مفاوضات فيينا.. تلكؤ إيراني وإحباط أوروبي ونتائج مخيبة للآمال

رؤية

انتهت الجلسة الختامية للجولة الحالية بشأن محادثات فيينا اليوم (الجمعة) على صفر نتائج وغادر المشاركين في الجلسة إلى عواصمهم لمزيد من التشاور.

تلكؤ ومماطلة

يبدو أن إيران لا زالت تتلكأ وتماطل في مفاوضات الملف النووي، فقد انتهت مفاوضات جولة فيينا اليوم (الجمعة) على نتائج مخيبة للآمال بعد أن طالبت إيران بتغيرات كبيرة في النص التمهيدي للاتفاق النووي، فقد قدم الوفد الإيراني طلبات “متطرفة” لرفع العقوبات، كما طالبوا بتخفيف التزامات طهران، الأمر الذي دفع دبلوماسيين غربيين إلى وصف التوجه الإيراني بالمحبط والمقلق.

في المقابل جاء رد المفاوضين الغربيين على نظرائهم الإيرانيين، أن عرضهم غير جاد وغير مقبول، مؤكدين أن موقف إيران يعد تراجعا عما تم التوصل إليه في السابق.

وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري -قبيل مغادرته العاصمة النمساوية فيينا- إن الأطراف الأوروبية يمكنها تقديم مسوداتها الخاصة للنقاش، مشيرًا إلى أنه لا مشكلة إذا أردا الأوروبيون تقديم مسودات بمقترحاتهم الخاصة، ويمكننا مناقشة ذلك، ولكن يجب أن تكون تلك المسودات مرتكزة على المبادئ التي اتفق عليها الجانبين”.

نفاد صبر

أحدثت طهران شرخًا وفجوة لا يمكن التكهن بكيفية معالجتها في المستقبل القريب وفق مراقبين، من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن جولة المفاوضات الأخيرة لإيران في فيينا باءت بالفشل، وأشار ماكرون إلى وجود تلكؤ إيرانيًا مستبعدًا استئناف المحادثات في المستقبل القريب.

في المقابل بادر مندوب بكين في مفاوضات فيينا بالإعلان عن جولة محادثات أخرى بشأن النووي ستعقد منتصف الأسبوع المقبل بينما ألمح المنسق الأوروبي إلى (نفاد صبر) أوروبي ، حيث أشار إلى أن المحادثات لن تستمر للأبد ولابد لطهران أن تتخلى عن تباطئها بغية الوصول لنتائج ملموسة.

وقالت الولايات المتحدة تعليقًا على مخرجات محادثات فيينا المحبطة إيران بدأت الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا باستفزازات نووية جديدة مهددة إيران ببحث خيارات أخرى إذا لم تلتزم بالتوصل إلى اتفاق.

وأعرب الأوروبيون عن خيبة أملهم وقلقهم مؤكدين أن طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل ويونيو.

وأوضح المسؤولون في بيان، أن إيران “تطالب بتغييرات كبيرة” يتعارض بعضها مع اتفاق 2015، مشيرين إلى أنه “من غير الواضح كيف يمكن سد الفجوات الجديدة في إطار زمني واقعي بناء على المسودات الإيرانية”.

لم تكن مفاجأة

وعلى الرغم أن التشاؤم كان سيد الموقف قبل بدء محادثات فيينا بعد أن أعربت كل من واشنطن وإيران أمس الخميس عن عدم تفاؤلهما إزاء إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 – حيث قالت الأولى أنه ليس هناك ما يدعو للتفاؤل بينما شككت إيران في نوايا المفاوضين – بيد أن الفشل الذي حدث اليوم بسبب وضع إيران للعراقيل خيم على بصيص النور الوحيد في الوصول لنتائج جادة بشأن الملف النووي.

وفي الوقت الذي نقلت فيه وسائل إعلام إيرانية عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله خلال محادثة هاتفية مع نظيره الياباني: “ذهبنا إلى فيينا بعزيمة جادة، لكننا لسنا متفائلين إزاء إرادة ونوايا الولايات المتحدة وأطراف الاتفاق الأوروبية الثلاثة”قال بلينكن يجب أن أقول لكم إن التحركات ولهجة الخطاب في الآونة الأخيرة لا تبعث كثيراً على التفاؤل، لكن على الرغم من تأخرها بشدة، لم يفت الأوان بعد لقيام طهران بتغيير المسار والمشاركة بصورة بناءة.

يأتي الاجتماع بين إيران وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين، اليوم في إطار ما تعرف باللجنة المشتركة التي سبق لها رعاية جولات من المحادثات، وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قد قالت أمس الأول الأربعاء، أن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المخصب من خلال أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة فوردو الأمر الذي يزيد من تقويض الاتفاق النووي.

وقد يؤدي هذا التلكؤ -وفق محللين- إلى حدوث تحول في الموقف الغربي ليصبح أكثر قوة وحزمًا تجاه إيران في الفترة المقبلة حيث أن لعبة تبادل اللوم لن توقف المحادثات بل ستعطلها فقط في حين أن لجميع الأطراف مصلحة في استمرارها في الوقت الحالي.

ربما يعجبك أيضا