«طحنون بن زايد» في إيران.. رؤية إماراتية جديدة لدعم استقرار المنطقة

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

انطلاقًا من دورها القيادي في حل القضايا ودعم الاستقرار بالمنطقة، وصل وفد رفيع المستوى برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني بالإمارات إلى إيران تلبية لدعوة نظيره الإيراني، وذلك في إطار رؤية الإمارات الجديدة لتصفير المشاكل وتعزيز الاستقرار وإزالة التوترات القائمة في المنطقة.

طحنون بن زايد في إيران

بعد أيام قليلة من إعلان المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، أن بلاده سترسل وفداً إلى إيران لبحث العلاقات بين البلدين وتحسينها، وصل اليوم (الإثنين)، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني بالإمارات، في زيارة تلبية لدعوة رسمية من نظيره الإيراني.

وكان في مقدمة مستقبلي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، والوفد المرافق له، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، حيث تباحث الطرفان أبرز القضايا التي تهم البلدين.

من جهته، استقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، صباح اليوم على رأس وفد إماراتي رفيع المستوى.

وأواخر الشهر الماضي، أجرى المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، الدكتور أنور قرقاش، محادثات مع نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري، الذي زار أبوظبي.

وتناول اللقاء بحث العلاقات بين الإمارات وإيران، وتأكيد الجانبين على أهمية تعزيزها على أساس حسن الجوار والاحترام المتبادل، وذلك في إطار المصالح المشتركة، والعمل على تحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار في المنطقة، وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الجارين.

من اللافت للذكر أن تبادل الزيارات أمر نادر بين إيران ودول الخليج، في ظل وجود ملفات كثيرة يختلف عليها الطرفان، أبرزها الأنشطة الإيرانية الأخيرة وتدخل إيران في شؤون الدول العربية مثل اليمن ولبنان.

صفحة جديدة

تأتي  الزيارة في وقت تعهدت فيه إيران بفتح فصل جديد في العلاقات مع الإمارات بعد لقاء لنائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، بمسؤولين إماراتيين في دبي نهاية نوفمبر الماضي.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أجرى نهاية الشهر الماضي أيضا اتصالا هاتفيا بنظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، تناولا خلاله بحث العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك وسبل تطويرها وتعزيزها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

ووصف أمير عبداللهيان العلاقات الثنائية مع الإمارات بأنها علاقات متنامية، وقال إن الحكومة الإيرانية الجديدة عازمة على مواصلة مشاوراتها وتعاونها الفعال مع الأصدقاء والجيران.

من جهته، أكد المستشار السياسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش أن “هناك تقدير من جانب الإيرانيين لإعادة بناء الجسور مع الخليج” ومع ذلك  فإن بلاده لا تزال تشارك المخاوف إزاء أنشطة إيران الإقليمية، لكنه شدد على أن “المواجهة ليست السبيل الأمثل للمضي قدما”.

وأشار قرقاش إلى أن الحوار والتعاون الاقتصادي جزء من إجراءات بناء الثقة مع إيران، مؤكدا أن “الأمر سيستغرق وقتا”.

واعتبر أنه حتى إذا توصلت المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران إلى نتائج إيجابية فهي لن تعالج كل المخاوف بشأن السياسات الإيرانية.

استراتيجية إماراتية

من جهة أخرى يرى محللون أن “الإمارات تسير في طريق صحيح”، وأن “الاستقرار العربي مرهون بقوة العلاقة مع إيران وتركيا وتصفية النوايا لأبعد حد ممكن “، فيما أشاد البعض بالدور الإماراتي الذي يعتمد “استراتيجية تصفير المشاكل وتعزيز الاستقرار وإزالة التوترات القائمة في المنطقة”.

وتوقع آخرون أن “زيارات الشيخ طحنون تمثل توجه المنطقة بأكملها وليس الإمارات فقط ” وأن “الحالة الجديدة لمنطقة الخليج والشرق الأوسط تعني أنه إما أن تكون مسالماً أو أن تُعزل للأبد” .

وعن زيارة الشيخ طحنون بن زايد، قال الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله إن “البلدوزر الإماراتي سيصل طهران كما وصل أنقرة دمشق الدوحة بغداد وعواصم عدة وبيده أوراق تفاوضية قوية لخدمة مصالحه الوطنية ولكي يؤسس لمرحلة سياسية جديدة في تاريخ المنطقة”.

تزامن التحركات الإماراتية باتجاه إيران مع محادثات إيرانية سعودية ، تؤكد رغبة تلك الدول في الحوار في ظل الفراغ السياسي الذي تشهده المنطقة عقب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وعدم رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانخراط بالمنطقة.

ربما يعجبك أيضا