حرائق الغابات و كورونا.. دراسة أمريكية تكشف المستور

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في وقت تتزايد فيه حرائق الغابات في مختلف دول العالم، تزايد في المقابل حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا، وكأن سكان الأرض كان ينقصهم هذه الزيادة في حرائق الغابات التي شهدتها عدة بلدان على مدار الأسابيع الأخيرة تأثرت فيها مناطق بأمريكا الشمالية والجنوبية وأفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا، ومنطقة سيبيريا الروسية التي تعد من أبرد مناطق العالم، لتتضاعف معاناتهم في ظل تفشي فيروس كورونا، والسؤال: هل هناك علاقة بين حرائق الغابات وتزايد حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا؟

دراسة أمريكية تجيب

60817f704becb800190f67d9

دراسة أمريكية تكشف العلاقة بين حرائق الغابات وارتفاع حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا، بحسب تقرير أعدته «سكاي نيوز عربية» فإنه وفقا للدراسة التي قام بها باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية فإن الفترة من مارس 2020 إلى ديسمبر من نفس العام، شهدت نحو 20 ألف إصابة إضافية بكورونا ونحو 750 وفاة مرتبطة بالتعرض لحرائق الغابات.

تشير بيانات هذه الدراسة إلى أن الزيادة اليومية للجسيمات الدقيقة التي وصلت إلى 10 ميكروجرام خلال 28 يوما مرتبطة بارتفاع نحو 12% في حالات الإصابة بالفيروس. يؤكد الباحثون أن الدخان الناتج عن الحرائق يضعف جهاز المناعة، وبالتالي يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، ومشاكل صحية أخرى تتسبب فيها هذه الجسيمات طويلة وقصيرة المدى، أي قد تؤدي في حالات وإن كانت نادرة إلى الوفاة.

تعزز هذه الدراسة الأمريكية العديد من الأبحاث العلمية التي تؤكد أن التعرض للهواء تؤدي إلى تفاقم أعراض الإصابة بفيروس كورونا. 

ناقوس الخطر

وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، فإن عدد أيام جودة الهواء غير الصحية التي تم تسجيلها في عام 2021 من قبل مراقبي التلوث في جميع أنحاء البلاد هو أكثر من ضعف الرقم حتى الآن عن العامين الماضيين، حيث تبرز مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أيضًا على موقعها على الإنترنت أن المنشورات العلمية الحديثة، تشير إلى أن التعرض لتلوث الهواء يؤدي إلى تفاقم أعراض فيروس كورونا ونتائجها.

أنطوان أشقر، اختصاصي الأمراض الصدرية والجهاز التنفسي، يوضح ذلك بالقول إنه عند حدوث الحرائق نستنشق غازات سامة وهو ما يضعف المناعة ويؤثر على الرئتين خاصة في البلدان التي لا تحترم قوانين حماية البيئة .

الدراسة الأمريكية أظهرت أن “PM 2.5″، أو الجسيمات العالقة التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر، يمكن أن تهيج الرئتين وتسبب الالتهاب وتغير وظيفة المناعة وتزيد من قابلية الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، حيث يرتبط التعرض للدخان بمشاكل صحية طويلة وقصيرة المدى، بما في ذلك انخفاض وظائف الرئة وضعف جهاز المناعة، وارتفاع معدلات الإصابة بالإنفلونزا، وحتى دخول المستشفى والوفاة، ويدرس الباحثون حاليًا ما إذا كان “PM 2.5” هو حامل محتمل لفيروس كورونا.

فقدان الأرواح

الحرائق التي شهدها العالم هذا العام أعادت إلى الأذهان تلك التي لحقت بغابات الأمازون والتي تلقب بـ«رئة الأرض» قبل عام والتي نزعت الحماية عن صحة سكان البرازيل وجعلتهم فريسة سهلة لفيروس كورونا.

فالحرائق الناتجة عن إزالة الغابات دون رادع في منطقة الأمازون أسفرت عن خفض جودة الهواء بالقرب من الغابات المطيرة ما يرفع نسبة أمراض الجهاز التنفسي وبالتالي يزيد من صعوبة مواجهة الفيروس المستجد.

وبلغة الأرقام فقد تم نقل نحو 2100 شخص إلى المستشفيات وقتها لمعاناتهم من أمراض الجهاز التنفسي بسبب حرائق العام 2019 ، ما يقرب من 500 من الحالات تتعلق بأطفال تقل أعمارهم عن عام واحد وأكثر من ألف حالة تتعلق بأشخاص تزيد أعمارهم عن 60 عاما.

ربما يعجبك أيضا