سقوط «اللونغو» .. ذراع «النهضة» في وزارة الداخلية بتونس

كريم بن صالح

رؤية_كريم بن صالح

لا تزال الإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد يوم 25 يوليو الماضي تثير جدلا واسعا داخل تونس كما أن تداعياتها وارتداداتها على الحكم متواصلة.

ولعل قرار وضع مسؤولين وقضاة في الإقامة الجبرية بينهم مقربون من حركة النهضة الإسلامية تشير إلى نوايا الرئيس لتخليص الدولة من اخطبوط الإسلام السياسي وبعض القيادات المتهمة بالفساد.

وتصاعد مؤخرا اسم الأزهر اللونغو الذي تولي منصب رئيس إدارة المصالح المختصة (جهاز المخابرات الأمنية). في أبريل الماضي لكن تم عزله ضمن عدد من القيادات الأمنية بعد اتخاذ سعيد لقراراته قبل أن يوضع تحت الإقامة الجبرية.

اللونغو والجهاز السري للنهضة

واللونغو وهو من الشخصيات التي تحظى بثقة كبيرة من رئيس الحكومة المقال هشام المشيشي لكنه اتهم من قبل النائبة السابقة في البرلمان فاطمة المسدي بكونه عضو في الجهاز السري لحركة النهضة.

وتواتر الحديث في تونس عن الجهاز السري للنهضة وعلاقة الجهاز بدوائر في وزارة الداخلية بل وتورط الجهاز في تنفيذ عمليات الاغتيال السياسي التي طالت عددا من المعارضين للحركة الإسلامية.

واتهمت هيئة الدفاع عن المعارضين اليساريين الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي لونغو بعلاقته بأحد المتهمين في قضايا الاغتيالات السياسية مشيرة بأن هنالك تتبعات عدلية بحق الأزهر اللونغو.

وكان الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي كشف قبل أشهر أن الدفع نحو تعيين لونغو على رأس جهاز المخابرات الأمنية، أمر مخيف والهدف منه السيطرة على الاستخبارات التونسية.

ولعل قيام الرئيس قيس سعيد قبل أشهر بإعلان توليه القوات العسكرية والأمنية توجه واضح نحو تطهير وزارة الداخلية من تغلغل الإسلام السياسي وحلفائه حيث لاقت تلك الخطوة انتقادات الإسلاميين.

ويرى مراقبون أن حديث الرئيس التونسي الأربعاء عن محاولات للتغلغل في وزارة الداخلية لتفتيت الدولة والأضرار بالمصالح الوطنية أثناء لقائه بالوزير المكلف بتسيير الوزارة رضا الغرسلاوي رسالة مضمونة الوصول إلى أذرع النهضة الأمنية بمن فيهم للأزهر اللونغو.

واتهم الأزهر اللونغو مرارا من قبل معارضي حركة النهضة بالتنصت على معارضي التيار الإسلامي وحتى على الرئيس قيس سعيد نفسه.

الرجل الغامض

ويوصف الأزهر اللونغو بأنه “رجل غامض” فهو كذلك تربطه علاقات بالنظام السابق حيث شغل عدة مناصب في وزارة الداخلية.

وتشير مصادر أن اللونغو له ارتباطات في السابق مع عائلة “الطرابلسية” وأصهار الرئيس الراحل زين العابدين بن علي حيث اتهم بتسهيل بعض الأنشطة غير الشرعية لتلك العائلة التي كانت متنفذة.

هذا الغموض وهذه العلاقات المتشعبة للأزهر اللونغو دفعت الرئيس الحالي قيس سعيد إلى العمل من اجل تحصين وزارة الداخلية والتحذير من بعض المسؤولين الأمنيين وارتباطاتهم الداخلية والخارجية.

ورغم أن الأزهر اللونغو لم يخرج سوى مرات عديدة لنفي التهم الموجهة له عبر وسائل الإعلام لكنه في تصريح له لجريدة الصباح اليومية الأسبوع الماضي رفض ما نسب عن علاقاته بحركة النهضة قائلا “إنه دائما في خدمة الوطن”.

وبوضع الأزهر اللونغو في الإقامة الجبرية وربما محاكمته تكون حركة النهضة خسرت ذراعا متحكمة في وزارة الداخلية.

ربما يعجبك أيضا