الحوار الاستراتيجي الأول.. العلاقات المصرية الأمريكية تعود إلى الواجهة من جديد لمواجهة الأزمات

إبراهيم جابر
مصر وأمريكا - أمريكا ومصر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – عادت العلاقات المصرية الأمريكية إلى الواجهة من جديد، استعدادا لانطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين في العاصمة الأمريكية واشنطن، غدا الإثنين؛ والتي تأتي في توقيت صعب جدا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، في ظل تعدد الأحداث وتشابك مشاكل المنطقة، لتكون خطوة أولى لمواجهة الأزمات الموجودة.

“الحوار الأول”

وتعد جولة الحوار الحالية التي تم تحديد موعدها عقب اجتماع بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الأمريكي بلينكين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل نحو شهرين، هي الأولي من نوعها في عهد إدارة جو بايدن.

وزارة الخارجية الأميركية، أعلنت الخميس الماضي، أن الوزير أنتوني بلينكن سيستضيف نظيره المصري سامح شكري، يومي الثامن والتاسع من نوفمبر الجاري من أجل الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر، مشيرة إلى أن الوفدين سيبحثان قضايا دولية وإقليمية، والتعاون في مجال الأمن وغير ذلك من المجالات.

وأكد وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن اللقاء سيضم إلى جانب بلينكن كبار المسؤولين من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع الأميركية.

وبحسب وزارة الخارجية المصرية سيتضمن الحوار كافة أوجه علاقات التعاون الثنائي، ومجالات العمل وتعزيزها خلال الفترة المقبلة، على ضوء العلاقات القوية بين البلدين.

ويتناول الحوار أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في إطار مواصلة التشاور مع الجانب الأميركي بشأن أبرز ملفات التعاون والتنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، إن شكري سيلتقي مع مجموعة من أعضاء مجلسيّ النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع أبرز مراكز البحث والفكر الأميركية.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي في مايو الماضي، مباحثات مع نظيره المصري في القاهرة، كما التقى حينها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

“علاقات التعاون”

يعد الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة من أقدم نماذج الحوارات الاستراتيجية في المنطقة، حيث تأسس في العام 1998 في ظل إدارة بيل كلينتون، وظل يجري بشكل دوري منذ ذلك الحين، إلا أنه توقف توقف من 2009-2015، أي في بداية إدارة باراك أوباما، وبداية موجات ما يُسمي بالربيع العربي 2011.

وعلى الرغم من أن الحوار رمزي في المقام الأول، إلا أنه يمثل فرصة لمشاركة مجموعة واسعة من الأولويات الثنائية، إذ أن التقارب المصري الأمريكي يأتي عقب حالة الضبابية التي ارتبطت بالعلاقات بين الجانبين مع فوز الديمقراطي جو بايدن برئاسة أمريكا، لتستكمل محاولات زيادة التعاون، وإعادة الود من جديد بين البلدين.

ووفقا لتقارير إعلامية محلية ودولية، ستحتل العلاقات الثنائية مقدمة المناقشات المنتظر انطلاقها غدا، حيث سيبحث الوفدين سبل زيادة التعاون بين القاهرة وواشنطن سياسيا وأمنيا واقتصاديا وثقافيا، خلال الفترة المقبلة.

وسيناقش الجانبان مستجدات أزمة سد النهضة الإثيوبي في ضوء التعنت الموجود حاليا من قبل أديس أبابا ورفضها المستمر التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن أزمة بناء وتشغيل السد، فضلا عن التوترات الموجودة في أديس أبابا والتقدم المحرز من قبل قوات جبهة تحرير تجراي ورفاقها، وإعلان أبي أحمد مؤخرا حالة الطوارئ.

“ملفات شائكة”

الحوار المصري الأمريكي، يأتي وسط مجموعة من الملفات والأزمات التي تعاني منها المنطقة، في مقدمتها الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية، ومحاولات القاهرة المستمرة لتثبيت الهدنة بين الجانبين ومواصلة وقف إطلاق النار، فضلا عن الجهود الرامية إلى إعادة إعمار غزة.

وتحتل الانتخابات الليبية مرتبة متقدمة على طاولة المفاوضات بين الجانبين، خصوصا مع إعلان رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، فتح باب الترشح في الانتخابات البرلمانية والرئاسية بدءا من غد الاثنين، علاوة على مناقشة جهود توحيد القوات الليبية وإخراج المليشيات والمرتزقة من البلاد.

المناقشات بين البلدين ستطول أيضا الأزمة السورية ومحاولات إعادة الإعمار من جديد، علاوة على بحث مستجدات الوضع في لبنان والأزمة الاقتصادية التي تعصف بها حاليا، وسبل مواجهة المد الإيراني وإعادة الاستقرار إلى المنطقة من جديد.

ولن تفوت القاهرة وواشنطن الفرصة لمناقشة أزمة شرق المتوسط المستعرة حاليا بين مصر وقبرص واليونان من جهة وبين تركيا من جهة أخرى، ومحاولات أنقرة الدائمة للسطو على مقدرات البلدان الثلاث.

ربما يعجبك أيضا