«متحور مو».. سلالات كورونا عرض مستمر لإثارة الذعر!

أميرة رضا

رؤية – أميرة رضا

منذ انتشار الموجة الأولى لجائحة “كوفيد19” في نهاية عام 2019، وحتى الآن، لم يسلم العالم من ظهور عدة متحورات جديدة للفيروس التاجي أثارت الذعر في النفوس، وأصابت المجتمع الدولي بمتلازمة القلق الدائم، إذ أن تحور الفيروس قد يجعل المرض أشد عدوى، كما حدث مع متحور “دلتا” الذي حصد ملايين الأرواح.

“ألفا وبيتا ودلتا ومؤخرًا مو” جميعها متحورات للفيروس التاجي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية في أوقات مختلفة، ورغم أن متحور “دلتا” المتسبب في غالبية الإصابات والوفيات، هو الأكثر انتشارًا حاليًا في دول العالم، إلا أن القلق الذي سببه “مو” في الساعات القليلة الماضية قد ينذر بكارثة، خاصة بعد الأخبار التي أفادت بأنه مقاوم للقاحات المضادة للفيروس!.

متحور مو

سادت حالة من الخوف والقلق عقب إعلان منظمة الصحة العالمية مؤخرًا عن ظهور متحور جديد لفيروس كورونا يسمى “مو”، يصنف بأنه أحد المتحورات المثيرة للاهتمام والتي تدعو للقلق، لأنه قد يكون أكثر انتشارًا وخطورة من جميع المتحورات السابقة، إضافة إلى أنه قد يكون مقاوم للقاحات التي نعتمد عليها في الوقت الحالي.

منظمة الصحة العالمية قالت في هذا الصدد، إنها تراقب باهتمام متحورًا جديدًا يُعرف باسم “مو” Mu، ظهر لأول مرة في كولومبيا في يناير من هذا العام.

وذكرت المنظمة، في مطلع أغسطس الجاري خلال نشرتها الأسبوعية عن الوباء، أن المتحور “مو”، يعرف علميًا باسم “بي. 1.621” B.1.621.

وأضافت المنظمة أن لدى المتحور الجديد طفرات تشير إلى أنه يمكن أن يكون أكثر مقاومة للقاحات، كما كان الحال مع متحور بيتا، وشددت المنظمة الدولية على أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لفهم خصائصه بشكل أفضل.

وأضافت أن “المتحور “مو” يحتوي على كوكبة من الطفرات التي تشير إلى خصائص محتملة للهروب المناعي “أي تجنب الدفاعات المناعية ومقاومة اللقاحات”.

وأوضحت أنه “على الرغم من أن الانتشار العالمي للمتحور “مو” قد انخفض بين حالات الإصابة الراهنة بكوفيد، إذ يقدر حاليًا بأقل من 0.1 في المئة، إلا أن الانتشار قد ازداد في كولومبيا بنسبة 39% والإكوادور بنسبة 13%.

وعن سبب تسمية المتحور بـ”مو”، فإن منظمة الصحة العالمية قررت تسمية المتغيرات التي يجب اتباعها أو الاهتمام باستخدام أحرف الأبجدية اليونانية، لتجنب أي وصمة عار لبلد معين ولتسهيل نطق الأسماء على عامة الناس.

أعراض متحور مو

لم تختلف أعراض الإصابة بالمتحور مو، عن سابقتها من متحورات عائلة فيروس كورونا، إذ تشابهت أعراض الإصابة بالمتحور مع أغلب الأعراض الأخرى للفيروس، والتي جاءت منها:

  • التهاب الحلق.
  • سيلان الأنف.
  • صداع شديد جدًا.
  • ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
  • قشعريرة في الجسم.
  • سعال جاف.
  • إسهال وقيء.
  • آلام في البطن.
  • ضيق في التنفس.
  • آلام في الصدر.
  • الرغبة الشديدة في النوم وعدم القدرة على الاستيقاظ.
  • بالإضافة إلى آلام في الجسم والعضلات والشعور بالتعب والإرهاق.

قلق عالمي

5

فور ظهور السلالة مو، أصبح القلق العالمي في تزايد مستمر، من احتمال ظهور طفرات فيروسية جديدة مع ارتفاع معدلات الإصابة على مستوى العالم مرة أخرى، فضلًا عن القلق الذي سببه انتشار متحور دلتا شديد العدوى -خاصة بين غير الملقحين- في المناطق التي خففت من تدابير مكافحة انتشار الوباء.

وعلى الرغم من أن جميع الفيروسات، بما في ذلك فيروس كورونا الذي يسبب كوفيد-19، تتغير بمرور الوقت ومعظم الطفرات لها تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس، إلا أن بعض الطفرات يمكن أن تؤثر على خصائص الفيروس وتؤثر على مدى سهولة انتشاره، وشدة المرض الذي يسببه، ومقاومته للقاحات والأدوية والإجراءات المضادة الأخرى.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، توجد حاليًا خمسة سلالات متحورة، مثيرة للقلق، من فيروس كورونا وهي:

  • المتحور ألفا، الذي سُجل لأول مرة في مدينة كنت البريطانية، والذي انتشر في 193 دولة.
  • المتحور بيتا الذي انتشر في 141 دولة.
  • المتحور جاما الذي انتشر في 91 دولة.
  • المتحور دلتا الذي انتشر في 170 دولة.
  • ومؤخرًا أضافت المنظمة المتحور “مو” كسلالة خامسة، والذي انتشر بعد ظهوره في كولومبيا وفي دول أخرى في أمريكا الجنوبية وأوروبا.

المتحور.. ولقاحات كورونا

2

في حقيقة الأمر فإن الجهات العلمية لم تحسم أمر مقاومة “مو” لأمصال كورونا بعد، فلا يوجد دليل كافٍ حتى الآن للقول بشكل قاطع ما إذا كان “مو” سيكون قادرًا على التهرب من الحماية من لقاحات فيروس كورونا.

لكن منظمة الصحة العالمية صنفته بـ”متغير الاهتمام”، وهذا التصنيف يعني أن الطفرة الحديثة لديها علامات وراثية تقلل من فعالية الأجسام المضادة التي يسببها اللقاح، ويمكن أن تكون أكثر قابلية للانتقال أيضًا.

ومن جانبها، اختبرت الدراسة المخبرية التي أجراها خبراء في روما مؤخرًا فعالية لقاح فايزر ضد “مو”، ووجدت أنه “على الرغم من الطفرات العديدة في البروتين الشوكي، فإن اللقاح نجح في تحييد الفيروس لكن بقدرة أقل من المتغيرات الأخرى لمتحورات كورونا”.

وكشفت دراسة نُشرت في مجلة The Lancet Infectious Diseases أن متغير مو لديه “حالتان من اللقاح المحتمل الهروب”.

أما عن انتشار المتحور بين الأطفال، فلم توضح التقارير إلى الآن مدى ذلك، بسبب قلة الدراسات التي تبحث في متغير “مو” نظرًا لأن البحث حوله لا يزال في مراحل مبكرة، لذا من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت السلالة أكثر قابلية للانتقال إلى الأطفال أو أكثر حدة عليهم من المتغيرات الأخرى.

لكن كون بعض طفرات “مو” موجودة في متغيرات أخرى، فإنه من المتوقع أن يؤثر على الأطفال بالطريقة ذاتها.

وفي ظل انتشار هذه السلالات، وعلى الرغم من قوة هذه التحورات إلا أنها لم تغير في تركيب الفيروس، ولكن الاختلاف يكمن في سرعة الانتشار، لذا يشدد الأطباء على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية المشددة، والسرعة في تناول الجرعات المقررة من التطعيمات المضادة لمحاصرة انتشار الفيروس والقضاء على كثرة تحوراته.

يذكر أن حتى مساء اليوم الجمعة، توفى أكثر من 4 ملايين و560 شخصًا بكورونا بمختلف متحوراته، فيما تجاوزت الإصابات 220 مليون و272 إصابة، حسب موقع “وورلد ميتر” المعني برصد تطورات الجائحة.

ربما يعجبك أيضا