هل تغير قوات «إقليم العفر» موازين الصراع في إثيوبيا؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أمام تقدم جبهة تحرير تيغراي وجبهة تحرير الأورومو نحو العاصمة أديس أبابا، تحرك سريعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي وسلم “آبي” مهامه الروتينية في رئاسة الوزراء إلى نائبه، وقال إنه سيقود بنفسه المعارك وتعهد بدَحرِ جبهة تيغراي.

آبي أحمد اختار أن يتواجد في جبهة إقليم العفر، حيث صمدت القوات العفرية الخاصة لشهور أمام قوات تيغراي، كما أعلن إحراز القوات الحكومية تقدما ميدانيا “كبيرا”.

وأظهرت مقاطع مرئية نشرتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية آبي أحمد، وهو يتفقد بزي عسكري جبهة القتال في ولاية عفر برفقة مجموعة من العسكريين المسلحين.

وتعهد آبي أحمد بأن القوات الحكومية “لن تتراجع ما لم يتم تثبيت حرية إثيوبيا”، قائلا: “سنحقق انتصارا وسنسلم إثيوبيا مزدهرة إلى أطفالنا”.

يقول المحلل السياسي الإريتري شفا العفري: “الصمود الأسطوري الذي أظهرته قوات إقليم العفر والمقاومة الشعبية العفرية منذ 5 أشهر بعد غزو TPLF (جبهة تحرير تيغراي) لأراضيهم لم يكن من أجل الحصول على الثناء من أحد، لكن دفاعا عن الكرامة والشرف و الوطن، لكن إهمال ذكر العفر ودورهم في إنقاذ الشعب الإثيوبي من الحصار في آخر بيان للجيش نقطة سوداء مسجلة”.

الجيش يتقدم

وقالت هيئة الإذاعة الإثيوبية إن الجيش الإثيوبي وقوات إقليم العفر سيطرت على مدينة تشيفرا في إقليم عفر، وهي أول منطقة يستعاد السيطرة عليها من متمردي قوات تيغراي منذ ظهور آبي أحمد على جبهة القتال، كما استعادت السيطرة على منطقة كاساغيتا وتواصل تقدمها.

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي قد استولت على تشيفرا، التي تقع على الحدود بين إقليمي عفر في شمال البلاد وأمهرة بعد احتدام القتال الشهر الماضي بين القوات الإثيوبية وقوات موالية للجبهة.

يقول المحلل السياسي الإريتري شفا العفري: “بعد معركة شرسة تم تحرير تشيفرا والتوغل نحو عمق مدينة “وللو”،  دمرت القوات العفرية بمساعدة القوات الجوية الإثيوبية ٤ دبابات وغنمت دبابة وZU23 ، وأسر العشرات من جبهة تحرير تيغراي بيد المقاومة العفرية”.  

كما أعلنت الحكومة الإثيوبية، استمرارَ التقدم نحو مدينة باتي وكومبولتشا لتطويق المناطق التي تسيطرعليها جبهة تحرير تيغراي.

جبهة تيغراي

فيما توعدت جبهة تيغراي بالانتصار في المعركة والسيطرة على عاصمة البلاد، و اعتبر المتحدث باسم “جبهة تحرير تيغراي” الإثيوبية جيتاشو رضا، أن رئيس الوزراء آبي أحمد “خائن لشعبه وبني جنسه من الأفارقة، بشنه حربا ضارية وارتكاب قواته مذابح دموية ضد تيغراي”.

وكتب على “تويتر”: “ظاهريا، أعلن آبي أحمد خيانته لأبناء شعبه وشن حربا إفريقية ضدهم وهم أفارقة، أما في واقع الأمر، فالحقيقة مرعبة”، وأضاف متسائلا: “أولا، لماذا استغرق الأمر وقتا طويلا ليدرك أنه إفريقي قضى 3 سنوات في إزاله الطابع الإفريقي عن أجنداته؟ ثانيا، ما الذي كان يفكر فيه عندما أطلق دراما سيئة الكتابة عن تعهده بمغادرة أديس أبابا من أجل نسخته من موقعة (عدوة) التاريخية؟ وعلى الرغم من إعلانه عن قيادة القوات في ساحة المعركة، إلا أن قواتنا ليس لديها أدنى فكرة عن الجبهة التي يتولى قيادتها حتى الآن”.

قرارات حكومية

وحظرت الحكومة الفيدرالية نشر معلومات عن أي أنظمة اتصال وتحركات عسكرية وتطورات على الأرض ما لم تعلن عنها الحكومة، وشددت الحكومة على أن قوات الأمن “ستتخذ الإجراءات اللازمة” بحق مخالفي هذه التعليمات، ما يبدو إشارة إلى وسائل إعلام ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي يغطون تقدم القوات المتمردة في شمال البلاد، كما فرضت الحكومة بحسب “الفرنسية” حظرا على استخدام المواطنين مختلف المنصات الإعلامية لتقديم دعم مباشر أو غير مباشر إلى “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” المتمردة، بالإضافة إلى فرض حظر على الدعوات إلى تشكيل حكومة انتقالية في البلاد.

السيناريوهات المستقبلية

من جهته، قال المحلل السياسي الإريتري والخبير في شؤون القرن الأفريقي “شفا العفري”، إن هناك ثلاث سيناريوها محتملة:

١. أن يجبر الجيش (أ قادة الأورومو في الجيش) آبي أحمد على التنحي وإعلان حكومة انتقالية.

٢. الحرب الأهلية وبداية التفكك، لأن الأقاليم لن ترضى بحكم التيغراي مجددا.

٣. تسوية الخلاف بين الجيش الإثيوبي والإريتري وبالتالي التدخل وتغيير المعادلة على الأرض.

ربما يعجبك أيضا