ألم تحن «قريبًا» بعد.. إيران ما تزال تماطل في العودة للمفاوضات لتحقيق مكاسب!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

بعد الغموض الذي أحاط باستئناف المحادثات النووية مع إيران وتوقيت وكيفية استئنافها، وفي تأكيد على موقف إيران الرسمي من العودة لطاولة المفاوضات مع الغرب في فيينا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لصحيفة لوموند الفرنسية: «إن إيران خلصت إلى نتيجة مفادها أننا سنعود بالتأكيد للمحادثات النووية» في فيينا.

وذكر سعيد خطيب زاده أن بلاده «لن تهدر ساعة واحدة من الوقت قبل العودة لمحادثات فيينا، بمجرد اكتمال عملية إعادة التقييم للجولة السادسة الأخيرة من المحادثات النووية».

وقد التقى المسؤولون الإيرانيون بعشرات المسؤولين الأجانب، في الأسابيع الأخيرة، لبحث المفاوضات النووية، لكنهم لم يحددوا موعدًا لاستئناف المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي.

وتماطل إيران في العودة إلى طاولة المفاوضات؛ من أجل تنفيذ شروطها قبل هذه العودة، ومنها التأكيد على رفع العقوبات الأمريكية عنها.

ومن وجهة نظر حكومة إبراهيم رئيسي الجديدة، فإن الجولات الست من المحادثات التي عقدت في فيينا لإحياء الاتفاق النووي لم تكن مثمرة، وأن الحكومة لن تقبل إلا الوعود القائمة على رفع العقوبات الأميركية.

وقد سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بلاده من الاتفاق قبل ثلاث سنوات، وأعاد فرض عقوبات على إيران، وأعادت طهران بناء مخزون اليورانيوم المخصب، وتقوم بالتخصيب إلى مستويات نقاء أعلى، مع تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.

ويسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن لإحياء الاتفاق، لكن الطرفين يختلفان حول الخطوات التي يتعين اتخاذها وتوقيتاتها، وتتمثل أهم القضايا في القيود النووية التي تقبل بها طهران والعقوبات التي ستلغيها واشنطن.

وتسعى أوروبا إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات؛ فقد أفاد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه يعتقد أن المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية ستستأنف «قريباً»، بينما قالت طهران: إنها تُجري تقييماً للجولات السابقة من المفاوضات.

وأعرب بوريل عن اعتقاده بأن المفاوضات، التي تهدف إلى إعادة طهران وواشنطن إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي لعام 2015، ستستأنف «خلال فترة زمنية مقبولة».

وقد قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للصحافيين في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا عن محادثات إحياء الاتفاق النووي: “الكرة لا تزال في ملعب إيران، لكنها لن تدوم طويلا. هناك فرصة محدودة، وهذه الفرصة تتضاءل”.

وأضاف أنه “في مرحلة ما، وبسبب التقدم النووي الإيراني، فان العودة إلى التزامات الاتفاق النووي وحدها لن تكون كافية لتحقيق الفوائد المرجوة من هذا الاتفاق”.

وفي إشارة إلى “النوايا الحسنة” التي أبدتها واشنطن خلال محادثات فيينا، قال بلينكن: “نحن على استعداد تام للعودة إلى الاتفاق النووي إذا ردت إيران بالمثل. وحتى الآن لم يظهروا أي ميول للقيام بذلك”.

ضغط نووي

وقد ذكرت “بوليتيكو”، في تقرير لها، نقلًا عن مصدر دبلوماسي، إن إيران تضيّع الوقت وتماطل في محادثات إحياء الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا، في الوقت الذي تطور فيه برنامجها النووي كوسيلة للضغط على المحادثات.

وكتبت “بوليتيكو”، أمس الجمعة أن مسؤولي حكومة إبراهيم رئيسي “يؤكدون أنهم سيستأنفون المفاوضات قريبا من أجل إحياء الاتفاق النووي، لكنهم من الناحية العملية اتخذوا نهجًا مختلفًا”.

وأضافت “بوليتيكو” أن إيران بالتزامن مع هذا النهج، تلعب لعبة هامشية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث تتفق مع الوكالة لمنع القرار، لكنها تتجاهله في اليوم التالي.

وقال دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لـ”بوليتيكو”، إن “إيران تضيع الوقت بالتأكيد، وفي الوقت نفسه تواصل تطوير برنامجها النووي كأداة للضغط السياسي”.

وأضاف هذا الدبلوماسي أنه “من المرجح أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات في فيينا عندما يبدي الغرب حسن النية، أو يقدم تنازلات خاصة لإيران”.

وبحسب الدبلوماسي، فإن تقييم إيران على الأرجح هو أن الولايات المتحدة في موقف “ضعيف” بعد التطورات الأخيرة في أفغانستان، والخلافات مع فرنسا. ومثل هذه الفكرة ستجعل إيران تتخذ نهجا أصعب في المفاوضات.

ربما يعجبك أيضا