وصفتها بـ«الغادرة».. مناورات عسكرية بين سيول وواشنطن تغضب بيونج يانج

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

لم تخف بيونج يانج غضبها الشديد من المناورات العسكرية التمهيدية التي انطلقت قريبا منها بين الولايات المتحدة وجارتها الجنوبية، ولم يتوان المسؤولون في كوريا الشمالية عن تهديد كوريا الجنوبية، معتبرين المناورات تدريبا عمليا لشن هجوم عسكري على بيونج يانج.

المرأة الحديدية «كيم يو كونج» شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، يبدو أن صبرها نفذ، لتهدد كلا من الجارة الجنوبية والولايات المتحدة إذا ما مضتا قدما في المناورات العسكرية المشتركة، ولليوم الثالث على التوالي لم تستجب كوريا الشمالية لاتصالات جارتها الجنوبية احتجاجا على انطلاق التدريبات العسكرية المشتركة .

مناورات استفزازية

تزدحم القارة الآسيوية بمناورات متزامنة ينخرط فيها فرقاء إقليميون وقوى كبرى ولا تخل من دلالات متعددة أشدها إثارة للتوتر مناورات بدأها الجيشان الأمريكي والكوري الجنوبي استعدادا للمناورات الصيفية بينهما بعد أيام والتي تراها بيونج يانج تدريبا عسكريا يستهدف غزوها.

المسؤولون في بيونج يانج غاضبون وحذروا الشطر الجنوبي من أزمة أمنية خطيرة حال انخراط كوريا الجنوبية في مناورات مع الولايات المتحدة. وتقدر القوات الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية بنحو 28 ألفا. على عكس كوريا الشمالية تُعتبر كوريا الجنوبية على علاقة وطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب الكورية عام 1950 بحكم أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت عون لكوريا الجنوبية آنذاك.

لاحت مؤخرا بشائر تقارب بين الكوريتين وفعّلت قنوات اتصال حدودية بينهما بعد انقطاع دام أكثر من عام وأعقب تقاربا نادرا بعد زيارة دونالد ترامب . قطعت كوريا الشمالية قناة الاتصال بعد أسبوعين فقط من تفعيلها بسبب المناورات المشتركة مع الولايات المتحدة التي تقود في الوقت نفسه مناورات بحرية في سنغافورة تشارك فيها 21 دولة.

في الأسلحة التقليدية فارق ضئيل بين الكوريتين، أما الفارق الكبير فيكمن في امتلاك بيونج يانج أسلحة نووية تصل إلى 60 قنبلة في وقت لا تزال فيه سيول ملتزمة باتفاقية حيازة الأسلحة النووية.

شقيقة زعيم كوريا الشمالية تُهاجم المناورات العسكرية

بدورها، هاجمت كيم يو جونغ، التي تشغل منصب نائب مدير إدارة اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم برئاسة شقيقها، المناورات الحربية في الوقت الذي كان يتحدث فيه رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن ومساعدوه عن حجم ونطاق التدريبات. وعبرت شقيقة الزعيم الكوري عن أسفها «للمعاملة الغادرة للسلطات الكورية الجنوبية».

لإثبات أنها تتحدث مباشرة باسم شقيقها، فإن بيانها، الذي نقلته بالإنجليزية وكالة الأنباء المركزية الكورية التابعة لبيونغ يانغ، يختتم بسطر غير عادي، «أصدر هذا المقال بعد الحصول على إذن». وبينما يلتزم كيم جونغ أون الصمت إلى حد كبير بشأن المناورات الحربية ، تظل يو جونغ الصوت اللاذع لمطلب كوريا الشمالية بأن ترفض كوريا الجنوبية الانضمام الى المناورات وأن تسحب الولايات المتحدة 28500 جندي من الجنوب.

شرق آسيا.. نشاط عسكري متزايد

النشاط العسكري الأمريكي في شرق آسيا يتزامن مع مناورات عسكرية روسية صينية شمالي الصين. لا تجتمع موسكو وبكين في حلف رسمي بقدر ما يجمعهما بشكل كبير مناوئة واشنطن سياسيا وتضامن روسي مع الصين في نزاعها مع المنافس الأمريكي بشأن بحر الصين الجنوبي.

لكن كل من الصين وروسيا يتقاسمان بشكل أكبر حاليا القلق من الوضع في أفغانستان في ظل تمدد سيطرة حركة طالبان بموازاة الانسحاب الأمريكي، لاسيما بالأخذ في الاعتبار المناورات التي جرت شمالي الصين بالقرب من إقليم شنجيانج الذي تحتجز فيه الصين أكثر من مليون مسلم والمتاخم للحدود الأفغانية.

من جهة أخرى، أنهت روسيا قبل أيام مناورات عسكرية مشتركة على الحدود الطاجيكية الأفغانية شارك فيها أكثر من 2500 جندي من روسيا وأوزبكستان وطاجيكستان، في رسالة ضمنية لأمريكا وحلفائها المنسحبين من أفغانستان بتأهب روسيا والصين للتعامل مع كل طارئ.

ربما يعجبك أيضا