السعودية على طريق التحول الرقمي.. فاعلية «Launch» نموذجًا

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

احتضنت مدينة الرياض، مساء أمس الأربعاء، أكبر حدث تقني من نوعه على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمشاركة 10 شركات من عمالقة التكنولوجيا في العالم وبحضور وزاري رفيع المستوى، وذلك ترجمة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي يعد التحول الرقمي ركيزة أساسية فيها.

فاعلية Launch غير المسبوقة

ضمن فاعلية Launch، أعلنت الجهات المنظمة لها – وهي وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز- عن حزمة من المبادرات النوعية في قطاع التقنية بقيمة إجمالية تناهز أربعة مليارات ريال، تستهدف اغتنام فرص الاقتصاد الرقمي لتعزيز القدرات الرقمية للمملكة وتشجيع الابتكار وتحقيق الريادة الرقمية وكذلك تحقيق هدف توطين التكنولوجيا ومبرمج من كل 100 سعودي بحلول عام 2030.

خلال كلمته في حفل الفاعلية، قال الدكتور عبدالله الغامدي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي: بحلول 2030 سيكون هناك ثمانية من أصل عشرة أشخاص يعملون على أشياء لا نعلم تفاصيلها حاليا، لافتا إلى أن الأمر الوحيد التي تعلمه الهيئة هو أن هذا الأمر مرتبط بالبيانات والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة بشكل كبير.

وأضاف: أن الهيئة قامت بتطوير استراتيجية من أجل الاستعداد لهذا الأمر والوصول بالمملكة إلى أن تكون واحدة من أفضل 15 دولة حول العالم في البيانات والذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أن التحديات كبيرة ويجب أن يتم تحقيق ذلك من خلال تأهيل 25 ألف مختص وخبير في البيانات والذكاء الاصطناعي قبل 2030، ليتمكنوا من تأسيس 400 شركة ناشئة وتحقيق استثمارات بقيمة 80 مليار ريال.

من جانبه أعلن المهندس عبدالله السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، عن إطلاق ثلاثة برامج تنفيذية تمس كلا من الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار، لافتا إلى أن حجم قيمة الاقتصاد الرقمي الذي يشكل ربع الاقتصاد العالمي بلغ نحو 23 تريليون دولار.

كما كشف عن أول رقائق ذكية “محلية الصنع” بأيد وعقول سعودية ستستخدم في تطبيقات عسكرية وتجارية ومدنية، لافتا إلى أن هذه الرقائق لديها قوة معالجة تبلغ أكثر من 60 ألف ضعف الموجودة حاليا في الأجهزة الذكية وما تستخدمه جميع الشركات العملاقة.

وأفاد بأن المملكة ستوقع مع شركات عملاقة مثل أبل وجوجل ومايكروسوفت وأوراكل وعلي بابا اتفاقيات شراكة عالمية، لتكون المملكة المركز التقني رقم واحد في المنطقة، مبينا أن المملكة ستدشن برامج تنفيذية مختصة في الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار.

مبادرات نوعية وتعاون مع عمالقة التكنولوجيا

لعل أبرز نتائج فاعلية “Launch” الإعلان عن توقيع اتفاقيات تعاون مع تلك الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا بهدف رفع القدرات الرقيمة للكوادر السعودية الشابة، وتعزيز ريادة الأعمال التقنية وثقافة الابتكار.   

وكذلك إعلان الجهات المنظمة عن مبادرات رئيسة هي “طويق” و”همة” و”قمة” بقيمة تناهز الـ4 مليارات ريال، إلى جانب الإعلان عن إطلاق منصات رقمية حديثة مثل “منصة سطر” للبرمجة بأكثر من 1300 فيديو تعليمي، ومنصة “كودرهَب” أول منصة عربية متخصصة في التحديات البرمجية بأكثر من 400 تحدي.

-مبادرة “طويق” لتنمية المهارات الوطنية، تركز على تحقيق هدف الوصول إلى وجود مبرمج لكل 100 سعودي بحلول العام 2030، وهو الهدف الأساسي الذي وضعه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز منذ تأسيسه في 2017.

-مبادرة “همة” تستهدف تحقيق الريادة العالمية للمملكة في صناعة التقنية، من خلال إطلاق البرنامج الوطني لدعم قطاع تقنية المعلومات بأكثر من 20 منتجا ودعم الرياديين في المراحل الأولى والمتقدمة بميزانية تُقدر بـ 2.5 مليار ريال.

-مبادرة “قمة” تركز بالأساس على تشجيع الابتكار والإبداع من خلال التجمعات والمنصات المركزية التي تدعم الجوانب التقنية والرقمية.

إطلاق صندوق eWTP Arabia Capital السعودي – الصيني، بهدف دعم شركات التقنية الناشئة في المملكة برأس مال يقدّر بـ1.5 مليار ريال، وذلك بشراكة بين eWTP الصينية المدعومة من قبل شركة “علي بابا” وصندوق الاستثمارات العامة السعودي.

بهذه المناسبة قالت “جيسيكا وونج” الشريك المؤسس في eWTP Arabia Capital – أمس الأربعاء، في تصريح لـ”العربية”- إن “من خلال هذا الصندوق نحن نلتزم بالاستثمار والمساهمة في البيئة التكنولوجية المحلية هنا في السعودية، وتغطية كل الفرص المتاحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، مضيفة: “بالمقارنة مع الأسواق الناشئة الأخرى، السعودية سوق عظيمة للاستكشاف”.

إطلاق مبادرتين محليتين تحت رعاية الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بهدف تدريب الكوادر الوطنية في أربع مجالات “الأمن السيبراني، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وصناعة الألعاب الإلكترونية”، وهما مبادرة “معسكر طويق 1000” المنتهي بالتوظيف، ومبادرة “مهارات المستقبل”.

– إطلاق “أكاديمية سدايا” لبناء وتمكين القدرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.

-تدشين منصة الدرونز الخاصة لخدمة مستخدمي الطائرات دون طيار داخل المملكة وقطاع الأعمال، وكذلك تدشين أكاديمية DJI أول مركز تدريبي معتمد للدرونز لخدمة المتدربين في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، بالشراكة مع DJI Academy العالمية وstc.

– الإعلان عن شراكة سعودية مع شركة OneMT الرائدة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، التي ستفتح ستوديو لها في الرياض خلال الفترة المقبلة.

-الإعلان عن بدء التسجيل في أكاديمية Apple Developer Academy الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمخصصة في مرحلتها الأولى للمبرمجات والمطورات، في مقرها بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض.

-الإعلان عن مشروع “إرباك” الإعلامي بالتعاون مع مجموعة mbc و”ثمانية” للنشر والتوزيع برعاية من وزارة الاتصالات بهدف تقديم محتوى يهتم بريادة الأعمال في الوطن العربي.

إنجازات على طريق التحول الرقمي

-تحتل السعودية المرتبة الثانية عالميا في الأمن السيبراني، وفقا لمؤشر وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

-حصلت حكومة السعودية على جائزة الريادة الحكومية لعام 2020، الممنوحة من الاتحاد الدولي للاتصالات المتنقلة.

-تحتل المرتبة الـ12 بين دول مجموعة العشرين في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية.

-تحتل المرتبة الـ8 بين دول مجموعة العشرين والـ27 عالميًّا في مؤشر البنية الرقمية ضمن مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية.

منذ الإعلان عن رؤية 2030 في عام 2016، والسعودية تعمل من أجل تحقيق خطوات مميزة على طريق التحول الرقمي، وخلال السنوات القليلة الماضية قطعت شوطا كبيرا في هذا الاتجاه وتقدمت في المؤشرات العالمية فيما يخص البنية الرقمية والحكومة الإلكترونية وسرعات الإنترنت وغيرها من مجالات الاقتصاد الرقمي الذي تسعى إلى اقتناص فرصه بقوة لتحقيق ريادة إقليمة ودولية، وخلال العام الماضي ساعد تفشي جائحة كورونا المملكة في تسريع الخطوات نحو التحول الرقمي مع زيادة الحاجة إلى العمل عن بعد والمعاملات الرقمية، فرأينا وزارات المملكة تتنافس في إطلاق التطبيقات لخدمة المواطنين عن بعد ودعم جهود مكافحة الوباء، وربما لخص شعار فاعلية Launch “بناء مستقبل عظيم لوطن عظيم لشعب أعظم” بنجاح مستهدفات رؤية المملكة 2030 وأهداف خطتها للتحول الرقمي.

ربما يعجبك أيضا