وسط أزمة كورونا الخانقة.. تونس تشتعل في وجه حركة النهضة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

اندلعت مواجهات، اليوم الأحد، بين قوات الأمن التونسية ومتظاهرين مطالبين برحيل الحكومة ورئيس البرلمان، في ساحة باردو.

وطالب المحتجون بتشكيل حكومة جديدة وإسقاط الطبقة الحاكمة، محملين حركة النهضة مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

ويتفق التونسيون، من مؤدي الحراك ومعارضيه، على عدة نقاط منها ضرورة حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وإسقاط حكومة هشام المشيشي وهو مطلب تصاعد إثر الأزمة بينه وبين وزير الصحة المقال على خلفية أيام المفتوحة للتلقيح خلال عطلة عيد الأضحى.

وتأتي هذه التحركات استجابة لدعوات شعبية وحزبية للتظاهر ضد حزب النهضة وسط دعوات لحل البرلمان، كما اقتحم متظاهرون مقرات لحركة النهضة بمحافظة توزر جنوبي تونس والقيروان وسوسة.

https://twitter.com/egypt446/status/1419305748962627588

وبدأ الأمر بدعوة من أشخاص، غير معروفين، على صفحة فيسبوك للخروج يوم 25 يوليو والتظاهر ضد مطالبات حركة النهضة بالتعويضات وسياسياتها  التي خنقت البلاد ودمرت بنيتها التحتية منذ ركوبها موجة ثورة 14 يونيو 2011.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر اقتحام المحتجين مقرا لحركة النهضة في مدينة توزر، حيث أفرغوا المقر من محتوياته وقاموا بإحراقها.

فيما تداول نشطاء مقطع فيديو لأحد أنصار حركة النهضة قام بدفع شاب كان حاملا للعلم التونسي من على سطح مقر الحركة في القيروان.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، الشاب وهو يسقط من أعلى البناية، وسط صيحات استهجان المحتجين.

وردد المحتجون بمحافظات تونس وصفاقس ونابل وقفصة وسوسة والمهدية والكاف شعارات مناهضة لرئيس البرلمان وزعيم تنظيم الإخوان في تونس راشد الغنوشي مطالبين بمحاسبته وكل من تورط معه من حلفائه.

وهتف المحتجون: “يا غنوشي يا سفاح يا قاتل الأرواح”، و”الشوارع والصدام حتى يسقط النظام”؛ واتهم المتظاهرون، سياسة حركة النهضة بسرقة أحلام الشباب، الذي وصلت نسبة البطالة فيه إلى 20%، وفق آخر إحصائيات المعهد التونسي للإحصاء.

وقالت متظاهرة ترفع علم تونس «نحن غاضبون.. نحن هنا ضد الغنوشي ودميته المشيشي.. إنهم يقودون البلاد للخراب.. لقد دمروا البلاد».

وحاول عدد من المحتجين اقتحام مقر حركة النهضة في القيروان، مرددين شعارات ضدّ حركة النهضة ورئيسها، قبل أن يتم منعهم من قبل الوحدات الأمنية.

من جهته دعا الاتحاد العام للشغل إلى تعديل البوصلة بشأن بعض الخيارات الوطنية ولتحقيق استحقاقات الثورة كما وصفها.

وقال الأمين العام لاتحاد الشغل في تونس، نور الدين الطبوبي، اليوم، إن مؤسسات الدولة تفككت والمنظومة الحاكمة حاليا انتهى توقيتها.

وأضاف نور الدين الطبوبي: أن “الأزمة التي تعيشها البلاد حاليا ليست وليدة اللحظة، لكنها تراكمات لعديد من السنوات بعد الثورة”.

وأوضح الأمين العام لاتحاد الشغل: أن التونسيين اختاروا المسار الديمقراطي، ومن وقع انتخابهم هم مؤتمنون على أمن التونسيين الغذائي والصحي ويجب أن يعملوا على تحسين الأوضاع المعيشية، وليس تشكيل لوبيات”.

وأضاف الطبوبي أن مؤسسات الدولة التونسية تفككت وأصبحت أسرارها ومراسلاتها الداخلية الرسمية منشورة في صفحات التواصل الاجتماعي.

وانتقدت شخصيات عامة في تونس اليوم أداء الطبقة السياسية الحاكمة وعلى رأسها حركة النهضة ورئيس الحكومة.

وعلق المحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي على التظاهرات قائلا، إن حركة النهضة في الوقت الحالي “محاصرة بالأزمات، خاصة بعد قطع الطريق أمامها باستغلال المؤسسة الفضائية وتطويعها للتلاعب بالملفات القضائية وخاصة الإرهابية التي لها صلة وثيقة بقيادات النهضة، ما يشكل قطع ذراعها القضائي، والإعلامي أيضاً، فضلاً عن الكثير من الانتقادات التي توجه للحركة على المستوى الإقليمي والدولي“.

وشدد المحلل التونسي في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”على ضرورة أن تجتمع كافة الطوائف المناهضة لحكم النهضة على مجموعة من الأهداف والعمل على تحقيقها من خلال التظاهرات.

من جانبه، قال ماهر مذيوب -مساعد رئيس البرلمان والقيادي بحزب النهضة لرويترز- إن رسالة المحتجين الغاضبين وصلت، مضيفا أن العنف وأعمال التخريب مرفوضة.

وعلى غير العادة لم تتبن الأحزاب السياسية الاحتجاجات ولم تدعمها وجاءت بدعوة من ناشطين على شبكات التواصل تزامنا مع ذكرى عيد الجمهورية يوم الأحد.

في المقابل، قال بدر الدين القمودي النائب عن الكتلة الديمقراطية، المكونة من 38 نائبا، والي أعلنت مؤخرا “الحرب على ديكتاتورية الغنوشي في البرلمان”، إن “تحرك 25 يوليو هو حلقة من حلقات المطالبة بالتغيير والاحتجاج التي شهدت تصاعدا لها في الآونة الأخيرة عبر المنابر الإعلامية عبر الشارع  وبعض النواب”.

وتزيد الاحتجاجات الضغط على الحكومة الهشة المنخرطة في صراع سياسي مع الرئيس قيس سعيد، وسط أزمة مالية تلوح في الأفق وفي ظل تصاعد مستمر منذ أسابيع في حالات الإصابة بفيروس كورونا وزيادة الوفيات بكوفيد-19.

وضرب الوباء تونس في الوقت الذي تكافح فيه لإنقاذ الاقتصاد الذي يعاني منذ ثورة 2011، مما يقوض الدعم الشعبي للديمقراطية مع تصاعد البطالة وتراجع الخدمات الحكومية.

ربما يعجبك أيضا