التغيرات المناخية.. أزمة جامحة قد توحد قوى العالم!

كتب – حسام عيد

فيما تتصدر صور الفيضانات والحرائق عناوين الصحف في كل أنحاء العالم، صدر تقرير صادم عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في يوم الإثنين 9 أغسطس 2021، دقت معه منظمة الأمم المتحدة أجراس الإنذار من أن العالم بات قريبًا بشكل خطير من ارتفاع جامح في مستويات درجات الحرارة، ولا بديل أمام الدول سوى ضرورة التكاتف والعمل معًا عبر جهود منظمة ذات فعالية لتجاوز الأزمة الراهنة والتي لا يضاهيها في تداعياتها الكارثية على مستقبل البشرية والعالم شيء الآن.

تغيرات غير مسبوقة منذ قرون

في توقعاتهم الجديدة التي طال انتظارها قبل ثلاثة أشهر من مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (كوب 26) الحيوي لمستقبل البشرية، كتب واضعو التقرير أنه في ضوء الأدلة المتاحة، فإن لديهم “ثقة عالية” في أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت أعلى في عام 2019 مما كانت عليه في أي مرحلة خلال مليوني عام على الأقل، كما أن درجة حرارة سطح الأرض “ارتفعت منذ عام 1970 بشكل أسرع مقارنة بأي 50 عاما أخرى خلال الألفي عاما الماضية على الأقل”.

وقام 234 خبيرًا من 66 دولة بكتابة التقرير الذي يعد الأكثر شمولًا الذي تصدره اللجنة التابعة للأمم المتحدة منذ عام 2013.

وقال خبراء المناخ الأمميون إن مسؤولية البشرية عن ظاهرة الاحتباس الحراري “لا لبس فيها”.

وأوضحت فاليري ماسون ديلموت الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء التي طورت هذا النص “من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه”.

أدلة قطاعة.. وأجراس الإنذار تصم الآذان

وفي هذا السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس إن “أجراس الإنذار تصم الآذان، والأدلة قاطعة”.

وأضاف “يجب أن يكون هذا التقرير بمثابة نقطة نهاية للفحم والوقود الأحفوري، قبل أن يدمرا كوكبنا. إذا قمنا بتوحيد القوى الآن، سنتمكن من تجنب وقوع كارثة مناخية”.

ودعا جوتيريس الدول الغنية وبنوك التنمية إلى تقديم المزيد من الأموال للتكيف مع تغير المناخ في المناطق الفقيرة من العالم.

وقال إنه يجب الوفاء بالتعهد السابق بجمع 100 مليار دولار سنويًا لهذا الغرض. وأضاف جوتيريس إنه لم يعد هناك أي مجال للتأخير أو الأعذار، وطالب قادة العالم بتقديم إجابات عند انعقاد القمة العالمية المقبلة لتغير المناخ، المقررة في نوفمبر المقبل باسكتلندا. جدير بالذكر أن الاجتماع يعتبر الأكثر أهمية منذ الاجتماع الذي عقد بباريس في عام 2015.

ويتوقع التقرير الأممي أن يصل الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات، وفقًا للتقرير الجديد الصادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة.

وسيستمر الارتفاع في درجات الحرارة بعد ذلك في تجاوز هذه العتبة، أحد البنود الرئيسية لاتفاق باريس، بحلول العام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة، وفق تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

المكافحة والحلول الناجعة.. أو اضطرابات لقرون

وحذر العلماء في تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، من أن “مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي مرتفعة، بما يكفي لضمان اضطراب المناخ لعقود، إن لم يكن لقرون”.

هذا بالإضافة إلى “موجات الحرارة المميتة والأعاصير القوية والظروف الجوية المتطرفة الأخرى التي تحدث الآن، ومن المرجح أن تصبح أكثر حدة”.

ولفت إد هوكينز، المؤلف المشارك في اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، عالم المناخ بجامعة ريدينغ في بريطانيا، إلى أن “كل جزء من الاحترار مهم، وأن العواقب تزداد سوءا مع ازدياد دفئنا”، حيث أنه “من المؤكد تقريبا أن الغطاء الجليدي في غرينلاند سيستمر في الذوبان، وستستمر المحيطات في الاحترار، مع ارتفاع مستويات السطح لعدة قرون قادمة، ولقد فات الأوان لمنع هذه التغييرات بالذات، وأفضل ما يمكن أن يفعله العالم هو إبطائها حتى يكون لدى البلدان المزيد من الوقت للاستعداد والتكيف”.

وقال تامسين إدواردز، المؤلف المشارك للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، عالم المناخ في كينجز كوليدج لندن: “نحن ملتزمون الآن ببعض جوانب تغير المناخ،  وبعضها لا رجعة فيه لمئات إلى آلاف السنين، ولكن كلما قللنا من الاحترار، زادت قدرتنا على تجنب أو إبطاء هذه التغييرات..لا يزال لدينا خيارات لنختارها”.

ربما يعجبك أيضا