نائل البرغوثي.. أسير من زمن الديناصورات

محمود

كتب – محمد عبدالكريم

يظهر عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي (64 عاماً) هو من بلدة كوبر في محافظة رام الله، وسط عدد من الأسرى في سجون الاحتلال في تسجيل فيديو مسرب من غرف السجن، وهو يقول مازحا: “أنا أسير منذ عصر الديناصورات” للدلالة على طول سنين سجنه”.

نائل دخل عامه الـ42 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث أمضى البرغوثي أطول فترة اعتقال يقضيها معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال، بحسب ما أوضح نادي الأسير الفلسطيني.

سريعا قد يمضي الوقت خارج جدران السجن في الرتابة اليومية، إلا أنه ثقيل بطيء خلف، على من سرق السجن سنين شبابه وحتى مشيبه، نائل لم يخرج إلى الحياة إلا 3 أعوام فقط، فقد تحرّر في صفقة التبادل بين حركة «حماس» وحكومة الاحتلال في 2011، ثم أُعيد اعتقاله في 2014 إلى جانب العشرات من المعتقلين المحررين بالصفقة.

وتروي زوجته إيمان عن السنوات الثلاثة تلك قائلة: “كان حنونا يحب الأطفال واللعب معهم، يعشق الأرض وفلاحتها أحاط منزله الذي تزوج فيه بأصناف عدة من الأشجار المثمرة، إلا أن ليلة الثامن عشر من حزيران عام 2014 (أي الليلة التي أعيد اعتقاله فيها)، كانت مختلفة كما تروي إيمان، إذ ظل نائل مستيقظا وجفاه النوم فيها، وكان إحساسه ينبئهُ بأن حلمه بالحرية قد أوشك على الانتهاء.

وتقول إيمان إن حلما كان قد راود زوجها الأسير قبلا عن فتية يحيطون به في غرفة الجلوس بمنزله، وكان يرجو أن تكون تلك بشارة بغلمان يحملون اسمه، ذاك هو الحلم الذي قصته عليه زوجته إيمان، وتفاءل به نائل، لكنه لم يكن سوى “كابوس”، تحقق بعد يومين باقتحام عشرات جنود الاحتلال لمنزله وأجلسوه في ذات الغرفة على ركبتيه وهم يصوبون سلاحهم إلى رأسه.

وتروي إيمان عن نائل الذي لم يعرف من العالم في الأشهر القليلة التي كان فيها خارج السجن، إلا فقدانا للكثير من الأحبة غيبهم الموت، وضياعا لأحداث كثيرة بحلوها ومرها، وأحلاما بأبناء ومنزل زوجية يسكن إليه في سنوات عمره الأخيرة.

وتروي عن تساؤله بعد الاعتقال الثاني: أحقا خرجت إلى حياة لم أعرف عنها ومنها إلا القليل؟؟ أحقا تزوجت وجلست مع أهلي بعد أن حرمت حتى من لمسهم طوال عقود؟؟ كأنه حلم جميل وسط كابوس امتد لـ37 عاما.

ووُلد نائل في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1957، واعتُقل للمرة الأولى عام 1978، حيث حُكم عليه بالسجن المؤبّد و18 عاماً. ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه رغم مرور العديد من صفقات التبادل والإفراجات التي تمّت في إطار المفاوضات.

وتزوّج البرغوثي عقب تحرّره في صفقة التبادل عام 2011 من الأسيرة المحررة أمان نافع، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014.

وصدر بحقّه حكماً مدته 30 شهراً، وبعد قضائه مدة محكوميته أعاد الاحتلال حُكمه السابق وهو المؤبد و18 عاما، إلى جانب العشرات من محرري صفقة تبادل الأسرى، الذين أُعيدوا إلى أحكامهم السابقة، وغالبيتهم يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.

وذكر النادي أنّ البرغوثي أرسل بعدد من الرسائل خلال سجنه (لم يحدّد جهتها)، أبرزها «لو أن هناك عالما حرا كما يدعون، لما بقيت في الأسر حتى اليوم».

ربما يعجبك أيضا