طائرات «درونز» إيران.. «دبابير الخراب» في المنطقة

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

بعد أن قامت إيران بمنح مليشياتها في المنطقة شيئًا من تكنولوجيا صناعة الصواريخ، تمادت في منحهم تكنولوجيا صناعة الطائرات المسيرة؛ لقنص الأهداف عن بعد. وترجمة ذلك، سلسلة العمليات التي قامت بها جماعة الحوثي في اليمن، ضد أهداف سعودية، إلى جانب الهجوم الذي تعرضت له سفن في منطقة الخليج وبحر العرب.

ومطلع أغسطس الماضي، خلص خبراء بالجيش الأميركي إلى أن انفجاراً وقع على متن الناقلة «ميرسر ستريت» بالقرب من فم خليج عمان كان ناتجاً عن اعتداء بـ «درون» مفخخة تم تصنيعها في إيران، في حين تضاربت أنباء عن انطلاق الطائرة المسيرة من مناطق سيطرة جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة في اليمن.

وباتت طائرات درونز إيران بمثابة دبابير خراب في المنطقة، ولا تشي سياسة إيران بدعم المليشيات الموالية لها بهذه الطائرات عن إمكانية استقرار المنطقة أو لعب طهران دورًا في التهدئة.

هذا، وتُعَد إيران إلى جانب كل من روسيا والصين والولايات المتحدة وإسرائيل من أكبر مصنعي الطائرات بدون طيار في العالم.

التدريب في كاشان

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، أن إيران تستخدم قاعدة «كاشان» الجوية شمالي أصفهان لتدريب «عناصر إرهابية من اليمن والعراق وسورية ولبنان على إطلاق المسيرات إيرانية الصنع».

مضيفاً خلال مؤتمر في جامعة ريتشمان قرب تل أبيب، أن إيران تحاول «نقل المعرفة التي من شأنها السماح بتصنيع طائرات مسيرة في قطاع غزة»، على الحدود الجنوبية لإسرائيل، قبل أن يقدم مكتبه ما قال إنها صور بالأقمار الصناعية لطائرات مسيرة على مدارج قاعدة كاشان.

وجاء كشف جانتس، بعد ساعات قليلة من هجوم بـ «درون» مفخخة على مطار أربيل الدولي، وبالتزامن مع بدء رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي زيارة لإيران للقاء رئيسها إبراهيم رئيسي للمرة الأولى بعد تسلمه المنصب.

وحسب تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية، فقد ذكرت مصادر، أن تل أبيب أخطأت بضعة كيلومترات في تقديراتها الاستخبارية، إذ كشف مصدر في «الحرس الثوري» أن قاعدة «كاشان» لا تستضيف أي تدريبات من هذا النوع وهي مكشوفة على الطريق السريع ولا يفصلها عنه سوى سياج من الأسلاك، موضحاً أن القاعدة التي تتلقى كوادر الجماعات الإقليمية المتحالفة مع إيران تدريبات فيها على كيفية استخدام وتجميع الطائرات التي يتم تهريبها مجزأة عبر الحدود، موجودة في وسط الصحراء بين أصفهان وقم على بعد كيلومترات من «كاشان».

تهديد لمصالح أمريكا

رأت صحيفة “فورين بوليسي”، في تقرير سابق، أن الضربات الأميركية الأخيرة على الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق تسلط الضوء على التهديد المتزايد للقوات الأميركية وحلفائها من قبل الميليشيات وعلى النفوذ المتزايد الذي بنته طهران من خلال قواتها بالوكالة في العراق وسوريا.

من جهته قال ميك مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع للشرق الأوسط في عهد إدارة دونالد ترامب والذي يعمل الآن محللاً في ABC News: “إن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار تتقدم بسرعة، أكثر من قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ضدها”. وأضاف: “تحتاج الولايات المتحدة إلى التركيز على هذا التهديد مثلما فعلنا مع تهديد العبوات الناسفة في العراق”.

وتتشجع إيران لمطاردة الوجود الأمريكي في المنطقة، لا سيما في العراق، وذلك بعدما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بسحب جنودها من أفغانستان؛ ما منح إيران موقعا جديدا في معادلة المنطقة والعلاقات مع أفغانستان وحركة طالبان التي تحكمها.

ربما يعجبك أيضا