من أجل مستقبل أكثر استدامة.. السعودية تزيح الستار عن «أوكساجون»

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

في ترجمة جديدة لرؤية السعودية 2030 الرامية إلى تنويع الاقتصاد والاستعداد لمستقبل ما بعد عصر النفط، كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس الثلاثاء الموافق 16 نوفمبر 2021، النقاب عن مشروع طموح لإنشاء مدينة نيوم الصناعية “أوكساجون” والتي تأتي كجزء لا يتجزأ من مخطط مشروع نيوم العملاق البالغة تكلفته 500 مليار دولار والذي أُعلن عنه لأول مرة في أكتوبر 2017 بهدف بناء عاصمة اقتصادية عالمية تربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وخلق اقتصاد مستدام.

تفاصيل مشروع “أوكساجون”

يهدف مشروع مدينة نيوم الصناعية إلى تقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية وفقاً لاستراتيجية نيوم المتمثلة في إعادة تعريف الطريقة التي تعيش وتعمل بها البشرية في المستقبل، وبشكل أكثر تحديدا يهدف إلى بناء أكبر تجمع صناعي عائم بالعالم يعمل بطاقة نظيفة بنسبة 100%، ويدعم المملكة في مجال التجارة الإقليمية.

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، رئيس مجلس إدارة شركة نيوم قال، أمس الثلاثاء، إن “أوكساجون” ستكون حافزاً للنمو الاقتصادي والتنوع في نيوم خاصة والمملكة بشكل عام، مما يلبي طموحاتنا في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، مضيفا: تسعدني رؤية التطوير والأعمال قد بدأت بالفعل على أرض المدينة التي ستسهم في إعادة تعريف توجه العالم نحو التنمية الصناعية في المستقبل، جنباً إلى جنب مع إسهامها في حماية البيئة، وخلق فرص للعمل والنمو.

المدينة الطموحة ستقع في الركن الجنوبي الغربي من مشروع نيوم –الواقع أقصى شمال غرب المملكة- وستطل على البحر الأحمر – أحد أهم الممرات المائية في العالم، والذي يعبر من خلاله 13% من حجم التجارة العالمية- ما يسمح للمدينة بأن تصبح بوابة للتجارة العالمية في المنطقة، ومقرا لمنظومة متكاملة ورقمية من سلاسل الإمداد والموانئ.

بحسب تصاميم المدينة المعلن عنها، سيقع نصف “أوكساجون” على الساحل والنصف الآخر على اليابسة، بحيث تعكس انسجام التقنية والبيئة والصناعة والطبيعة معا، وتصميم المدينة الثماني الفريد يضمن الاستخدام الأمثل للأراضي، مما يدعم توجه نيوم للحفاظ على 95% من مواردها الطبيعة، كما ستعتمد المدينة على بنية تحتية ورقمية فائقة التطور، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق طموحاتها في خلق التوازن بين التقنية والاقتصاد والبيئة، في مدينة تطمح إلى أن تكون الوجهة الأمثل للمبتكرين ورواد التصنيع والمستثمرين.

المهندس نظمي النصر الرئيس التنفيذي لـ”نيوم” قال في تصريحات لـ”الشرق الأوسط” نشرت اليوم الأربعاء 17 نوفمبر: إن مدينة نيوم الصناعية صممت لتكون فاعلة في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة من خلال الاعتماد على استخدام البيانات الضخمة بطريقة أكثر كفاءة لتحسين أداء عمليات التصنيع.

وأضاف: تتبنى أوكساجون رؤية مميزة لبناء اقتصاد دائري يدعمه قطاع صناعي مواكب لتطورات الثورة الصناعية الرابعة القائمة على التصنيع الذكي، بما يحقق أعلى مستوى من التناغم والتكامل بين مختلف القطاعات والمجتمع، للحد من المخلفات وللوصول إلى مرحلة متقدمة من إعادة التدوير، بحيث تكون سلع اليوم مواد أولية لصناعة المستقبل.

“أوكساجون”.. أكثر من مجرد اسم

كشف الرئيس التنفيذي لـ”نيوم” أن كلمة “أوكساجون” تنقسم إلى مقطعين الأول “أوكس” وهو مأخوذ من كلمة “أوكسجين”، والثاني “جون” ومعناها “الشكل المثمن”.

وقال نظمي النصر: كلمة “أوكساجون” تحمل مجموعة من الرسائل، أبرزها الاهتمام بالبيئة، فالمشروع يرمي إلى إنشاء مدينة تعمل على دعم مفهوم تعايش التصنيع مع الطبيعة واحترام البيئة، لا سيما فيما يخص منظومة المناطق الساحلية، إذ ستثبت أوكساجون كيف يمكن للصناعة والخدمات اللوجيستية، التي تعمل بالطاقة النظيفة بنسبة 100%، أن تعيد تكوين عمليات التصنيع باستخدام التقنيات المتقدمة، والاستثمار الأمثل والمبتكر والنظيف للمناطق البرية والبحرية، وحماية الطبيعة.

أبرز أهداف مشروع “أوكساجون”

-تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

-بناء أكبر تجمع صناعي عائم في العالم.

-تحقيق مستويات إنتاجية عالمية مع انبعاثات كربونية صفرية.

-تطوير مفهوم الاقتصاد الأزرق.

-دعم تدفقات التجارة العالمية في المنطقة.

-إنشاء اقتصاد دائري حقيقي وسط بيئة تدعم البحث والابتكار.

-إنشاء مصانع مطورة بأحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي.

-الوصول بتعداد المدينة إلى 90,000 نسمة بحلول 2030.

– تعزيز التنمية الصناعية وتحديدا في قطاعات: الطاقة المتجددة، وحلول التنقل المستقل، وتقنيات المياه، وإنتاج الأغذية المستدامة، والصحة والرفاهية، والتقنية والحلول الرقمية، وطرق البناء الحديثة.

“أوكساجون” ستحتضن:

-أول نظام بيئي متكامل لسلاسل التوريد والموانئ في العالم.

-منطقة صناعية متكاملة تعتمد على الطاقة النظيمة بنسبة 100%.

– منظومة تعليمية وبحثية وإبداعية تجعل من مجتمع المدينة مختبرا حيا ينافس مراكز الابتكار والأبحاث العالمية.

-أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم.

-أكبر مصنع لبناء وحدات معيارية في العالم.

-أكبر مركز بيانات فائق النطاق في المنطقة.

على أبواب المستقبل، تقف السعودية بحزمة من المشروعات الطموحة رغبة في تنويع اقتصادها بعد عقود من الاعتماد على الذهب الأسود، ويأتي مشروع “أوكساجون” كأول مدينة صناعية توفر حياة استثتنائية في مكان يتعايش فيه الإنسان والأعمال والتقنية بانسجام تام مع الطبيعة، كخطوة استشرافية قد تجعل من المملكة شريكا عالميا في وضع الإطار العام للثورة الصناعية الخامسة تمهيدا لتفعيل المرحلة المقبلة من العلاقة بين الإنسان والآلة.

Supply Chain ENGLISH 1024x576 1
257579545 2095086690646350 7167322643629853089 n 1

ربما يعجبك أيضا