الحرب الأهلية الإثيوبية.. تحالفات جديدة ومعارك مستمرة

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

في كل يوم يتلقى نظام “آبي أحمد علي” ضربات موجعة، حيث تنضم المزيد من الجبهات العسكرية لعرقيات إثيوبية مختلفة لقتال قواته أي الجيش الفيدرالي الإثيوبي.

الكثير من عناصر الجيش الفيدرالي نفسه ليس لديهم إرادة للقتال، لذا استعان آبي أحمد بمليشيات الأمهرة، لكنه اليوم بات يواجه جبهة تحرير تيجراي وجبهة تحرير الأورومو وجبهة تحرير بني شنقول (لم تتحالف مع الجبهات الأخرى لكنها تحارب آبي أحمد) وقوات الحزب القومي العفري.

وبالأمس القريب انضمت جبهة سيداما الجنوبية للتحالف العسكري الواسع الذي يحارب قوات آبي أحمد، والآن انضمت جبهة تحرير جامبيلا وهي أحد الأقاليم الإثيوبية التسعة ويقع على الحدود بين إثيوبيا مع جنوب السودان، وقالت الجبهة في الأسابيع الماضية عند إعلانها التمرد وقبل التحاقها بالتحالف الواسع الذي يستهدف حكومة آبي أحمد في أديس أبابا، “نحن هنا لنعلن التمرد ضد الحكومة التي يقودها حزب الرخاء/الازدهار الإثيوبي. كما ندرك جميعًا أن هناك خيارين فقط عندما يتعلق الأمر بالنضال السياسي، إما من خلال الوسائل السلمية أو عن طريق الكفاح المسلح. بعد استنفاد الوسائل في النضال السلمي، لم يتبق لنا خيار سوى اتخاذ الخيار الثاني”.

وفي جنوب إثيوبيا، أفاد نشطاء من الأورومو أن جيش تحرير الأورومو يحاصر مدينة نيجيلى في إقليم أوروميا، فيما يفر المسؤولون الحكوميون في مركبات مدنية ومنظمات غير حكومية لتفادي نقاط تفتيش التي فرضتها قوات تحرير الأورومو.

ولا شك أن استراتيجية ذلك التحالف العسكري الواسع ضد قوات آبي أحمد، غير واضحة المعالم حتى الآن، فهناك من تلك الحركات من يهدد باقتحام أديس أبابا وأسمرة عاصمة إريتريا معا، ومنهم من يتحدث عن الانفصال عن إثيوبيا وحق تقرير المصير، ومنهم من يتحدث عن إسقاط نظام آبي أحمد حصرا، ولا شك أن الحقيقة الواضحة أن أكثر الجبهات العسكرية المشاركة في التحالف هم مع الانفصال عن إثيوبيا.

ولا ننسى أن الجيش الفيدرالي أصلا تم تشكيله من هذه العرقيات التي يريد غالبيتها الانفصال عن إثيوبيا، لهذا فقسم كبير من الجيش الإثيوبي عرقياته سيتم تحييدها ولا شك أن آلاف الجنود لن يقاتلوا ضد أقوامهم.

تقدمات التيجراي الميدانية

ولم تكتف جبهة تحرير تيجراي، من استعادة السيطرة على معظم أجزاء إقليم تيجراي، بل بدأت منذ أسابيع التقدم غربا وشرقا وجنوبا، بالتحالف مع جبهات عسكرية في أقاليم أخرى سبق ذكرها.

الجبهة سيطرت سيطر على مدينة لالبيلا التاريخية، ثم تقدموا نحو مدينة غاشنا، كما سيطروا على مدينة نافاس، وهدفهم في تلك الجبهة إسقاط مدينة غوندر، وهو ما يعني، محاصرة قوات آبي أحمد وقوات حليفه الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي في غرب تيجراي.

جبهة التيجراي سيطرت كذلك على مدينة ميكلي، ثم تقدمت إلى إقليم العفر باتجاه الشرق، ووفي إقليم الأمهرة سيطروا على مدن كوبو، ثم لالبيلا، تلاهما سقوط مدن غاشنا، كما سيطرت جبهة تحرير تيجراي على مدينة كوبو، ومدينة مرسا ومدينة ولديا الاستراتيجية، رغم مقاومة ميلشيا الأمهرة والجيش الفيدرالي، بل أصبح إقليم الأمهرة بأكمله يواجه خطر السقوط بعدما اقتربت المعركة من مدينة ديسي، و”بحر دار” عاصمة إقليم الأمهرة والتي تشهد نفير عام وتعبئة شعبية لقتال جبهة تحرير تيجراي، سيطرة التيجراي على “بحر دار” سيعني كذلك السيطرة على بحيرة تانا منبع النيل الأزرق، وبالتالي ستكون قد كسرت الحكومة الإثيوبية ونزعت منها أي شرعية.

وعموما فأي تقدم بشكل واسع في إقليم الأمهرة يعني أن جبهة تحرير تيجراي سيعني أن إسقاط حكم آبي أحمد وحلفائه من الأمهرة بات وشيكا.

إقليم العفر

وفي إقليم العفر، القوات الرئيسية للعفر والجيش الفيدرالي يواجهون هجمات من جنوب شرق الإقليم من المليشيات عيسا – صومالية المدعومة غالبا من جيبوتي، ومن جهة شمال غرب، من جبهة تحرير تيجراي التي استطاعت التقدم عشرات الكيلومترات في عمق الإقليم مستفيدة من انقسام شعبها بين موال للحكومة وداعم للحزب القومي الديمقراطي العفري وهو قوات عفرية لا يستهان بها قامت بتشكيل لجنة انتقالية موقتة مهمتها قيادة المقاومة المسلحة بالتعاون مع قوات دفاع تيجراي ضد حزب الازدهار الحاكم في إثيوبيا والسلطات المحلية الموالية له في إقليم العفر الإثيوبي، والجدير بالذكر أن الحزب القومي الديمقراطي العفري حل نفسه واندمج في حزب الازدهار في نوفمبر 2019.

وقبل أيام وقعت معركة عسدا في إقليم العفر وأظهرت المقاطع المرئية المتداولة فرار المئات من عناصر جبهة تحرير تيجراي أمام رصاص المقاومة الشعبية للعفرية، وهذا يعني أن المعارك في الإقليم كر وفر بعكس ما يحدث في إقليم الأمهرة على سبيل المثال من انتكاسات واسعة للقوات الحكومية ومليشيات الأمهرة.

لكن جبهة تحرير تيجراي ومعها حلفاؤها من العفر في الحزب القومي العفري هدفهم وبشكل رئيسي السيطرة على طريق جيبوتي – أديس أبابا، لخنق العاصمة الإثيوبية وتوفير الدعم اللوجستي لقواتهم.

ربما يعجبك أيضا