أفغانستان.. نقطة حوار بين السعودية وإيران على طاولة الهند

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

ذكرت صحيفة “هندو” الهندية، أن الهند ستستضيف لقاء بين وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان نهاية هذا الأسبوع.

وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني كان من المقرر أن يصل نيودلهي يوم 13 سبتمبر 2021، إلا أن زيارته تأجلت بسبب قضايا تتعلق بقمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي ستعقد في دو شانبه عاصمة تاجيكستان.

ومن المقرر أن يبحث عبد اللهيان وبن فرحان عدداً من الموضوعات الثنائية، إلي جانب التطورات في أفغانستان، وقضايا الشرق الأوسط.

وكان وزير الخارجية الهندي سوبرامانيان جيشانكار، قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني الأسبوع الماضي، ناقشا فيه الوضع في أفغانستان وموقفهما المشترك بشأن الحاجة إلى حكومة شاملة تشمل جميع مكونات الشعب الأفغاني، كما وجه جيشانكار الشكر لإيران على مساعدتها في رحلات الإجلاء الهندية من أفغانستان.     

ويأتي الاجتماع في نيودلهي بعد استضافتها مسؤولين من المخابرات والأمن الأمريكيين والروس.

ملف أفغانستان

يكشف هذا الاجتماع عن طبيعة إدارة العلاقات بين السعودية وإيران في المرحلة المقبلة، التي ستقوم على مبدأ المصالح المشتركة؛ حيث يعتبر ملف أفغانستان من الأزمات التي تهدد المصالح التجارية والاقتصادية من غرب أسيا إلى أسيا الوسطى والهند.

وبالنسبة للهند، فهي في حاجة إلى السعودية وإيران لإدارة مصالحها في أفغانستان، بعيدًا عن جارتها باكستان المتحالفة مع الصين، القوى المنافسة للهند.

وقد استشعرت نيودلهي مبكرا آثار التغيرات في أفغانستان، وسبب لها اتفاق الولايات المتحدة وطالبان خيبة أمل كبيرة، لأنه يجعل مصالحها مكشوفة بانسحاب القوات الأميركية والأجنبية الأخرى.

وبهيمنة حركة طالبان على المشهد الأفغاني، تبدد حلم نيودلهي بصياغة واقع جديد في جنوب آسيا. فوفق ما أفصح عنه ساسة ومحللون سياسيون هنود، فإن الحصيلة “صفر كبير” بعد إنفاق نحو 8 مليارات دولار في أفغانستان مجاراة للتدخل الأمريكي ودعما للحلفاء المحليين، لتكون بذلك الهند أكبر الخاسرين في المشهد الأفغاني الجديد.

الحوار بين الرياض وطهران

قبل أيام، قال سفير إيران لدى بغداد “إيرج مسجدي”، إن إيران تخطط لإجراء جولة رابعة من المحادثات مع السعودية في العراق بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة.

وثمة خصومة بين إيران والسعودية، اشتدت بعد العلاقات الدبلوماسية في عام 2016.

ومؤخرا، استقبل العراق مباحثات سعودية إيرانية مباشرة؛ لتهدئة التوترات فيما بينهما.

وخلال زيارته إلى طهران، أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، على استمرار المساعي لتقريب وجهات النظر بين طهران والرياض.

ولم ينجح «مؤتمر بغداد» للحوار الإقليمي، في الجمع بين قادة طهران والرياض أو حتى في عقد لقاء ثنائي بين وزيري خارجية البلدين على هامش مشاركتهما به. ولكن أعلنت إيران استعدادها للعودة إلى المفاوضات الثنائية مع المملكة، وطلبت من الحكومة العراقية، التي توسطت في 3 جولات سابقة، المساعدة لرفع مستوى التمثيل ورفع السرية عن اللقاءات المقبلة.

وكشفت صحيفة الجريدة الكويتية، نقلا عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن الكاظمي بحث استكمال خطته الرامية لحل الخلافات بين طهران والرياض وإتمام ما وصفه بـ«صفقة إيرانية سعودية خلف الكواليس»، للتعاون فيما بينهما لحل أزمات عالقة بالمنطقة تتضمن اليمن وسورية، وهو ما بدأ بحل عقدة تشكيل الحكومة اللبنانية.

وادعى المصدر أن السعوديين أعطوا الضوء الأخضر لعودة المفاوضات بين الجانبين، لكنهم، على ما يبدو، وضعوا شروطاً لرفع مستوى التمثيل ورفع السرية، وهو ما حمل الكاظمي على التعجيل بزيارته لكي يطلع على موقف الرئيس الإيراني الجديد من المفاوضات مع الرياض وما تريده حكومته لنقل وجهة نظر الإيرانيين للسعوديين قبل إجراء الجولة الرابعة الرسمية من المفاوضات، والتي ستكون الأولى بعهد رئيسي.

وحسب المصدر، فإن الإيرانيين يريدون من السعوديين أن يرفعوا مستوى التمثيل إلى أعلى مستوى ممكن بين البلدين، وأن يكون ممثلهم مفوضاً كي يقرر في الاجتماع أو يكون على اتصال مباشر بأعلى هرم السلطة، حيث تأمل حكومة رئيسي أن يتمكن الجانبان من التوصل لنتائج ملموسة تضمن في حدها الأدنى إعادة فتح سفارات البلدين، لكي يستطيعوا أن يكونوا على اتصال مباشر.

وأوضح في المقابل أن الرياض تصر على أن يكون «الملف اليمني» حاضراً بنفس الأهمية من أجل التوصل إلى نتيجة بشأنه في الجلسة المرتقبة للمفاوضات بين البلدين، لافتاً إلى أن ملفات مهمة مثل سورية وأفغانستان سوف تكون على طاولة المفاوضات المتوقعة.

ربما يعجبك أيضا