري حول مزاعم تجسسية باستخدام أجهزة تنصت استهدفت كبار السياسيين والعسكريين، فيما أكدت المغرب أن تلك الإدعاءات لا اساس لها من الصحة، لتدخل الدولتان العربيتان في منحى جديد ممتد من الصراع المستمر بينهما على قضية البوليساريو.

تصعيد جديد

وكانت الخارجية الجزائرية قد أصدرت بيانا أدانت فيه ما قالت إنه قيام المغرب بالتجسس على مسؤولين ومواطنين جزائريين باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” الإسرائيلي، مؤكدة أن هذا البرنامج تم من خلاله استهداف مسؤولين جزائريين، وصحفيين، ومدافعين عن حقوق الإنسان.

وقالت الخارجية الجزائرية إن “مؤسسات إعلامية ذات سمعة ومهنية عالية هي من كشفت عن هذه العملية”، في إشارة إلى منظمة العفو الدولية ومجموعة “فوربيدن ستوريز”، مُدينةً وبشدة “هذا الاعتداء الممنهج والمرفوض على حقوق الإنسان والحريات الأساسية”، معتبرًا إياه “انتهاكًا صارخًا للمبادئ والأسس التي تحكم العلاقات الدولية”.

وتشهد العلاقات المغربية الجزائرية توترات من حين لآخر بسبب بعض المواقف المتعارضة، خاصة الخلاف حول مغربية الصحراء الغربية، وموقف الحكومة الجزائرية من جبهة “البوليساريو”.

ومؤخرا، استدعت زارة الخارجية الجزائرية سفيرها لدى المغرب للتشاور بعد غياب رد فعل رسمي من المغرب على تصريحات سفيره في نيويورك الداعمة “لانفصال الشعب القبائلي”، حيث وزع على الدول الأعضاء في حركة “عدم الانحياز”، مذكرة رسمية داعمة “لحق الشعب القبائلي في تقرير مصيره”.

مزاعم

طالبت المملكة المغربية بتقديم الأدلة على ما وصفته بـ”مزاعم التجسس”، مؤكدة رفضها لأي اتهام دون أدلة حقيقية.

وبحسب حوار أجراه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة طالب “كل شخص أو هيئة وجهت اتهامات للمغرب بتقديم الدليل أو تحمل تبعات افترائها الكاذب أمام القضاء”.

وردا على سؤال عن رأيه فيما كشفت عنه منظمة العفو الدولية واتحاد الصحفيين بشأن استخدام المغرب لبرنامج “بيغاسوس”، وصف بوريطة الأمر بأنه “خدعة” ليس عليها أي دليل، مؤكدا ضرورة إظهار الحقائق بعيدًا عن الجدل والافتراء.

وقال إن “بعض المنظمات تخدم جداول أعمال معروفة جيدًا بعدائها الأساسي تجاه المغرب، وقد هالها نجاحاته تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس”.

وأضاف: “دور العدالة بالتحديد هو التحقق من الاتهامات على ضوء الأدلة المادية والملموسة”، لافتا إلى أن “بعض الأشخاص اختاروا هذا المسار، وحجتهم ستكون هي الأدلة التي يمتلكونها، أو لا”.

وفيما يشبه التحدي، أكد وزير الخارجية المغربي أن منظمة العفو الدولية ومجموعة “فوربيدن ستوريز”، إلى جانب مؤيديهم وأتباعهم، لن يستطيعوا “تقديم دليل ملموس ومادي يدعم قصصهم”.

خلاف بسبب الصحراء الغربية

وتأتي هذه القضية في وقت بلغت العلاقات بين الجزائر ومملكة المغرب أدنى مستوياتها بسبب النزاع في الصحراء الغربية. وأعلنت الجزائر الأحد أنها استدعت سفيرها في الرباط “فورا للتشاور”.

وبالنسبة إلى المغرب فإن السبب الرئيسي للتوتر بين البلدين هو دعم الجزائر جبهة بوليساريو التي تطالب باستفتاء لتقرير المصير.

وكان المغرب رابع دولة عربية تستأنف علاقاتها مع إسرائيل أواخر العام الماضي بموجب اتفاق رعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وينص كذلك على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو. وقد أدى ذلك إلى تصعيد التوترات مع الجزائر التي نددت بـ”مناورات خارجية” هادفة إلى زعزعة الاستقرار.

ربما يعجبك أيضا