إبان عقدين من 11 سبتمبر.. أمريكا تحيي ذكرى ضحايا الهجمات

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

جرى في الولايات المتحدة الأمريكية مراسم إحياء الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وبدأ إحياء الذكرى في نيويورك بالوقوف دقيقة صمت في الساعة الثامنة وست وأربعين دقيقة بالتوقيت المحلي، وهو الوقت الذي اصطدمت فيه الطائرة الأولى بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.

وأحيا الجمهور ذكرى اصطدام الطائرة الثانية بالبرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي بدقيقة صمت، وتكرر الأمر في ذكرى اصطدام الطائرة بمبنى البنتاغون في فرجينيا، وقد تحطمت طائرة مختطفة أخرى في أحد الحقول في بنسلفانيا.

خلافات وصعوبات

حلت الذكرى العشرون بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بشكل نهائي. لكن الخلافات والصعوبات السياسية التي يواجهها بايدن تلقي بظلالها على أي شعور بأنه تم طي الصفحة.

وفي تسجيل مصوّر نشر عشية الذكرى، حض بايدن الأمريكيين على الوحدة، التي تعد “أعظم نقطة قوة لدينا”. وأضاف بايدن في رسالة متلفزة من البيت الأبيض: “بالنسبة لي، هذا الدرس الرئيسي من 11 سبتمبر: في أكثر لحظات ضعفنا وفي التجاذبات التي تجعلنا بشراً وفي المعركة من أجل روح أمريكا، الوحدة هي أعظم نقطة قوة لدينا”.

وفي “غراوند زيرو” في نيويورك، جرى الوقوف ست دقائق صمت، وهو الوقت الذي استغرقه ضرب البرجين وانهيارهما ولحظات تعرض مقر البنتاغون للهجوم وتحطم الرحلة الرقم 93.

وشُيّد برج جديد شاهق في مانهاتن حل مكان البرجين. وقبل أقل من أسبوعين، غادر آخر الجنود الأمريكيين مطار كابول، مسدلين الستار على ما عُرف بـ”الحرب الأبدية”.

لكن طالبان، التي كانت في الماضي توفر ملاذاً لزعيم تنظيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن، عادت إلى السلطة في أفغانستان. وفي خليج غوانتانامو، ما زال العقل المدبّر للاعتداءات، خالد شيخ محمد، بانتظار محاكمته مع أربعة متهمين آخرين، وذلك بعد تسع سنوات على توجيه التهم لهم.

ولا تزال الرواية الكاملة لكيفية شن الاعتداءات سرية. بيد أن بايدن أمر الأسبوع الماضي بنشر وثائق سرية من التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) خلال الأشهر الستة المقبلة.

وخطط الرئيس الأمريكي ليكون هذا اليوم مفصلياً في ولايته الرئاسية التي بدأت منذ نحو ثمانية أشهر. لكنه بدلاً من الإشراف على لحظات تعكس الوحدة، سيسافر بايدن في أنحاء بلد يشعر بالامتعاض من عملية الإجلاء من كابول التي اتسمت بالفوضوية، وقتل خلالها 13 جندياً أمريكياً بتفجير انتحاري، وسط إدراك واسع بالفشل والهزيمة التي لحقت بالولايات المتحدة.

كيف ردت الولايات المتحدة؟

بعد أقل من شهر على الهجمات قاد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي للقضاء على تنظيم “القاعدة” ولإلقاء القبض على بن لادن.

ولم تتمكن الولايات المتحدة من معرفة مكان بن لادن إلا بعد مرور عشرة أعوام على الهجمات حيث تمكنت القوات الأمريكية من تحديد موقع بن لادن وقتله في باكستان المجاورة.

ألقي القبض على المتهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر خالد شيخ محمد،في باكستان في عام 2003 وهو قيد الاحتجاز في معسكر غوانتانامو منذ ذلك الحين ولا يزال ينتظر المحاكمة.

القاعدة لا تزال موجودة، إنها أقوى في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا ولديها حالياً أنصار داخل أفغانستان.

تغادر القوات الأمريكية أفغانستان هذا العام بعد ما يقرب من 20 عاماً وهناك مخاوف لدى العديدين من عودة الجماعات الإسلامية المتطرفة إلى الظهور.

ربما يعجبك أيضا