مالي.. الصراع الفرنسي – الروسي على النفوذ يتصاعد

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

مجددا وبعد التغلغل الروسي عبر مرتزقة الفاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى وسط غضب فرنسي، بدات روسيا تزيد من نفوذها في دولة مالي بالتحالف مع المجلس العسكري المالي، الذي وجه لباريس ضربة قاضمة بعد تحالفه مع روسيا.

فرنسا لطالما اعتبرت أفريقيا السمراء ملعبها الخلفي من عقود طويلة، لكن الزمن تغير وباريس تصارع الوقت لمنع ذلك.

والفاغنر مجموعة من المتعاقدين العسكريين الروس من القطاع الخاص لكنها مرتبطون بشكل كامل بوزارة الدفاع الروسية، وهم مجموعات من المرتزقة لهم نشاط فعال في كافة الصراعات خاصة الصراع السوري والأوكراني وفي أفريقيا الوسطى وليبيا، ولها نشاط في بلدان أفريقية عدة.

اتفاق وشيك

وقالت سبعة مصادر دبلوماسية وأمنية بحسب “رويترز” إن اتفاقا وشيكا سيسمح لمرتزقة من روسيا بدخول مالي مما سيوسع نطاق النفوذ الروسي في الشؤون الأمنية لمنطقة غرب أفريقيا وسيثير معارضة من قبل فرنسا قوة الاحتلال السابقة بالمنطقة.

وقال مصدر أوروبي يتابع شؤون غرب أفريقيا ومصدر أمني في المنطقة، اليوم الإثنين إن ألفا على الأقل من المرتزقة قد يشاركون في الأمر. وقال مصدران آخران إنهما يعتقدان أن العدد أقل من ذلك لكنهما لم يقدما تقديرا للعدد.

مجموعة فاغنر ستحصل على حوالي ستة مليارات فرنك أفريقي (10.8 مليون دولار) شهريا مقابل خدماتها. وأشار مصدر أمني يعمل في المنطقة إلى أن المرتزقة سيقومون بتدريب جيش مالي وتوفير الحماية لمسؤولين كبار.

الرفض الفرنسي القاطع

وذكرت المصادر أن باريس بدأت مسعى دبلوماسيا لمنع المجلس العسكري في مالي من تفعيل الاتفاق الذي سيسمح لمجموعة فاغنر بالعمل في مالي.

فيما قالت المصادر الدبلوماسية إن المساعي الفرنسية الدبلوماسية تتضمن طلب مساعدة شركاء مثل الولايات المتحدة في إقناع المجلس العسكري في مالي بعدم المضي قدما في هذا الاتفاق وإرسال دبلوماسيين كبار إلى موسكو ومالي لإجراء محادثات.

وأضافت المصادر الدبلوماسية بحسب “رويترز” أن فرنسا قلقة من أن يقوض وصول مرتزقة روس عمليتها المستمرة منذ عشر سنوات لمكافحة الإرهاب والتصدي لمقاتلين لهم صلة بتنظيمي القاعدة وداعش في منطقة الساحل بغرب أفريقيا في وقت تسعى فيه لتقليص عملية برخان التي يشارك فيها خمسة آلاف جندي بهدف إعادة تشكيل القوة حتى تضم المزيد من الشركاء الأوروبيين.

المجلس العسكري يراوغ

بدوره قال متحدث باسم زعيم المجلس العسكري الحاكم في مالي، الذي تولى السلطة إثر انقلاب عسكري في أغسطس 2020، إنه ليس لديه معلومات عن مثل هذا الاتفاق. وأضاف دون إسهاب “إنها شائعات. المسؤولون لا يعلقون على الشائعات”.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في مالي “الرأي العام في مالي يؤيد المزيد من التعاون مع روسيا بالنظر للوضع الأمني الحالي. لكن لم يتخذ قرار بعد” بشأن طبيعة هذا التعاون.

سوابق فاغنر

وسبق أن عبرت باريس عن قلقها من النفوذ القوي جدا لروسيا منذ 2018 على نظام رئيس أفريقيا الوسطى فوستان أرشانج تواديرا مع التواجد الدائم لمئات العناصر شبه العسكرية التي قدمت من موسكو لكن أيضا هيمنة شركات روسية على الذهب والألماس في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وحينها استهجن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “الخطاب المناهض لفرنسا الذي أتاح إضفاء شرعية على وجود مرتزقة روس على رأس الدولة مع الرئيس تواديرا الذي هو اليوم رهينة مجموعة فاغنر” وذلك بعدما علقت باريس مساعداتها الى بانغي.

تقرير لماتيو كامبل في صحيفة التايمز سلط فيه الضوء على تقرير نشرته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، اتهمت فيه “مدربين عسكريين روس بارتكاب أعمال قتل ونهب” في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويقول الكاتب “ألقى تقرير الأمم المتحدة المؤلف من 184 صفحة الضوء على ما يصفه الخبراء بالمشاركة الروسية المتزايدة في أفريقيا، في الوقت الذي تحاول فيه إبراز النفوذ العالمي من خلال نشر المرتزقة، وكثير منهم من مجموعة فاغنر، وهي شركة مقاولات عسكرية سرية يُزعم أن يفغيني بريغوزين يديرها. وهو محكوم سابق تحول إلى ملياردير وحليف للرئيس بوتين”.

ربما يعجبك أيضا