مركز الإنذار المبكر: حركة طالبان والإخوان المسلمون في أفغانستان.. تاريخية العلاقة ومساراتها المستقبلية

يوسف بنده

رؤية

نشر مركز الإنذار المبكر، تقريرًا حول تأثير جماعة الإخوان المسلمين على الداخل الأفغاني، فقد حظيت أيديولوجية الإخوان المسلمين أو الإسلام السياسي الذي أقره الإخوان المسلمون في أفغانستان بشعبية كبيرة خلال مرحلة الجهاد الأفغاني، وتأثرت مجموعة من قادتها الذين ينتمون إلى الطيف الديني السني بها بقدر كبير، وذلك بسبب ثلاثة عوامل مختلفة رغم ترابطهما، أولهما التأثر والتأثر الفكري المتبادل بين الإخوان المسلمين وأدبيات السيد جمال الدين الأفغاني، والثاني أن الإخوان المسلمين كانوا النموذج السياسي الذي كان ينظر إليه باعتباره الأكثر عقلانية واعتدالا داخل الإسلام السني، في ذلك الوقت على وجه الدقة، وسط ما كانت تموج به الساحة الإسلامية بالعديد من الأفكار والتيارات المختلفة، كانت أبرزها السلفية منها، وثالثها هو أن عددا من قادة الإسلاميين السنة السياسيين في أفغانستان كانوا قد تلقوا تعليمهم ودراستهم في جامعة الأزهر في مصر.

ويمكن القول إن حركة طالبان قد لا تسعى في المرحلة الراهنة إلى الصدام مع تجربة جمعية الإصلاح التي تعتبر أحد تمثلات جماعة الإخوان المسلمين في المشهد الأفغاني، وإن كانت ليست بالحجم الذي يقلق طالبان فتسارع نحو التهدئة معها أو الرغبة في التحالف معها وما شابه .

المتغير الجديد لدى حركة طالبان في سياق علاقتها مع الجمعية أنها باتت تنظر للجمعية على كونها جزءا من مشروع الإخوان المسلمين وأفرعه -غير المباشرة- في المنطقة العربية والإسلامية التي لا يريدون الاصطدام معها خاصة وأنها آخذة في توثيق علاقاتها مع كل من قطر وتركيا اللتين لهما قنوات اتصال مباشرة مع قيادات الحركة وتأويان الكثير من قادتها ورموزهم .

ويمكن القول إن هناك عاملين مؤثرين يلعبان دورا كبيرا في صياغة رؤية طالبان للجماعة ككل وتمثلاتها في الداخل الأفغاني ممثلة في جمعية الإصلاح، ما يجعلها لا تلتفت كثيرا لما يمكن أن تحدثه الجمعية والجماعة من ضجيج أو زخم في المشهد الأفغاني خاصة في المرحلة القادمة .

أولهما: أن الجماعة لم تعد بالقوة التأثيرية والنفوذ الإقليمي والدولي كما كانت عليها في عقود مضت، بل إن حالة الانقسام والارتباك القائم داخل الجماعة “الأم” والصراع ومن ثم التنافسية على قيادتها بالشكل الذي وصل إلى حد اتهام كل طرف الآخر بتهم تتعلق بالفساد المالي والإداري، وهو أمر تعيه حركة طالبان وعلى دراية كبيرة به وبتطوراته، وهو ما ينتقص من حجم الجماعة لدى الحركة ويجعلها لا توليها الاهتمام الكبير، خاصة أنها ما زالت تنظر إليها بعين الريبة والشك وإن كانت لا تظهره بشكل واضح، نظرا لدورها ووجودها التي كانت عليه بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان وقبيل رحيل قواتها والقوات الغربية منها، ما يجعلها لا تثق في الجمعية لتجعلها شريكا وحليفا لها في المرحلة الراهنة ومستقبلا.

وثانيهما: أن جمعية الإصلاح هي الأخرى ما زالت تنظر إلى حركة طالبان باعتبارها حركة إسلامية متشددة ما زالت تجربتها في باكورتها ونظرا لحجم التحديات التي تواجهها في الحكم في إمارتها الثانية يجعل الرهان عليها صعبا خاصة وأن قدرتها على النجاح والاستمرار والبقاء ما زالت تحيطه الكثير من الغموض، ويصعب التنبؤ به.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا