تركيا تطرد إخوان اليمن وبريطانيا تحظر حماس.. ضربات موجعة للجماعة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

الشتاء آتٍ بقوة على جماعة الإخوان وأصبح التنظيم الدولي للجماعة في موقف لا يُحسد عليه، بعدما أصيب بضربتين شديدتين في بريطانيا وتركيا، فلندن تدير ظهرها للجماعة رويدًا رويدًا بعدما كانت كالبيت الآمن لعناصر التنظيم وقياداته وتابعيه، الأيام الماضية شهدت قرار المملكة المتحدة ضم الجناح السياسي لحركة حماس إلى القائمة السوداء، وتأكيد وزيرة الداخلية البريطانية أن أي شخص أو جهة ستدعم حركة حماس، ستكون مهددة بالملاحقة القانونية.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد كشفت مصادر تركية مطلعة، أن أنقرة التي لن تضحي بمصالحها الخارجية لإرضاء الإخوان، بصدد طرد قيادات من إخوان اليمن، قريبًا، في صفعة جديدة يتلقاها التنظيم الإرهابي. وبحسب مصادر تركية أوردها موقع العين الإخباري، فإن الحكومة التركية أبلغت اليمنيين المنتمين لجماعة الإخوان المقيمين على أراضيها بأنه غير مرحب بهم، ولفتت إلى أنها منحتهم 30 يومًا لتسوية أوضاعهم.

كما كشفت مصادر يمنية موثوقة بحسب «عكاظ» مغادرة عدد من القيادات الإخوانية اليمنية في تركيا إلى دول أوروبية، بعد تلقيها إنذارات من السلطات التركية بضرورة الحد من أنشطتها وتصحيح وضعها، مؤكدة أن اليمنية توكل كرمان بدأت الترتيب للرحيل إلى الولايات المتحدة.

صفعة مدوية

تصنيف حركة حماس إرهابية بشكل كامل في بريطانيا يمثل ضربة كبيرة لجماعة الإخوان التي تنتمي لها، وهي الجماعة التي تتخذ من المملكة المتحدة مركزًا رئيسًا لها، ويقول نص ميثاق تأسيس حماس في سنة 1988، إن “الحركة جناح من أجنحة الإخوان بفلسطين، وإن الحركة تنظيم عالمي ومن كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث”.

ومع ترقب عقوبات وحظر لحركة حماس، فمن المتوقع أن يمتد ذلك لشعارات الجماعة بشكل عام، وأي جهة داعمة لحماس بعقوبة السجن لمدة تصل إلى 14 سنة.

ويمثل الحظر البريطاني لحماس ضربة قوية ويمهد أن تقع الإخوان تحت طائلة القانون إذا ما ثبتت الصلة بين الجماعتين، أو قد يزداد ضعفها ضعفًا، لتجنب غضب بريطانيا، خصوصًا أن فرعًا من فروع الجماعة مقره الأساسي لندن، وبحسب مراقبين، يمثل حظر حماس ضربة جديدة لجماعة الإخوان المنقسمة على نفسها أصلًا، بين جبهة إبراهيم منير في لندن ومحمود حسين في إسطنبول.

تهرب تركي

الموقف التركي ليس مستغربًا ولا جديدًا، فأنقرة لديها مصالح خارجية وخاصة مع الدول العربية ويجب أن لا تتأثر خاصة في المرحلة الراهنة، ولأن السياسة لعبة المصالح والتوازنات فقد أدرك نظام “رجب أردوغان” أن الإخوان باتوا مثل “الحصان الخاسر” لا رهان عليه بعد الانشقاقات والتصدعات والاتهامات التي ضربت الصفوف الأولى وباتت تهدد البنية القوية للتنظيم وتنذر بسقوط مدو للجماعة التي ظلت متماسكة وقوية لسنوات وعقود.

أيضًا يأتي توجه “أنقرة” ضمن حركات وخطوات متتابعة للتقرب من المحيط العربي، ومؤخرًا، رحب إلنور شفيق، كبير مستشاري الرئيس التركي رجب أردوغان، بفتح صفحة جديدة مع دول عربية، مؤكدًا أن بلاده لا تدعم تنظيم الإخوان.

سقوط كبير

الضربات التي نالت من جماعة الإخوان في أوروبا ليست وليدة الصدفة، بعد تنبه دول “القارة العجوز” إلى خطر الإخوان وما لعبته الجماعة من دور مؤثر في أحداث إرهابية مفزعة وكونها مفرخة فكرية وبيئة حاضنة للإرهابيين طوال عقود في لندن وفيينا وبرلين وغيرها، مرورًا بالسقوط الكبير للجماعة وقياداتها في مصر وتونس والمغرب وليبيا.

الصفعة الأحدث جاءت من المغرب، حيث التصدع الذي أصاب حزب العدالة والتنمية، متأثرًا بهزيمة قاسية في الانتخابات التشريعية التي جرت في سبتمبر الماضي، حيث حقق أسوأ نتيجة له منذ انتخابات 1997. وسبقت المغرب، تونس التي تقدم رئيسها قيس سعيد، بضربة للتنظيم، في 25 يوليو الماضي، جمد من خلالها كل سلطات مجلس النواب الذي كان يسيطر عليه الإخوان ويعيقون كل المشاريع، والبقية تأتي.

ربما يعجبك أيضا