بعد حديث الرئيس التونسي عن قرب تشكيل الحكومة.. من الأقدر على رئاستها؟

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تحدث الرئيس التونسي قيس سعيد في جولته الأخيرة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة عن قرب تشكيل الحكومة وتعيين رئيس لها لإدارة المرحلة المقبلة.

وبعد تصريح الرئيس بدأت التخمينات في تونس حول الشخصية التي يمكن أن تتولى المنصب بينما أكد قيس سعيد أنه يتريث لإعلان الحكومة ورئيسها وذلك حفاظا على المصلحة الوطنية مشترطا الكفاءة وخاصة نظافة اليد.

ودعت العديد من القوى السياسية والمنظمات الوطنية إلى وضع خارطة طريق تتضمن تشكيل حكومة كفاءات مصغرة لإدارة المرحلة المقبلة كما دعت قوى غربية كذلك إلى التسريع في إعلان الحكومة وتجاوز المرحلة الاستثنائية.

في المقابل عمدت وسائل إعلام محلية وأجنبية لمعرفة الشخصية التي يمكن أن تتولى المنصب حيث تحدثت بعض الوسائل وفق مصادرها أن الشخصية التي ستظفر بالمنصب محصورة في عدد من الشخصيات المقربة من الرئيس.

وأفادت سكاي نيوز وفق مصادرها أن هنالك 3 شخصيات تتصدر الترشيحات وهي محافظ البنك المركزي مروان العباسي ووزيري المالية السابقين حكيم بن حمودة ونزار يعيش فيما تحدثت مصادر أخرى عن إمكانية تعيين وزير الداخلية الأسبق توفيق شرف الدين أو مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة في المنصب.

ويظهر جليا أن الشخصيات التي يتم الحديث عنها قريبة بشكل أو بآخر من فكر الرئيس وتعرف بنظافة اليد والنزاهة والكفاءة كما ان اختصاصاتها متنوعة بين الاقتصادي والأمني والقانوني.

مروان العباسي

ويرى كثير من المراقبين أن اختيار مروان العباسي أمر موفق فهو شخصية اقتصادية بامتياز ولعب دورا في إنقاذ المالية التونسية من محاولات العبث بها من قبل حكومة هشام المشيشي المنحلة.

وتردد اسم مروان العباسي في 7 فبراير 2018، حيث قرر رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد تعيينه في منصب محافظ البنك المركزي التونسي خلفا للشاذلي العياري.

كما ذاع صيته عندما رفض دعوة المشيشي لتمويل الميزانية التي عانت من عجز وصل إلى 10 مليار دينار قائلا بان تلك الخطوة غير المحسوبة ستكون لها انعكاسات وخيمة على التضخم وقيمة العملة المحلية.

وتعرض مروان العباسي لانتقادات كبيرة من المشيشي والحزام السياسي الداعم له وخاصة من قبل حركة النهضة متهمين إياه بأنه مقرب من قيس سعيد لكن العباسي أصر على موقفه مستندا إلى استقلالية البنك المركزي.

وشدد مروان العباسي على استقلاليته من الأحزاب السياسية المختلفة وانه يعمل كتكنوقراط على حماية المصالحة الوطنية والمالية لتونس.

وقد استقبل الرئيس التونسي مروان العباسي مباشرة بعد اتخاذ إجراءاته الاستثنائية يوم 25 يوليو الماضي حيث تصاعد الحديث حينها حول إمكانية منحه المنصب في خضم الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

توفيق شرف الدين

لكن في المقابل تصاعد الحديث عن اسم وزير الداخلية الأسبق توفيق شرف الدين الذي كان الرئيس التونسي وراء تعيينه في المنصب في حكومة المشيشي قبل أن تتم إقالته انتقاما مع قيس سعيد.

وقال النائب السابق الصحبي بن فرج: إن مصادر موثوقة أكدت أن توفيق شرف الدين هو الشخصية التي يفكر فيها الرئيس لتعيينها على رأس الحكومة المقبلة.

وعمل توفيق شرف الدين على القيام بإصلاحات في وزارة الداخلية عبر إقالة عدد من القيادات الأمنية المتهمة بالفساد أو بربط علاقات مع أحزاب سياسية على غرار حركة النهضة الإسلامية.

وأشار مراقبون إلى أن الإسلاميين عملوا على إقالة توفيق شرف الدين بعد أن هدد مصالحهم ما جعلهم في حالة قلق وتوجس.

وربما أن إقالة توفيق شرف الدين من وزارة الداخلية وضعت إسفينا بين المشيشي وقيس سعيد ومنعت كل محاولات الإصلاح بين الطرفين.

حكيم بن حمودة ونزار يعيش

لعب وزيري المالية السابقين حكيم بن حمودة ونزار يعيش دورا في محاولات إصلاح المالية العمومية في فترة حكم كل من رئيسي الحكومة السابقين إلياس الفخفاخ ومهدي جمعة.

والشخصيتان اقتصاديتان بامتياز كما أن علاقتهما بالمنظمات الاقتصادية والقوى السياسية جيدة ومبنية على الاحترام والثقة.

ويرى مراقبون أن تعيين حكيم بن حمودة أو نزار يعيش لن يواجه بمعارضة من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل أو الأحزاب السياسية.

نادية عكاشة

بعض الأطراف رجحت أن يعمد الرئيس التونسي إلى تعيين مديرة ديوانه نادية عكاشة في المنصب.

ولعكاشة خبرة دستورية وقانونية تؤهلها لتولي المنصب كما أنها الصندوق السري للرئيس ما جعلها تتعرض لانتقادات من قبل الإسلاميين وحلفائهم.

وكانت نادية عكاشة أعلنت قبل أشهر أن الرئيس قيس سعيد تعرض لمحاولة اغتيال عبر ظرف مسمم مشيرة بانها فتحت الظرف لتغيب عن الوعي وتفقد حواسها لبرهة.

وتعيين عكاشة المناهضة للإسلام السياسي ستمثل ضربة موجعة لإخوان تونس وزعيمهم راشد الغنوشي.

ربما يعجبك أيضا