إسرائيل وغزة.. حكومة الاحتلال بين مطرقة المعارضة وسندان الحرب على القطاع

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

توتر في النهار على حدود قطاع غزة، وتبادل للقصف ما بين الصواريخ الفلسطينية والغارات الإسرائيلية في الليل، أكثر ما يخشاه الاحتلال الإسرائيلي في هذه المنطقة هو أن تندلع مواجهة عسكرية مع الفصائل الفلسطينية بفعل أزمة الأسرى الذين هربوا من سجن جلبوع وأمور أخرى.

تأهب إسرائيلي

التأهب الأمني الإسرائيلي لا تخطئه العين في هذه المنطقة، فالدبابات اتخذت مواقع متقدمة عند الحدود، وعلى أرضية الخشية من التصعيد العسكري، إما بسبب محاولة اعتقال الأسيرين الأخيرين، أو بسبب تعثر إيجاد آلية لإدخال الأموال القطرية لقطاع غزة.

كذلك وضع الاحتلال الإسرائيلي منظومات القبة الحديدية التي نشرت المزيد منها وبدأت تعمل بشكل شبه يومي، وضعتها في حالة تأهب قصوى، فيما هدد رئيس الأركان الإسرائيلي حركتي الجهاد وحماس بأن محاولة استغلال موضوع الأسرى سيقود لحرب على القطاع.

تأهب أمني

كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” بأن الجيش الإسرائيلي متخوف من أن يؤدي “فرار” الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع إلى وقوع مواجهات وتصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وشن سلاح الجو الإسرائيلي فجر الإثنين غارات جوية عدة على مواقع تابعة لحركة حماس في غزة، ردا على إطلاق صاروخ مساء الأحد من القطاع باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقا لما أعلنته مصادر أمنية فلسطينية والجيش الإسرائيلي.

الاقتصاد مقابل الأمن

وجاء التصعيد الجديد بعد ساعات فقط على اقتراح وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد الأحد عن خطة “الاقتصاد مقابل الأمن” لتحسين الظروف المعيشية في غزة مقابل التزام حماس التهدئة.

وأفاد مصدر أمني في غزة بأن “طائرات حربية أغارت فجر اليوم على خمسة مواقع تابعة للمقاومة في مناطق مختلفة في قطاع غزة”. موضحا بأن “الغارات استهدفت موقعا في رفح وموقعين في خان يونس وآخر في دير البلح في جنوب القطاع، وموقعا في بلدة بيت لاهيا (شمال)، أسفرت عن وقوع أضرار جسيمة من دون أن يُبلّغ عن وقوع إصابات”.

وكان لابيد قد قال الأحد إن الخطة المقترحة لقطاع غزة تشمل “تأهيل البنى التحتية، وتهدف إلى إظهار أن حملة حماس العنيفة ضد إسرائيل هي السبب وراء عيش الفلسطينيين “في ظروف من الفقر والشح والعنف والبطالة المرتفعة، بدون أمل”.

اعتقال الأسرى

وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل إلقاء القبض على الأسيرين يعقوب محمود قادري ومحمد العارضة.

ونشرت القناة مقطع فيديو قالت إنه يوثق عملية الاعتقال التي جرت في مدينة الناصرة العربية داخل الخط الأخضر.

وفر 6 أسرى فلسطينين فجر الإثنين الماضي من سجن جلبوع، عبر فتحة داخل إحدى الزنازين، متصلة بنفق ينتهي بفتحة أخرى خارج أسوار السجن، وأعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى بحثا عنهم بمشاركة الجيش والشرطة وأجهزة أمنية أخرى.

تآكل قدرات الجيش الإسرائيلي

وكانت إسرائيل وحماس قد توصلتا بوساطة مصر وأطراف أخرى، إلى اتفاق تهدئة بعد أعنف مواجهة عسكرية في أيار/مايو الماضي. لكن التهدئة بقيت هشة، وتم خرقها مرارا. وخاض الجانبان آخر حروبهما في مايو/أيار، وهي الرابعة بينهما منذ 2008، وانتهى النزاع بهدنة بين الطرفين توسطت مصر للتوصل إليها.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد قد أكد أن جولات القتال في قطاع غزة أدت إلى تآكل قدرات الجيش الإسرائيلي والإضرار بصورته الدولية.

مخاوف إسرائيلية

وعلق الخبير العسكري المصري اللواء سمير راغب في تصريح لروسيا اليوم على تصريحات وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد بقوله إن: “مقاربة الكتلة الحاكمة “الهشة” في إسرائيل والتي يعبر عنها لابيد، تعتمد على العمل في اتجاه القضايا التي توحد البلاد ولا تتسبب في صدام بين مكوناتها المتعارضة، فتتجنب الانخراط في عملية سلام حقيقية على مرجعية القرارات الدولية على حدود 4 يونيو 1967 على مبدأ حل الدولتين، كما تتجنب الدخول في عمليات عسكرية في مواجهة قطاع غزة، مثل تلك الأخيرة التي تسببت في خسائر اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة للجانب الإسرائيلي بسبب تأخر تعطل المطارات، وبقاء ثلثي الإسرائيليين في الخنادق، بالإضافة للتكاليف العسكرية وفي مقدمتها صواريخ القبة الحديدية التي تتكلف عشرات الآلاف من الدولارات للصاروخ الذي يواجه صواريخ فلسطينية تكلفتها بضع مئات من الدولارات”.

وأضاف اللواء سمير راغب: “على الجانب السياسي تخسر إسرائيل كثيرا في كل حرب، بالإضافة للهزائم المعنوية للجيش في الشل في إيقاف صواريخ فصائل محاصرة من سنوات وتحطيم أسطورة الردع الإسرائيلي على صعيد الرأي العام الدولي وخاصة عندما تم استهداف الأبراج التي تحوي وكالات الأنباء العالمية الذي دفع الإعلام الدولي الاصطفاف في مواجهة القمع الإسرائيلي الذي انعكس بشكل كبير على تغطية العدوان على قطاع غزة، والذي كان له تأثير تعاطف معه جناح من اللوبي الصهيوني داخل الكونغرس الأمريكي مع أهل غزة”.

ربما يعجبك أيضا