لمواجهة إسلاميي تونس.. «حزب الرئيس» قادر على الانتصار في أي استحقاق انتخابي

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تونس – يتصاعد الحديث مؤخرا على ضرورة تشكيل حكومة مصغرة وتعيين رئيس لها لإدارة المرحلة الحالية إلى حين تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة.

ورغم أن حركة النهضة الإسلامية من أكثر المطالبين بتنظيم انتخابات مبكرة وذلك في محاولة منها للهروب من تداعيات الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد يوم 25 يوليو الماضي لكن تراجع شعبية الإسلاميين بعد الأزمات التي شهدتها البلاد لن تجعلهم يعودون إلى المشهد من بوابة صناديق الاقتراع.

وكما يقال لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين فان الشعب التونسي الذي منح الثقة للحركة في مناسبتين انتخابيتين لن يكرر هذه الهفوة مع الرصيد الكارثي للإسلاميين خلال عشر سنوات من الحكم أو المشاركة فيه.

في المقابل يطرح التونسيون وقواه الوطنية تساؤلات حول البديل الممكن للتيار الإسلامي في المرحلة القادمة خاصة مع الحديث عن تباينات وخلافات بين التيارات التقدمية والوطنية إضافة إلى تراجع ثقة الشعب في الكثير من هذه الأحزاب التي دخلت سابقا في تحالفات مصلحية مع الإخوان.

وتداول كثير من التونسيين مؤخرا “حزب الرئيس قيس سعيد” في دعوة ضمنية للرئيس التونسي بضرورة تشكيل حزب قادر على إدارة المرحلة بعد الانتخابات التشريعية المتوقعة وذلك عبر استغلال رصيد قيس سعيد وشعبيته المتنامية.

استطلاعات الرأي

وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة لمؤسسات صبر الآراء أن “حزب الرئيس” لو تشكل سيحقق نتائج باهرة.

وأفادت مؤسسة “امرود” في آخر استطلاع لها أن 30 بالمائة من التونسيين ينوون التصويت “لحزب قيس سعيد”، و18 بالمائة أجابوا بأنهم ينوون التصويت لحركة النهضة بينما احتل الدستوري الحر المرتبة الأولى بنسبة 37 بالمائة.

وهذه النتائج تعني أن الأحزاب المناهضة لتواجد الإخوان على الساحة السياسية يحتلان المرتبة الأولى والثانية وهو ما سيمكنهما من تشكيل حكومة وبالتالي إصلاح الوضع عبر الآليات الديمقراطية.

لكن في المقابل لا يزال قيس سعيد والمحيطون به بعيدون عن هذا الطرح حيث لم يرد الرئيس بعد على دعوات تشكيل حزب لإدارة المرحلة المقبلة.

قيس سعيد يرفض النسيج الحزبي

وفي الحقيقة لا يستسيغ الرئيس التونسي فكرة “إنشاء حزب” حيث انه يتبنى أفكارا جديدة تتمثل في التواصل المباشر مع الشعب ومع الشباب المتضرر الأكبر من حكم التيارات الإسلامية.

وهذا الفكر يفسر الزيارات الميدانية المتتالية للرئيس التونسي إلى عدد من الجهات والاتصال المباشر بالمواطنين على الميدان والاستماع إلى مشاكلهم وهو أمر ضاعف من شعبية قيس سعيد في الفترة الأخيرة.

ويتهم قيس سعيد النسيج الحزبي بالتسبب في الأزمات التي مرت بها البلاد وخاصة في استشراء الفساد لذلك عمل طوال الفترة الماضية على محاسبة العديد من القيادات السياسية والحزبية التي تورطت في نهب المليارات مستغلة نفوذها.

تحالف ممكن بين القوى الوطنية وقيس سعيد

لكن في المقابل يرى مراقبون أن الضغوط الشعبية وحساسية الوضع الحالي ومؤامرات الإخوان يمكن أن دفع الرئيس التونسي إلى تشكيل حزب للدخول في غمار السباق الانتخابي.

ومن غير المستبعد أن يدخل الحزب في حال تشكله في تحالف مع قوى وطنية على غرار الدستوري الحر الذي يعادي بشكل مطلق التيارات الإسلامية وتشكيل حكومة جديدة تكون لأول مرة خالية من الإسلاميين.

وبالتالي فإن تونس أمامها فرصة تاريخية للخروج من نفق التيار الإسلامي نهائيا في حال تحالفت القوى الوطنية وتجاوزت خلافاتها التي تعتبر بسيطة أمام تماسك وبقاء الدولة التونسية.

ربما يعجبك أيضا