تركيا تقود العراقيل في ليبيا.. وقف إطلاق النار مرهون بخروج المرتزقة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تستمر تركيا في نقل دفعات جديدة من المرتزقة إلى ليبيا، كما تستخدم طائرات مسيرة (الدرون) بدون طيار في دعم مصالحها في الحرب داخل ليبيا، وتتعنت في مسألة إخراج قواتها من “بلد المختار”، مما يشكل خطرًا كبيرًا على أي منجزات تتعلق باستقرار ليبيا في الفترة المقبلة، ويضع عقبات وعراقيل كثيرة تحول دون تنفيذ وقف إطلاق النار على أرض الواقع.

ووفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه طرفا النزاع الليبي وجرى إبرامه في مدينة جنيف السويسرية في 23 أكتوبر 2020، كان من المفترض خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية خلال مدة 3 أشهر من تاريخ التوقيع على الاتفاق، أي قبل 23 يناير 2021، إلا أن التعنت التركي واستمرار التدخل بملف المرتزقة في ليبيا يسبب منغصات وعراقيل كبيرة في طريق السلام والاستقرار.

المرتزقة والأجانب

ويعتبر ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، خطوة أساسية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بعد تجاوز خلافات ملف الطريق الساحلي، وإخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا كخطوة أساسية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ولتحقيق الاستقرار في البلاد وضمان إجراء الانتخابات المقبلة، وأحد شروط دمج وتوحيد المؤسسات العسكرية، حيث تعتبر من أكثر الملفات الشائكة التي تمثل عبئًا كبيرًا على اللجنة العسكرية المشتركة وعلى السلطة التنفيذية.

ويتواصل تواجد المرتزقة السوريين الموالين لتركيا في ليبيا، بينما لا تلوح أي بوادر بالأفق حول عودتهم إلى سوريا بشكل نهائي، وتتواصل “عمليات تبديل” هؤلاء المرتزقة، حيث تخرج بين كل حين وآخر دفعة من سوريا إلى تركيا ومنها إلى ليبيا، مقابل عودة دفعة معاكسة.

وأشار المرصد السوري في وقت سابق إلى أن نحو 10 آلاف متطرف، غالبيتهم من الجنسية التونسية، خرجوا العام الفائت من الأراضي السورية إلى ليبيا.

وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 130 مقاتلًا من مرتزقة الفصائل السورية المتواجدة في ليبيا والموالية للحكومة التركية، عادت، الأسبوع الماضي، وفي المقابل خرجت دفعة مماثلة من مناطق نفوذ الفصائل والقوات التركية شمال سوريا إلى تركيا ومنها إلى ليبيا.

الجولة السابعة

في سياق متصل، انطلقت، اليوم السبت، الجولة السابعة من مفاوضات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 بعد ما وصل الوفدان إلى قاعة الاجتماعات في سرت، وسط ليبيا.

ووصل وفد اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 عن المنطقة الغربية ووفد الأمم المتحدة، مساء أمس الجمعة، إلى مدينة سرت عبر الطريق الساحلي الرابط بين الشرق والغرب، الذي تم افتتاحه قبل أسبوعين، وتبحث اللجنة العسكرية المشتركة، اليوم، تنفيذ النقاط العالقة من اتفاق جنيف العسكري.

ويشمل جدول أعمال هذه الجولة متابعة لجان الترتيبات الأمنية الخاصة بتأمين الطريق الساحلي واستئناف عمليات تبادل المحتجزين، بالإضافة لملف وزير الدفاع وتعيين شخصية توافقية على رأس هذه الوزارة، كما ستبحث اللجنة تحديد آلية إخراج العناصر الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

وأقر مصدر عسكري بحسب موقع “العربية.نت”، أن المفاوضات حول ملف المرتزقة ستكون صعبة، موضحًا أن اجتماع، اليوم، سيبحث وضع جدول زمني لانسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، ومناقشة آليات تنفيذ هذه الخطوة وتجاوز العراقيل والصعوبات التي تعترضها، إلى جانب إطلاق سراح وتبادل بقية المحتجزين الذين تم اعتقالهم أثناء العمليات العسكرية.

تورط تركي

التورط التركي في تأزيم الموقف ومنجزات السلام في ليبيا، دعت 27 عضوًا في الكونغرس الأمريكي، لمطالبة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بتعليق تصدير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار “الدرون” إلى تركيا، بحسب ما نقلت صحيفة “زمان” التركية المعارضة.

وأوضح أعضاء الكونغرس أن “الطائرات بدون طيار التي تنتجها تركيا باستخدام تكنولوجيا الطائرات التي تصدرها واشنطن، تهدد مصالح وحلفاء وشركاء الولايات المتحدة، وتسبب عدم الاستقرار في العديد من الدول، ومن بينها ليبيا”.

وتجند تركيا المرتزقة مقابل مرتب شهري لا يتجاوز الـ500 دولار أمريكي، وتنقلهم من وإلى ليبيا باستخدام مطارات عسكرية ومدنية، وينتمي هؤلاء المرتزقة إلى فصائل “العمشات” و”السلطان مُراد” و”فرقة الحمزة” وغيرها.

ولا تزال عملية خروج المرتزقة من الأراضي الليبية متوقفة بشكل تام، على الرغم من جميع المطالبات الدولية بخروجهم الفوري في ظل التفاهمات الليبية-الليبية.

ربما يعجبك أيضا