لقاء الملك عبدالله والشيخ تميم.. تأكيد تطابق المواقف وبحث تشغيل الأردنيين بقطر

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – فيما حملت زيارة الملك عبدالله الثاني إلى قطر ولقائه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تطابقا في الأفكار والمواقف من مختلف القضايا الدولية والإقليمية، فقد ركزت كذلك، على بحث زيادة فرص التشغيل للأردنيين في قطر، مع وصول نسب البطالة في المملكة لمستويات غير مسبوقة تقترب من 25%.

وهذه أول زيارة رسمية يجريها العاهل الأردني إلى قطر منذ عام 2014، وتأتي بعد أكثر من عام على زيارة أمير قطر للعاصمة عمّان. 

وفي العاصمة الدوحة، أجرى الزعيمان الثلاثاء، مباحثات تناولت العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين، وتطورات الأوضاع إقليميا ودوليا، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي حصلت “رؤية” على نسخة منه.

وأكد الزعيمان، اعتزازهما بمستوى العلاقات التي تجمع بلديهما، والحرص على الارتقاء بها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والثقافية، إضافة إلى زيادة فرص التشغيل للأردنيين في قطر.

وخلال مباحثات موسعة تبعها لقاء ثنائي، تم التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالحهما ويخدم القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأكد الملك، مركزية القضية الفلسطينية، وأهمية العمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة، والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لهذا الحل، كونه السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة، لافتا إلى مواصلة الأردن بذل جميع الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.

كما تناولت المباحثات التطورات في الملف السوري، حيث أكد الملك دعم الأردن لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها.

وتم التأكيد على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة، تعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.

توقيع اتفاقية ومذكرة تفاهم 

وتم على هامش الزيارة التي تستمر لمدة يومين، توقيع اتفاقية بين الحكومتين الأردنية والقطرية حول الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة.

كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار وشركة إدارة الاستثمارات الحكومية الأردنية، لبناء شراكة استراتيجية بين البلدين وتطوير فرص التعاون.

وقدمت صحيفة الشرق القطرية، إحاطة بأبعاد الزيارة الملكية وعرضا لأبرز اتفاقيات التعاون الثنائي بين الدوحة وعمّان. 

وأشارت إلى أن هذه الزيارة، تؤكد الحرص على تعزيز التعاون المشترك ولاسيما في مجالات الطاقة والبنية التحتية، وتبادل الخبرات والتدريب ضمن التحضيرات لبطولة كأس العالم قطر 2022، فيما يستمر التعاون والتنسيق العسكري المشترك.

ولفتت إلى أن العلاقات القطرية الأردنية تسير باتجاه مزيد من التعاون والتكامل في كافة المجالات، حيث تربط كلتا الدولتين اتفاقيات استثمارية عديدة، لعل أبرزها اتفاقية اللجنة العليا المشتركة الموقعة بين البلدين عام 1995، واتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات 2009، واتفاقية إنشاء صندوق استثماري مشترك بين جهاز قطر للاستثمار والأردن الموقعة في عمّان عام 2009، واتفاقية الازدواج الضريبي بين البلدين عام 2004. 

وبلغ حجم الاستثمارات القطرية في الأردن مليارا ونصف المليار دولار وتشمل هذه الاستثمارات قطاع المال والسياحة والعقارات.

 كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، خلال النصف الأول من العام الماضي 44.9 مليون دينار، وكانت صادرات الأردن إلى قطر 39.9 مليونا، ومستورداته من الدوحة 5 ملايين دينار، وفقا لغرفة تجارة عمّان.

وفي 23 شباط/ فبراير 2020، زار أمير قطر الأردنَ، في أول زيارة له عقب اندلاع الأزمة الخليجية عام 2017، وعودة التمثيل الدبلوماسي بين عمّان والدوحة في 2019.

وفي حزيران/ يونيو 2017، خفض الأردن مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، بعد دراسة أسباب الأزمة التي تشهدها العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين مع الدوحة والتي عرفت إعلاميا بـ”الأزمة الخليجية”.

وانتهت الأزمة الخليجية، باتفاق المصالحة في قمة العلا بالسعودية في كانون الثاني/ يناير 2021.

وبالتزامن مع زيارة الشيخ تميم، أعلنت قطر عن حزمة استثمارات مخصصة للاستثمار في مشاريع البنى التحتية في الأردن بقيمة 500 مليون دولار. 

ووجّه أمير قطر خلال زيارته بتوفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين.

ربما يعجبك أيضا