دراسة: الممارسات الثقافية والإيدز في أفريقيا جنوب الصحراء: أي علاقة؟

يوسف بنده

رؤية

نشر مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، دراسةً أعدها د. محمد جلال حسين، مدرس الأنثروبولوجيا – كلية الدراسات الأفريقية العليا – جامعة القاهرة، حول الممارسات الثقافية والإيدز في أفريقيا جنوب الصحراء.

فقد بات الإيدز يمثل أحد أهم التحديات الرئيسية للصحة العامة في جميع أنحاء العالم وخاصة أفريقيا جنوب الصحراء والتي اختلت لسنوات عديدة أعلى معدلات إصابة بالإيدز مقارنة ببقية مناطق العالم. حيث ينتشر هذا المرض بشكل واضح في أفريقيا جنوب الصحراء مع اختلاف معدلاته من منطقة لأخرى. ولكنه في نهاية المطاف ترك آثاره على أكثر الفئات السكانية إنتاجًا في أفريقيا جنوب الصحراء، كما ترك أثاره على البناء الاجتماعي والاقتصادي للبلدان الواقعة في هذه المنطقة، الأمر الذي جعل النهضة الاقتصادية أمرًا صعب المنال، ولذلك أصبح الإيدز لا يمثل مشكلة صحية فحسب؛ بل يمثل أيضًا مشكلة اقتصادية واجتماعية وثقافية نتج عنها الكثير من التغيرات والتحولات في كافة المجالات.

وتشير معظم البيانات الوبائية المتاحة إلى أن البدايات الأولى لظهور المرض والانتشار الموسع له في أفريقيا جنوب الصحراء بدأ في أواخر عام 1970، وبحلول عام1980 تم العثور على الفيروس في نطاق جغرافي يمتد من غرب أفريقيا حتى المحيط الهندي، أي محيط وسط أفريقيا، وقد أرجع علماء الأوبئة انتشاره إلى الممارسات الجنسية الطبيعية وليس الممارسات الجنسية الشاذة كما حدث في أمريكا.

ولعل الصورة الذهنية المتكونة عن القارة الأفريقية باعتبارها القارة المعدية لم تتكون من فراغ، بل نابعة من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس الإيدز، فخلال عام 2007 كان هناك ما يقرب من 33.2 مليون شخص يعيشون مع فيروس الإيدز على مستوى العالم منهم 26 مليون يعيشون في أفريقيا، وكان نصيب أفريقيا جنوب الصحراء وحدها حوالي 22.5 مليون حالة إصابة (مؤتمر العمل الدولي، 2009). بينما خلال عام 2011 كانت أفريقيا جنوب الصحراء تضم حوالي 23.5 مليون شخص مصاب بالإيدز، وقد مثلت النساء والفتيات نسبة 60% من إجمالي عدد المصابين.

وبحلول عام 2014 وصل إجمالي عدد المصابين في أفريقيا جنوب الصحراء حوالي 24.7 مليون أي ما يعادل نسبة 71% من إجمالي عدد المصابين عالميًا. وتستحوذ عشر دول من دول أفريقيا جنوب الصحراء على نسبة 81% من إجمالي عدد المصابين في أفريقيا جنوب الصحراء، وهذه الدول هي: إثيوبيا, كينيا, ملاوي, موزامبيق, نيجيريا, جنوب أفريقيا, أوغندا, تنزانيا, زامبيا, زيمبابوي, مع العلم بأن دولتي نيجيريا وجنوب إفريقيا بهما ما يقرب من نصف النسبة السابقة.

ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، بلغ معدل إجمالي الإصابات حوالي 25.7 مليون حالة عام 2018.

وقد ارتفعت معدلات الإصابة بالإيدز في المنطقة بمقدار 3.5 مليون خلال الفترة ما بين عامي 2015- 2020.

والسبب الرئيسي لارتفاع معدلات الإيدز في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء يعزو في المقام الأول لبعض الممارسات والمعتقدات الثقافية التي تتضمن وجود نوع من الاتصال الجنسي أو إتاحة الفرصة لاختلاط الدماء وما يترتب عليها من انتقال الفيروس من الشخص المصاب للسليم. وقد تجلى لنا ذلك بوضوح ممارسة طقوس التطهير والتشليخ وغيرها مما سبق الإشارة إليه. ولا نغفل أيضًا المعتقدات الثقافية التي ما زالت تسيطر على أذهان الكثير من الأفارقة والتي حالت دون ضمان نجاح كافة الاستراتيجيات المتخذة للحد من معدلات المرض.

للاطلاع على الدراسة الأصلية، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا