قمة غلاسكو للمناخ.. تحذيرات «شديدة اللهجة» لإنقاذ كوكب الأرض

محمود طلعت

محمود طلعت

مع انطلاق قمة المناخ «كوب 26»، بمدينة غلاسكو الاسكتلندية، والتي تستمر أعمالها على مدار أسبوعين، تتجدد آمال وطموحات دول العالم للعمل سويا بكل جد وتفان وإخلاص من أجل إنقاذ الكوكب من الآثار الكارثية لتغير المناخ.

وتهدف القمة، التي تأجلت عاما بسبب جائحة «كوفيد-19»، إلى الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.

ويشارك ممثلو أكثر من 190 دولة للمشاركة في القمة التي تنظمها الأمم المتحدة، وتأتي وسط تحديات غير مسبوقة لتغير المناخ ظهرت في الكوارث الطبيعية التي عصفت بمناطق عدة حول العالم في وقت سابق من 2021.

إنــــقاذ العالم

وصباح اليوم الإثنين، استقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الزعماء الواحد تلو الآخر أمام ملصق عملاق لكوكب الأرض.

وأطلق قادة عالميون، اليوم، تحذيرات شديدة اللهجة في افتتاح قمة المناخ، مؤكدين أن القمة تشكل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم من هذه الظاهرة المدمرة التي ستغرق مدنا بأكملها.

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن أموال القطاع الخاص ضرورية لمساعدة الدول النامية على إزالة الكربون من اقتصاداتها، مضيفا «الأجيال المقبلة لن تسامحنا إذا فشلنا في غلاسكو».

FDHH4VEXMAEFkfE

واعتبر جونسون أن «غضب ونفاد صبر العالم لن يكون من الممكن احتواؤه، إلا إذا جعلنا مؤتمر كوب 26 اللحظة التي ننتقل فيها إلى الجد بشأن التغير المناخي، وهذا يشمل الفحم والسيارات والمال والأشجار».

وأكد رئيس الوزراء البريطاني: «لا نستطيع ولن ننجح من خلال الإنفاق الحكومي وحده.. المهمة الآن هي العمل معا لمساعدة أصدقائنا على إزالة الكربون».

تهديد وجودي

وفي كلمته بالقمة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الوقت حان للتصرف، مشيرا إلى أن العالم يواجه تهديدا وجوديا بسبب التغير المناخي.

وأضاف: «لم نواجه الأسوأ بعد من جراء تغير المناخ.. ويجب أن تكون قمة غلاسكو انطلاقة جديدة للعمل ضد التغير المناخي».

ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن واشنطن ستقلص الغازات الدفيئة بنحو كبير من هنا إلى 2030، كما ستعمل على توليد الطاقة من الرياح.

وشدد بايدن على أن واشنطن ستكون رائدة في مواجهة تغير المناخ، مبرزا أن إدارته ستعمل على مساعدة الدول النامية في مواجهة هذه الظاهرة.

حافة الهاويـة

بدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، دول العالم إلى أخذ قضية تغير المناخ على محمل الجد، محذرا المشاركين في «كوب 26» من «أننا نحفر قبورنا بأنفسنا».

وقال جوتيريس «إدماننا للوقود الأحفوري يدفع البشرية إلى حافة الهاوية.. نواجه خيارا صارما: إما أن نوقفه أو يوقفنا.. لقد حان الوقت لنقول: كفى!».

وتابع: «يكفي إساءة للتنوع البيولوجي، يكفي قتل أنفسنا بالكربون، يكفي معاملة الطبيعة مثل المرحاض… إننا نحفر قبورنا بأنفسنا».

كوب 26

نموذج تنموي

بدوره أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن العمل في مواجهة تغير المناخ «حتمي لا يحتمل التأجيل»، مشيرا إلى أن مصر بادرت لاتخاذ خطوات جادة لتطبيق نموذج تنموي مستدام يهدف للوصول بنسبة المشروعات الخضراء الممولة حكوميا إلى 50% بحلول عام 2025 و100% بحلول 2030.

وأوضح السيسي: «نعمل كذلك على التحول إلى النقل النظيف في مصر فضلا عن إنشاء المدن الذكية والمستدامة.. كما تنفذ مصر مشروعات لترشيد استخدامات المياه والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية».

وشدد الرئيس المصري على أهمية وفاء الدول المتقدمة بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار سنويا لصالح تمويل المناخ في الدول النامية، لافتا إلى أن أفريقيا تواجه التبعات الأكثر سلبية لهذه الظاهرة وما يترتب عنها من آثار اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية.

تحديات دولية

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فاعتبر أن الفوز على التحديات الدولية لا يكون إلا بالتعاون وتنسيق الجهود، منوهًا إلى أن الخلل المناخي يأتي بإجحاف وفقر على الدول الأكثر فقرًا.

وأضاف في كلمته بالقمة، أن الدول الأكثر فقرًا التي لم تتسبب بالتلوث والتغير المناخي، أولى ضحايا التغيرات المناخية، مشددا على أهمية تسريع عملية تمويل مواجهة تغير المناخ.

وناشد ماكرون الدول التي لم تدفع حصتها في تمويل المناخ، بتحمل حصتها من الآن حتى نهاية القمة للوفاء باتفاقية باريس.

251893719 4422591607859529 2905920217077887578 n

ربما يعجبك أيضا