مطاعم الرياض شاهد جديد على ثورة اجتماعية وثقافية سعودية

كتبت – هالة عبدالرحمن

توثق مدينة الرياض تحولا جذريا في الحياة الاجتماعية بالسعودية، حينما وصلت تلك التغييرات إلى موائد الطعام التي تقدمها أفخر وأجواد المطاعم ذات العلامات التجارية الشهيرة.

وأشارت «بلومبرج» الأمريكية إلى أن التحول الذي شهدته المملكة العربية السعودية في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جيدًا، فيما أصبحت المطاعم السعودية التي تقدم السوشي والموكتيل والموتشي وحتى طبق بابكا الشوكولاتة أكثر شيوعًا في العاصمة السعودية الرياض.

وتعد الرياض، المدينة الأكثر تحفظًا من بين المدن الكبرى في المملكة العربية السعودية، وكان من غير المتصور أن يفتح الطاهي الأمريكي الشهير ديفيد بورك مطعمين هناك في أقل من عام.

وكانت المدينة معتادة على المأكولات اللبنانية والإيطالية في بعض الأحيان، إنها الآن تقدم مجموعة من الموكتيلات الملونة واللحوم المستوردة والكعك المرصع بالرمان وأنواع القهوة المميزة.

وتعددت ثقافات الطعام الموجودة الآن في السعودية ما بين مطاعم أمريكية وتركية وفرنسية أيضا، ومنها مطعم الشيف الفرنسي الشهير بيير جانييه «أكاسيا»، الذي حصل على 3 نجوم ميشلان عند افتتاحه أول مطعم في المملكة العربية السعودية ، وهو مدرج أيضًا في قائمة أفضل 100 طاهٍ في العالم.

بالإضافة إلى تصنيف الشيف بيير جانييه ضمن أفضل 10 طهاة في العالم من قبل مجلة Le Chef الفرنسية ، يقدم الشيف بيير جانييه تجربة طعام جيدة جدًا ، مما يعني أنه يقدم أطباق مختلفة جدًا مقارنة بباقي مطاعم الرياض.

ويوجد عدد كبير من المطاعم التركية في الرياض بالمملكة العربية السعودية ، وتقوم هذه المطاعم بإعداد وتقديم أطباق من أصل تركي، وينطبق هذا أيضًا على جودة الطعام وطعمه وطريقة تقديمه اللذيذ.

ويعد هذا التوسع في الأذواق أمرًا حاسمًا لبناء صناعة الترفيه في المملكة في دولة تقل أعمار 70٪ من سكانها عن 40 عامًا، وكان هذا التوسع شبه معدوم عندما أطلق الأمير محمد بن سلمان، 35 عامًا ، خطته لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط في عام 2016 ، حيث تهدف “رؤية 2030” إلى زيادة إنفاق الأسرة على الأنشطة الثقافية والترفيهية إلى 6٪ بدلا من 2.9٪ عند الكشف عن المشروع.

وأوضحت «بلومبرج» أن العلامات التجارية المحلية للقهوة وكذلك منافذ البيع السريعة غير الرسمية تساعد في إحداث التغيير، فيما يأكل بالخارج أكثر من 90٪ من سكان الرياض البالغ عددهم 7.8 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع ، وفقًا لبحث أجرته الشركة المتخصصة في إدارة العقارات والاستثمار، ووجدت الإحصائية أن متوسط ​​الإنفاق الشهري على تناول الطعام بالخارج في مطعم أو طلب التوصيل في الوقت الحالي هو 1،330 ريال سعودي ما يعادل 355 دولارًا أمريكيًا.

ولم يتعلق الأمر بمجرد تقديم طعام جديد، بل تعمل النساء الآن كمضيفات ونادلات، وهو تغيير كبير عن الأيام الماضية حيث كان لا يُسمح للنساء بالدخول دون وصي.