العالم يحترق.. الكرة الأرضية تقترب من النهاية

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

امتدت حرائق الغابات في العديد من دول العالم في قارات أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا، وتجاوز عدد الحرائق هذا العام متوسط عددها في السنوات السابقة في الكثير من الدول.

ووفقًا لخريطة القمر الصناعي لنظام معلومات الحرائق التابعة لوكالة “ناسا” الأمريكية، فقد انتشرت الحرائق في أجزاء كثيرة من العالم وأشير إليها بالنقاط الحمراء.

وتظهر الخرائط اندلاع الحرائق في أجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والهضبة الأفريقية وشمال شبه الجزيرة العربية وساحل البحر المتوسط في أوروبا، بالإضافة إلى شمال وشرق أوروبا.

أما في قارة آسيا فقد انتشرت حرائق الغابات في سواحل الهند وسيبيريا والصين وماليزيا وإندونيسيا وشرق استراليا.

وتواصل الدول التي تطل على ساحل البحر المتوسط جهودها للسيطرة على حرائق الغابات مثل إيطاليا وألبانيا واليونان وإسبانيا وتونس والجزائر.

ووفقًا لخريطة نظام معلومات حرائق الغابات في أوروبا (EFFIS) والتي تحتوي على بيانات صدرت عن أقمار برنامج كوبرنيكوس التابع للاتحاد الأوروبي، فإن الحرائق متفاوتة المساحات في عموم القارة الأوروبية تمتد إلى شمال روسيا، ولا تزال مستمرة منذ أسبوع واحد على الأقل في دول الاتحاد الأوروبي.

وفي الوقت ذاته تفيد بيانات موقع “جلوبال فورست ووتش” المتخصص في رصد إحصائيات الغابات في العالم، بأن كوكب الأرض فقد 10% من مساحات الغابات بين عامي 2001 و2020 جراء اندلاع الحرائق.

غابات كاليفورنيا

20210809 1628539525802 original

امتد ثاني أكبر حريق غابات في تاريخ ولاية كاليفورنيا الأميركية إلى ما يقرب من 500 ألف فدان، وأسفر عن إصابة 3 من رجال الإطفاء.

وقالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، على حسابها في تويتر، إن حريق “ديكسي” المشتعل شمال شرقي سان فرانسيسكو اتسع إلى 489,287 فدانا من نحو 274,000 فدان في منتصف الأسبوع الماضي.

وقالت الإدارة: إن الحريق نشط منذ 26 يوما، وإنه تم احتواؤه بنسبة 21 %، ويشارك في جهود إخماد حريق ديكسي أكثر من 5000 رجل إطفاء.

أبرد مدينة في العالم

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الحرائق التي اجتاحت العالم علي مدار الأسبوعين الماضيين وصلت إلي  أبرد مدينة مأهولة بالسكان في العالم وهي مدينة ياكوتسك شمالي روسيا.

وطلب من سكان مدينة ياكوتسك الروسية البقاء في منازلهم بينما يتحدى المتطوعون ورجال إطفاء الحرائق درجات حرارة تتجاوز 100 درجة فهرنهايت، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

فقد التهمت حرائق الغابات أكثر من 10 ملايين فدان من الأراضي في المنطقة هذا الصيف، ولا يزال 175 حريقا مشتعلا، بحسب بيانات حكومية ويخشى العلماء أن تتجاوز كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من الحرائق الروسية الرقم القياسي.

فيما التهمت الحرائق حوالي 6.8 مليون فدان من الأراضي في جميع أنحاء روسيا منذ بداية موسم الحرائق في مايو، بحسب بيانات حكومية، مما يجعلها السنة الرابعة على التوالي التي تتعرض فيها أكبر دولة في العالم للدمار.

الفيضانات تقترب

3612255

ومن ناحية أخرى ظهرت دراسة جديدة أن نسبة سكان العالم المعرضين لخطر الفيضانات ارتفعت بنحو الربع منذ عام 2000.

واستخدمت صور الأقمار الصناعية لتوثيق الارتفاع، وهو أكبر بكثير مما توقعته نماذج الكمبيوتر.

وأظهرت الدراسة أن سبب الارتفاع السريع في نسبة السكان المعرضين، يعود إلى الهجرة، وإلى زيادة الفيضانات المسجلة في العالم.

وبحلول عام 2030، سيواجه ملايين آخرون فيضانات متزايدة بسبب تغير المناخ والتغير الديموغرافي، كما يقول معدو الدراسة.

ويقول الباحثون إن الفيضانات كارثة بيئية تؤثر على الناس أكثر من أي كارثة أخرى.

وتردد صدى هذا الرأي في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، بعد فيضانات ضخمة أتت على الأرواح والممتلكات.

وفي الدراسة الجديدة، راجع الباحثون صور الأقمار الصناعية اليومية لتقدير مدى الفيضانات الجغرافي وعدد الأشخاص المعرضين لأكثر من 900 فيضان كبير بين عامي 2000 و2018.

وكان حوالي 90 % من الفيضانات التي لاحظها العلماء في جنوب وجنوب شرق آسيا، حول أحواض الأنهار الكبرى بما في ذلك نهر السند، والغانج-براهمابوترا، ونهر ميكونغ.

انقراض الدول

حذرت الدول المعرضة لتغير المناخ من أنها “على وشك الانقراض” إذا لم يتخذ أي إجراء لتجنب ذلك.

ويأتي التحذير من قبل مجموعة من الدول النامية بعد تقرير تاريخي للأمم المتحدة قال إن الاحتباس الحراري يمكن أن يجعل أجزاء من العالم غير صالحة للسكن.

وقد وصف زعماء العالم بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التقرير بأنه “جرس إنذار للعالم”.

لكن بعض أقوى ردود الفعل على النتائج التي توصل إليها جاءت من بلدان من المفترض أن تكون الأكثر تضررا.

وقال محمد نشيد، الرئيس السابق لجزر المالديف، والذي يمثل نحو 50 دولة معرضة لتأثيرات تغير المناخ: “نحن ندفع بأرواحنا ثمن الكربون المنبعث من شخص آخر”.

ووفقا لأحدث تقرير للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ستصبح موجات الحرارة والأمطار الغزيرة والجفاف أكثر شيوعا وتطرفا. وقد وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها “إنذار أحمر (شديد) للإنسانية”.

ويقول التقرير: إن هناك أدلة “قاطعة” على أن البشر هم المسؤولون عن زيادة درجات الحرارة. ويضيف أنه خلال العقدين المقبلين، من المرجح أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار نصف متر، ولكن لا يمكن استبعاد ارتفاعه مترين بحلول نهاية القرن.

مسألة ثقة

تعهدت الدول الغنية بتقديم 100 مليار دولار مساعدات للدول الأكثر فقراً. لكن أحدث البيانات تشير إلى أنها لم تفِ إلا بمبلغ قدره 79 مليار دولار.

وفي عام 2018، جاءت ثلاثة أرباع الأموال المدفوعة في صورة قروض تحتاج إلى السداد، وليس في صورة منح وهبات. وهذا يمثل عبئاً على الدول الأكثر فقراً والتي يعاني معظمها من الديون بالأساس.

يقول ألوك شارما، وزير الدولة البريطاني للشؤون التجارية والطاقة والاستراتيجية الصناعية، إن القضية أصبحت “مسألة ثقة”، وعلى الدول الغنية أن “تفي بوعودها الآن”.

ربما يعجبك أيضا