تهدئة أم حيلة جديدة.. العليا الإسرائيلية ترجئ إجلاء عائلات الشيخ جراح

رؤية

أرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية البت بقرار إخلاء الفلسطينيين منازلهم في حي الشيخ جراح في القدس حتى موعد لم تحدده، وذلك في جلسة عقدت اليوم الإثنين.

وبحسب الخبراء، فإن تأجيل القضية جاء في محاولة لفرض التسوية التي اقترحتها المحكمة العليا الإسرائيلية، بشأن إجلاء 4 عائلات من حي الشيخ جراح. وهو القرار الي أغضب أبناء الحي.

وكان الأهالي قد رفضوا التوصل لتسوية كانت تنص على أن تبقى العائلات في بيوتها مقابل تعريفهم بـ”سكان محميين”.

وقررت هذه العائلات الاستئناف بعد أن قضت محاكم دنيا بإجلائها في دعوى أقامها مستوطنون إسرائيليون.

وطلب القاضي إسحاق عميت الاطلاع على مزيد من الوثائق والبيانات، مشيرا إلى أن المحكمة “ستنشر القرار لاحقا” من دون تحديد موعد واضح.

وعرض محامو العائلات المهددة بالإجلاء، وهي الكرد وإسكافي والجاعوني والقاسم، على القضاة أوراق ثبوتية تدعم ملكية أهالي حي الشيخ جراح لمنازلهم، أهمها اتفاقيات مصدقة من قبل الحكومة الأردنية، إضافة إلى رأي الاستشارية الإسرائيلية الذي يؤكد ان الحكومة الأردنية قامت بواجبها في الاتفاقيات التاريخية، وأكدت أن السبب في عدم تثبيت ذلك لم يكن سوى الحرب، إلا أن المحكمة في هذه المرحلة أصرت على طرح التسوية التي رفضتها العائلات.

وقال المحامي سامي أرشيد ممثلا عن العائلات الفلسطينية الأربع التي ناقشت المحكمة العليا ملفاتها في جلسة الإثنين إن “الجلسة مهمة وصعبة والنقاش كان حادا … ونأمل أن تأخذ المحكمة الوثائق الجديدة التي قدمناها على محمل الجد”. مضيفا “القضايا المطروحة ليست بسيطة والقضاة يعون ذلك وهذا يدعو إلى التفاؤل خاصة وأن القضاة أصغوا إلى جميع الادعاءات حتى تلك التي تناقض ما أصدرته محاكم سابقة”.  

ورغم الرفض أجلت المحكمة، الجلسة لموعد جديد دون تحديده، وهو ما عده المحللون انتصار ضمني لم يفصح عنه، حيث تم استبعاد فكرة إخلاء العائلات لصالح المستوطنين، إلا أن أبناء الحي ما زالوا متمسكين بحقهم كاملا دون تقديم تنازلات.

أما الصراع في الحي فلم يتوقف بانتهاء هذه الجولة من المحاكمة، إذ اعتقلت الشرطة 7 شباب من أبناء الحي، فضلا عن عنف الشرطة الذي بات مشهدا مألوفا هنا ضد الوجود العربي.

هذا وتجمع الإثنين عشرات الأشخاص بينهم الأهالي ومحامون ونشطاء سلام، فلسطينيون وإسرائيليون وأجانب، أمام مقر المحكمة دعما للعائلات الفلسطينية وتعبيرا عن رفضهم للاستيطان الإسرائيلي على وقع قرع الطبول والهتافات.

وكانت قوات الاحتلال أمس قد قمعت مظاهرة في حي الشيخ جراح في القدس بالضرب والمياه العادمة، عشية جلسة في المحكمة العليا للنظر بقضية الحي”.

وبحسب وكالة «معا» الفلسطينية، فإن “قوات الاحتلال أغلقت مدخل حي الشيخ بالسواتر الحديدية، وانتشرت القوات الخاصة على طول المدخل ومنعت الدخول إليه باستثناء ساكنيه، وفور بدء الهتاف ضد قرارات الإخلاء، قامت القوات بملاحقة المتظاهرين واعتدت عليهم بالضرب والدفع حتى أبعدتهم باتجاه الشارع الرئيسي”.

وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت مقدسيين وأخضعتهم للتفتيش الميداني.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع توثق الإغلاق الإسرائيلي للحي، ومحاولة تفريق المحتجين.