بعد تحقيقات دامت 90 يومًا.. «الجائحة» ليست سلاحًا بيولوجيًا

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

منذ انتشار فيروس كورونا المستجد، والكثير من الإشاعات تتناسل حوله، منها نظريات المؤامرة، والتي تتمحور حول أن الفيروس ليس طبيعياً أبداً، وأن هناك تدخلاً بشرياً لتسريعه أو حتى لتصنيعه، الأمر ليس بجديد فهناك حتى من قال إن ارتفاع الإصابات في أوروبا يعود لرغبة هذه الدول بالتخلص من كبار السن فيها لأجل خدمة مصالحها السياسية والاقتصادية، علما أن هذا اتهام خطير تكذبه أرقام المسنين الذين يتم علاجهم من الفيروس في أوروبا.

كل الاحتمالات والتكهنات دمرتها الاستخبارات الأمريكية بعد أن أعلنت عن تقييم غير حاسم حول أصول فيروس كورونا بعد تحقيق استمر 90 يومًا بأمر من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفقًا لتقرير غير سري نُشر علنًا يوم الجمعة.

وجد التقرير أن مجتمع الاستخبارات لا يزال منقسمًا حول أي من النظريتين السائدتين – أن الفيروس جاء من تسرب معمل أو أنه نُقل من حيوان إلى إنسان بشكل طبيعي – من المرجح أن يكون صحيحًا.

وهناك إجماع موحد بين أجهزة الاستخبارات على أن النظريتين معقولتان، بحسب التقرير الصادر عن مكتب مدير المخابرات الوطنية.

صدر التقرير الغير سري أمس الجمعة من قبل الاستخبارات الأمريكية بعد أن طلب بايدن من وكالات الاستخبارات “مضاعفة” جهودها لتحديد كيفية بدء جائحة كوفيد-19. وتم إطلاع بايدن، الذي كلّف أجهزة المخابرات برفع السرية عن أكبر قدر ممكن من التقرير، على التحقيق في وقت سابق من هذا الأسبوع.

في حين فشل التقرير في الوصول إلى تقييم قاطع حول أصل الفيروس، فقد أطاح ببعض النظريات.

وقيّم مجتمع الاستخبارات، على سبيل المثال، أن كوفيد-19 لم يتم تطويره كسلاح بيولوجي، عكس ما قاله بعض الجمهوريين العام الماضي.

وقال التقرير: إن معظم الوكالات كان تقييمها منخفضًا بالنسبة إلى أنه من غير المحتمل أن يكون فيروس كورونا مصممًا وراثيًا أيضًا.

وأكدت ثلاث وكالات استخباراتية أنها غير قادرة على تأكيد أي من التفسيرات دون معلومات إضافية.

وكتب مجتمع الاستخبارات: “تفتقر اللجنة الدولية – والمجتمع العلمي العالمي – إلى العينات السريرية أو الفهم الكامل للبيانات الوبائية من أولى حالات كوفيد-19”.

وقال التقرير: “من المرجح أن يكون تعاون الصين ضروريًا للتوصل إلى تقييم قاطع لأصول كوفيد – 19… ومع ذلك، تواصل بكين عرقلة التحقيق العالمي، وتقاوم تبادل المعلومات وتلقي اللوم على الدول الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة”.

في حين أن التقرير يلقي باللوم على الصين، إلا أنه يقول إن المسؤولين الصينيين “لم تكن لديهم معرفة مسبقة بالفيروس قبل التفشي الأولي”.

مصدر التفشي

في وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت شبكة CNN أن وكالات الاستخبارات كانت تبحث في مجموعة من البيانات الجينية المأخوذة من عينات الفيروس في المختبر في ووهان والتي يعتقد بعض المسؤولين أنها قد تكون مصدر تفشي المرض.

وأطلق بايدن المراجعة حول أصول كوفيد – 19 في وقت سابق من هذا العام وسط دعوات متزايدة للغطس العميق، بعد أن وجد تقرير استخباراتي أمريكي أن العديد من الباحثين في معهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات أصيبوا بالمرض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 وكان لابد من دخولهم المستشفى.

وقال بايدن، في بيان يوم الجمعة، إنه “يجب أن يكون لدينا حساب كامل وشفاف لهذه المأساة العالمية. لا شيء أقل من ذلك هو المقبول”.

وأشار إلى نقص الشفافية من قبل الحكومة الصينية في تبادل المعلومات المتعلقة بأصول الوباء، قائلاً إنه “منذ البداية، عمل المسؤولون الحكوميون في الصين على منع المحققين الدوليين وأعضاء مجتمع الصحة العامة العالمي من الوصول إليها”.

