كشمير.. 800 «يوم» من الحصار والتضييق الممنهج

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

800 “يوم” مرت على إلغاء الحكم الذاتي لكشمير وحصار الإقليم بشكل كامل على أيدي حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الذي نشر مليون جندي هندي في الإقليم، حيث كممت أصوات الصحافة الكشميرية وقتل النشطاء عشرات النشطاء واعتقل الآلاف بلا تهم، وأصبحت مدن وبلدات وقرى كشمير مستباحة.

ملايين حوصروا ومنعت عنهم الاتصالات والإنترنت ووضع الزعماء الكشميريين كـ”مير واعظ عمر فاروق” وغيره من القيادات قيد الإقامة الجبرية وقد توفى الزعيم الكشميري البارز سيد علي شاه كيلاني بعدما تدهورت حالته الصحية في الإقامة الجبرية.

وفي 5 أغسطس 2019 ألغت الحكومة الهندية المادة 370 من الدستور، والتي تكفل الحكم الذاتي في جامو وكشمير ذو الأغلبية المسلمة الوحيدة في البلاد، ومن ثم تقسيمه إلى منطقتين تديرهما الحكومة الفيدرالية.

اشتباكات واعتقالات

وقتل 5 جنود هنود في إطلاق نار، وقال المتحدث باسم الجيش الهندي، ديفيندر آناد، في بيان، إن “مسلحين تبادلوا إطلاق النار مع القوت خلال عملية شنها الجيش محاربة الإرهاب في مقاطعة بونش”.

وأضاف: أن إطلاق النار أسفر عن “5 قتلى و6 مصابين بجروح خطرة”، وهذا الهجوم تبنته جماعات كشميرية تقول إنها تقاوم الاحتلال الهندي.

وخلال الأسبوع الماضي وحده تؤكد الخارجية الباكستانية أن “10 كشميريين أبرياء استشهدوا في مواجهات وهمية، وما يسمى بعمليات التطويق والتفتيش”، مضيفة أن “مدنيا كشميريا احتجز ثم قُتل بوحشية في مواجهة وهمية في منطقة بانديبورا”.

كما اتهمت الخارجية الباكستانية نيودلهي باعتقال ألف و400 كشميري في الأيام الأخيرة بتهم “باطلة”، وأشارت أن بلادها “تدين بشدة الاعتقالات والقمع في كشمير”.

شهادات حية

فيما قال رئيس “آزاد جامو وكشمير” مسعود خان: “يعاقب شعب كشمير لكونه مسلم، المنطقة هي أيضا أكبر مركز للإسلاموفوبيا في العالم، حيث تقوم القوات الهندية بممارسة إرهاب الدولة ضد الكشميريين العزل، وليس للهند أي حقوق على هذه الأراضي سوى كونها محتلة. هؤلاء (الكشميريون) هم شعبنا”، وأضاف: “مئات الآلاف من الكشميريين ذُبحوا على يد هندوس متطرفين بدعم من الجيش الهندي، يومها عام 1947، قام جيش دوغرا، وراشتريا سوايامسيفاك سانغ (منظمة قومية هندوسية)، والجيش الهندي، بذبح 237 ألف مسلم. كانت تلك أول إبادة جماعية بعد الحرب العالمية الثانية”.

أما زوجة وبنات الشاب بارفيز أحمد جوجار (28 عاما) الذي قتل على يد قوة الشرطة الهندية في أنانتناغ أول أمس في نقطة تفتيش يقولون إنه دُفن على عجل ولم يُسمح لهم حتى بالمشاركة في صلاة الجنازة.

أما كالاندر خاتانا من منطقة كوبوارا في كشمير فيقول: “منذ ما يقرب من 40 عامًا، قطعت القوات ساقاي لأنهم اعتقدوا أن لدي صلات بالمسلحين وهذا لم يكن كذلك. الآن أنا غير قادر على القيام بأي عمل أو كسب، أتوسل طوال اليوم وأطعم أسرتي”.

أما الناشط الحقوقي الغربي غابرييل تورسيلو فقال: “يتحدث الناس عن انتهاك حقوق الإنسان. نعم لدينا انتهاك لحقوق الإنسان في كل مكان، لكن في هذا المكان (كشمير التي تحتلها الهند)، فإن هناك انتهاكًا للحياة نفسها، جريمة بالنسبة للكشميري أن يكون أصلا على قيد الحياة”.

ومجرد أن تشك القوات الهندية بوجود عناصر مسلحة كشميرية بأي منزل في كشمير، تسارع بالهجوم عليه حتى دون التثبت، وبعدها يجتمع السكان ويهتفون “آزادي” أي “الحرية (لكشمير)”، وهذا تكرر كثيرا ووثقته المقاطع المرئية.

أما آصف سلطان فهو صحفي كشميري فيطالب بحريته فهو محتجز منذ 27 أغسطس 2018، وأكمل ثلاث سنوات في المعتقل دون محاكمة، ولم يتم خلالها الإفراج عنه بكفالة حتى الآن.

الغضب الباكستاني

واتهمت باكستان، اليوم الجمعة، القوات الهندية بقتل 10 كشميريين “أبرياء” خلال الأسبوع الماضي، وقال متحدث وزارة الخارجية الباكستانية، عاصم افتخار أحمد، خلال مؤتمر صحفي أسبوعي، إن “القوات الهندية لم تعيد حتى جثامين الضحايا إلى عائلاتهم”.

وفي السياق، شدد المسؤول الباكستاني على أن بلاده “ستواصل حث المجتمع الدولي على محاسبة الهند على انتهاكاتها الفادحة لحقوق الإنسان في جامو وكشمير (الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير)، واضطهادها للأقليات في أماكن أخرى”.

في سياق متصل، قال الإعلامي الباكستاني حذيفة فريد: إن “باكستان قد تشن حربا كبيرة ضد الهند بسبب ما يجري لمسلمي كشمير، خصوصا إذا خرجت الأوضاع عن السيطرة”.

ربما يعجبك أيضا