توافق على استقرار شرق المتوسط و3 وثائق للتعاون.. حصيلة زيارة رئيس وزراء ألبانيا لمصر

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

أكدت مصر وألبانيا توافقهما على أهمية احترام سيادة الدول وحقوقها فيما يتعلق بمواردها الطبيعية على أراضيها ومناطقها الاقتصادية الخالصة في منطقة شرق البحر المتوسط، وفقا لقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، بما يضمن الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لرئيس وزراء ألبانيا إيدي راما في قصر الاتحادية اليوم السبت.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: إن الرئيس السيسي أعرب خلال اللقاء عن اعتزاز مصر بعلاقات الصداقة والروابط التاريخية بين البلدين الصديقين على المستويين الرسمي والشعبي، وتطلع مصر لتوسيع نطاق التعاون مع ألبانيا في مختلف المجالات.

تطوير العلاقات الثنائية

شهد اللقاء مناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين بما يتناسب مع عمقها التاريخي، بالإضافة إلى تناول أوجه التعاون الاقتصادي وكيفية العمل على زيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المتبادلة في مختلف القطاعات، بما يتماشى مع طبيعة وأهمية العلاقات السياسية بين مصر وألبانيا.

كما تطرقت المحادثات إلى جهود التنسيق بين البلدين الصديقين في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث تم التأكيد على أهمية البناء على التجارب الناجحة لكل من مصر وألبانيا في تحقيق التسامح الديني بما يحد من أنشطة الجماعات المتطرفة على الساحة الإقليمية.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي 2
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

دفع السلام والاستقرار في منطقة البلقان وتعزيز الاندماج الإقليمي

في الوقت نفسه هنأ الرئيس السيسي رئيس وزراء ألبانيا بحصول بلاده على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين من 2022 إلى 2023، مشيدا، باتفاق البلدين في الرؤى في معظم القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن التنسيق الإيجابي في المحافل الدولية المختلفة.

كما أكد السيسي أهمية التشاور السياسي مع الجانب الألباني بصفة دورية خلال تواجده بمجلس الأمن، خاصةً في ظل الجهود الألبانية المقدرة ورؤيتها لدفع السلام والاستقرار في منطقة البلقان وتعزيز الاندماج الإقليمي لتحقيق الرخاء لدول المنطقة.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الألباني عن تقديره للرئيس السيسي، مؤكدا تطلع بلاده للارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في جميع المجالات، خاصة في ظل الجهود المصرية الحثيثة لصون السلم والأمن الدوليين، وكذا الدور المحوري الذي تقوم به مصر على الصعيد الإقليمي في منطقتي الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط.

رئيس الوزراء الألباني يشيد بتجربة مصر في مكافحة التعصب الديني

وأشاد رئيس الوزراء الألباني في هذا الإطار بتجربة مصر في نشر مفهوم الإسلام الوسطي الصحيح ومكافحة التعصب الديني والكراهية، بالإضافة إلى الجهود المقدرة لدعم الحفاظ على قيم التعايش والتسامح وقبول الآخر، وتجديد الخطاب الديني، وترسيخ ضمان حرية المعتقد.

كما أشار رئيس الوزراء الألباني إلى متابعته لجهود التنمية غير المسبوقة التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، واهتمام بلاده بالاستفادة من الخبرات المصرية الملهمة في هذا الإطار لتطبيقها في ألبانيا.

وثائق تعاون

3 وثائق للتعاون في الثقافة والمتاحف

من جانب آخر، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، و”إيدي راما”، رئيس وزراء جمهورية ألبانيا التوقيع على ثلاث وثائق للتعاون، قام بتوقيعها كل من الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية، و”إيلفا مارجاريتي”، وزيرة الثقافة الألبانية.

وتضمنت هذه الوثائق: “البرنامج التنفيذي للتعاون بين وزارة الثقافة المصرية ووزارة الثقافة الألبانية”، و”بروتوكول للتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب ووزارة الثقافة الألبانية”، و”مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المتاحف بين المجلس الأعلى للآثار بمصر، ومتحف التاريخ الوطني بجمهورية ألبانيا”.

وجاء ذلك خلال ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، ونظيره الألباني “إيدي راما”، جلسة مباحثات موسعة؛ لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.

وخلال اللقاء، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن اعتزاز مصر بالروابط التاريخية والعلاقات الممتدة مع جمهورية ألبانيا، معرباً عن تطلعه لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق نحو مزيد من علاقات التعاون بين البلدين، وأن يمثل الاجتماع الأول للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، المُزمع عقده بالعاصمة الألبانية تيرانا خلال شهر نوفمبر 2021، إطاراً داعماً لتلك العلاقات، وأن يخرج بخطة عمل واضحة لتعزيز التعاون بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة.

وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه لأن تثمر جهود البلدين لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية عن إنشاء مجلس أعمال مصري- ألباني مشترك بين جمعية رجال الأعمال المصريين، واتحاد غرف التجارة والصناعة الألباني.

من جانبه، أعرب “إيدي راما”، رئيس وزراء ألبانيا، عن عميق شكره على حُسن الاستضافة، مشيداً باللقاء المتميز والمطول الذي شرُف خلاله بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صباح اليوم، مؤكداً أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ونقلها إلى آفاق أرحب، ولاسيما أن لدى البلدين العديد من القواسم المشتركة في مقدمتها التاريخ والثقافة.

ولفت رئيس وزراء ألبانيا إلى ضرورة العمل على تعزيز معدلات التبادل التجاري بين البلدين، من خلال وضع أهداف وخطط واضحة لتنميته وفقاً لأسس منهجية، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون في عدد من المجالات، وتتضمن الزراعة، والثروة الحيوانية، والمياه، والثقافة، والتعليم، وغيرها من المجالات الأخرى.

وفي السياق ذاته، أعرب “إيدي راما” عن تطلعه لتسيير خط طيران مباشر بين القاهرة وتيرانا، لافتاً إلى النجاحات التي شهدتها شركات خطوط الطيران الجوية في السوق الألباني، وعن تطلعه كذلك للاستفادة من الخبرة المصرية في تنظيم المعارض، واستضافة الفعاليات الثقافية، ومشاركة مصر في المعارض التي تنظم بألبانيا، فضلاً عن الاستفادة من الخبرة والتجربة المصرية في مجال تطوير التعليم.

من جانبه، رحب الدكتور مصطفى مدبولي بتعزيز التعاون مع الجانب الألباني في مجال التعليم، لافتاً إلى إمكانية وضع إطار وبرنامج عمل واضح له خلال الاجتماعات المقبلة للجنة المشتركة، مضيفاً، في هذا الصدد، أن الحكومة عملت على إحداث نقلة نوعية في مجال التعليم، ليس فقط في المناهج العلمية، لكن أيضاً في ترسيخ مبادئ المواطنة، والتسامح، والتعايش، وقبول الآخر، فضلاً عن إدخال التكنولوجيا إلى مجال التعليم؛ للتغلب على التحديات التي فرضتها جائحة كورونا في هذا المجال الحيوي.

ربما يعجبك أيضا