وقال فريق الخبراء المُكلّف من منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إن فرصة اكتشاف المكان الذي بدأ فيه الوباء تتلاشى مع تلاشي الاستجابات المناعية للناس وتلاشي أي دليل في أجساد الحيوانات.

الصين ترفض

60a0c54b4c59b713f751a7a5

أعلنت القنصلية العامة الصينية في نيويورك رفض بكين التام لتسييس الجهود المبذولة للكشف عن منشأ فيروس كورونا.

وقال المتحدث باسم القنصلية إن “بعض السياسيين ووسائل الإعلام الأمريكية لا يوقفون أبدا حملة الوصم والتسييس”، مشددا على أن “تتبع منشأ الفيروس مسألة علمية بحتة”.

وأضاف: “مجتمع الاستخبارات الأمريكي غير مؤهل للوصول إلى أي نتيجة علمية حول الفيروس، وتقريره حول هذه المسألة لن ينتج عنه إلا التدخل في الجهود العالمية لتتبع الفيروس وتقويضها”.

وتابع: “التقرير المشترك الخاص بتتبع الفيروس الذي أصدره علماء من منظمة الصحة العالمية والصين في أوائل 2021، موثوق ويستطيع الصمود أمام اختبار العلم والتاريخ. يجب احترام هذا التقرير وتطبيقه، ولا يمكن إجراء دراسة عالمية مستقبلية حول منشأ الفيروس سوى على هذا الأساس”.

وأشار إلى أن “المرض لا يزال متفشيا، ولا يزال تعزيز التضامن والتعاون هو الأولوية”، مؤكدا أن “القنصلية العامة الصينية في نيويورك ستواصل تعزيز التعاون في مكافحة المرض بين الصين ودائرتها القنصلية”.

وشدد على أن “التمييز والتنمر وحتى الكراهية والهجمات ضد أقليات عرقية، ازداد بسبب ما ينشره سياسيون أمريكيون من تصريحات وصم، بهدف إلقاء اللوم على الصين بشكل أعمى، وتملص واشنطن من مسؤولياتها”.

الحرب العالمية الثالثة

كورونا2

في مايو الماضي لفت موقع REPUBLIC WORLD.COM وصحيفة THE AUSTRALIAN، إلى أن قادة “جيش التحرير الشعبي الصيني” تنبأوا بأن الحرب العالمية الثالثة ستخاض بأسلحة بيولوجية.

كما أشار الموقع إلى أن العلماء العسكريين الصينيين ناقشوا، استخدام فيروسات السارس كسلاح بيولوجي عام 2015، أي قبل خمس سنوات من ظهور جائحة COVID-19 وانتشارها إلى أجزاء مختلفة من العالم، ما قد يشير إلى أن الفيروس قد تم تصنيعه في أحد مختبرات ووهان، وفق ما أشيع من روايات في وقت سابق.

كذلك كشفت الوثيقة العسكرية التي حملت عنوان “الأصل غير الطبيعي للسارس والأنواع الجديدة من الفيروسات التي يصنعها الإنسان كأسلحة بيولوجية وراثية” عن خطط الجيش الصيني فيما يتعلق بالأسلحة البيولوجية.

علاوة على ذلك، زعمت الوثائق الصادرة باللغة الصينية أن هجوماً بسلاح بيولوجي قد يتسبب في “انهيار النظام الطبي للعدو”.

من جهتها، علقت عالمة الفيروسات الصينية الهاربة لي مينغ يان Li-Meng Yan على الموضوع، كاتبة في تغريدة على حسابها على تويتر “إن الوثيقة تعتبر كتاباً مدرسياً جديداً عن الأسلحة البيولوجية للجيش الصيني”، مضيفة أنها ستترجمها إلى الإنجليزية مع متطوعين صينيين”.

وكانت لي أثارت زوبعة حول أصل كورونا في وقت سابق من العام الماضي، حيث وعدت بنشر الأسباب التي دفعت علماء مرموقين إلى تبني نظرية الأصل الطبيعي لمنشأ الفيروس الذي وصفته بأنه “سلاح بيولوجي منفلت”.

من جانبه، قال النائب والسياسي الأسترالي جيمس باترسون، إن هذه الوثائق “تثير مخاوف كبيرة بشأن طموحات بعض أولئك الذين ينصحون القيادة العليا للحزب”، في إشارة إلى الحزب الشيوعي الصيني، واصفاً اهتمام الصين الواضح بالأسلحة البيولوجية بأنه “مقلق للغاية”.

ربما يعجبك أيضا