تكليف نجلاء بودن بتشكيل حكومة.. الرئيس التونسي يكسر القاعدة ويمنح الثقة للمرأة

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

مثل تكليف الرئيس التونسي قيس سعيد لشخصية أكاديمية مثل الأستاذة الجامعية نجلاء بودن حرم رمضان لتشكيل حكومة بادرة طيبة أثارت الارتياح في صفوف العديد من القوى السياسية التونسية.

وخير الرئيس قيس سعيد منح الفرصة لامرأة بعد أن تحدثت الكثير من المصادر الإعلامية أن الرئيس سيمنح الثقة لشخصية سياسية أو اقتصادية على غرار وزير الداخلية الأسبق توفيق نور الدين أو محافظ البنك المركزي مروان العباسي أو وزيري المالية السابقين حكيم بن حمودة ونزار يعيش.

ومن المنتظر أن ترحب منظمات نسوية وتعليمية بالقرار الذي اعتبر تاريخيا فتونس لم تشهد تعيين امرأة في منصب مهم مثل رئاسة الوزراء.

ورغم أن نجلاء بودن لم يعرف عنها تاريخ سياسي حافل لكن لها تجربة أكاديمية محترمة في مجالها.

وحسب المعطيات والمعلومات الشحيحة عن نجلاء بودن فهي أصيلة ولاية القيروان وسط تونس وهي من مواليد 1958 و تولت التدريس في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس مختصّة في علوم الجيولوجيا.

وشغلت رئيسة الحكومة التونسية المكلفة خطّة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي كما تمّ تعيينها مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011.

كما تولت رئيسة الحكومة المكلفة منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بوزارة التعليم العالي حيث كلفت بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.

وبالتالي فان بودن لها تجربة أكاديمية محترمة وهي مستقلة نوعا ما على القوى السياسية المختلفة حيث لم يعرف لها انتماء حزبي في السابق وهو ما سيساعدها على بناء الثقة مع التيارات السياسية في البلاد.

بادرة ذكية من الرئيس

ورغم أن القوى السياسية التونسية لم تعلق إلى حد اللحظة على قرار تكليف بودن لكن متابعين يرون أنها ” ضربة ذكية” من شانها طمأنة القوى المختلفة كما أنها ستؤدي إلى حصول الرئيس على دعم كبير من المنظمات الحقوقية والنسوية التي نددت بعدم منح النساء مناصب سياسية هامة في الدولة.

ومن المتوقع أن تتعرض نجلاء بودن لبعض الانتقادات فيما يتعلق بعدم امتلاكها للخبرة السياسية الكافية لإدارة شؤون الدولية في المرحلة المقبلة والتحاور مع مختلف القوى السياسية لكن في المقابل فان استقلاليتها السياسية سيخول لها التحرك بأكثر حرية للتشاور وفتح مجالات الحوار السياسي.

ومن المنتظر أن تفتح نجلاء بودن حوارا مع المنظمات الوطنية الفاعلة على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وعمادة المحامين واتحاد الفلاحة وغيرها من المنظمات الهامة.

التحاور مع الإسلام السياسي خط أحمر

ولا ينتظر أن تفتح نجلاء بودن حوارا مع تيارات الإسلام السياسي أو مع الفاسدين الذين تسببوا في تدمير الدولة التونسية طيلة 10 سنوات نظرا لكون الرئيس التونسي قيس سعيد وضع خطوطا حمراء في هذا الجانب ولا يعتقد أن بودن ستحيد عنها.

كما أن التيار الإسلامي بدوره أعلن انه سيرفض الاعتراف بأية حكومة ستنبثق عن إجراءات 25 يوليو الماضي لذلك فانه من المستبعد فتح حوارات بين الجانبين.

وبقي على نجلاء بودن أن تختار تشكيلة الحكومة بعناية حتى لا يتغلغل الإسلاميون أو حلفائهم في السلطة التنفيذية مرة أخرى.

ومن المنتظر أن تكون الحكومة المقبلة مصغرة ولن تتجاوز 18 حقيبة وزارية وستهتم أساسا بالمسائل الاقتصادية وخاصة مواجهة الأزمة المالية التي تمر بها البلاد مع ارتفاع التضخم وتراجع العملة.

وسيمثل التحدي الاقتصادي ابرز التحديات خاصة مع عجز الموازنة وحجم الديون الخارجية التي يجب على الدولة تسديدها.

ربما يعجبك أيضا