مدير المخابرات الأمريكية في إسرائيل .. ملفات ساخنة على الطاولة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

لا يتوقف التنسيق بين واشنطن وتل أبيب في مختلف الملفات ولعل الملف الأكثر أهمية لدى البلدين هو الملف الإيراني، فقد أفادت مصادرُ إسرائيلية بأن مدير المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» وليام بيرنز وصل الأربعاء إلى إسرائيل، للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ومسؤولين آخرين في الدفاع والمخابرات. وقالت المصادرُ إن الزيارة تركز على بحث ملف إيران، بعد استهداف ناقلةِ النفط في بحر العرب، إضافة إلى تطورات الملف الإيراني.

المهمة الأولى

تعدّ هذه الزيارة هي الأولى لمدير المخابرات الأمريكية إلى تل أبيب، وسط تساؤلات عن مدى تمكنه من إقناع الإسرائيليين بالقبول باتفاق تنوي واشنطن عقده مع إيران بخصوص ملف طهران النووي.

في تقرير لقناة 12 الإسرائيلية حذر مسؤولون إسرائيليون رئيس «السي آي إيه» من أن إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني الجديد، يعاني من اضطرابات نفسية و لا يمكن التفاوض معه من أجل الاتفاق.

موقع والا العبري، أوضح نقلا عن مسؤولين إسرائيليوم أن إسرائيل تريد أن تسمع ما هي السياسة الأمريكية تجاه الحكومة الجديدة في إيران برئاسة الرئيس إبراهيم رئيسي، خاصة فيما يتعلق بالعودة المحتملة للاتفاق النووي. والسؤال: هل هي زيارة لثني تل أبيب عن ردها القادم على طهران، أم زيارة وضع النقاط على الحروف؟

علامة الاستفهام

تراجع واشنطن خياراتها بشأن التفاوض مع إيران حول ملفها النووي مع الحديث عن استعدادها لبدائل من أجل التوصل إلى اتفاق. الموقف الأمريكي جاء بعد أشهر من المفاوضات وفشل الأطراف في التوصل إلى اتفاق وأن واشنطن باتت مستعدة لتخفيف محدود للعقوبات مرحليا، مقابل تجميد إيران أعمالها الأكثر استفزازا في المجال النووي ولا يزال هدف الولايات المتحدة هو العودة الكاملة لبنود خطة العمل الشاملة المشتركة رغم عدم وجود دليل لديها على استعداد إيران للقيام بذلك.

واشنطن وحلفائها يرغبون في السعي الدبلوماسي مع إيران لكبح جماحها، في المقابل، ترى الحكومة الإسرائيلية أن لها الحق في شن غارات أحادية على منشآت إيران، لذلك من الواضح أن مواقف واشنطن وتل أبيب مختلف بشأن إيران.

من هنا تأتي أهمية الزيارة التي يقوم بها المسؤول الأمني الأمريكي في محاولة لتقريب وجهات النظر، والتأكد من عدم تصرف إسرائيل بشكل منفرد يخرج المفاوضات عن مسارها المفترض.

طمأنة إسرائيل

تطالب إسرائيل بخطوات صارمة ضد المنشآت النووية الإيرانية، حتى إن حكومة رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو جعل من الملف النووي الإيراني مصدر التهديد الأول لحكومته، في المقابل فإن حكومة بينيت تعمل على دحض التهديدات الإيرانية لذلك فإن فرص توثيق العلاقات بين واشنطن وتل أبيب تبدو كبيرة حول الملف النووي الإيراني في ظل حكومة الاحتلال الحالية.

ما يسهل عمل المسؤول الأمني الأمريكي هذه المرة إذن، هو وجود حكومة إسرائيلية لديها استعداد للتنسيق مع واشنطن بشأن التعاطي مع الملف النووي الإيراني والتهديدات الإيرانية في المنطقة على عكس حكومة نتنياهو، ومن ثم تبدو الفرصة مواتية للإدارة الأمريكية الجديدة من أجل ضبط إيقاع إسرائيل في المنطقة وتحديدا ما تقوم به ضد إيران.

مع ذلك لا تخل الزيارة من رسالة طمأنة لإسرائيل بأن أي اتفاق مع إيران لن يكون على حساب مصالح إسرائيل، وتحديدا العمل مع رئيس الحكومة الحالي، الذي لا يبدو أن الملف النووي الإيراني على رأس أولويات حكومته في الداخل على عكس سلفه نتنياهو.

وتسود حالة من التوتر الشديد بين إيران وإسرائيل، على خلفية الهجوم الأخير الذي وقع على السفينة الإسرائيلية في بحر العرب، حيث اتهمت إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف الهجوم، الأمر الذي نفته الأخيرة، وترغب واشنطن في اتباع نهج دبلوماسي لاحتواء إيران بدلا من المواجهة معها، فواشنطن لا تزال تراهن على إمكانية لعب إيران أدوارا معينة في المنطقة لا سيما أفغانستان.

ربما يعجبك أيضا