تَجَوَّلن بـ«الزي التراثي».. النساء في هولندا يدافعون عن الهوية الفلسطينية «المسروقة»

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – شهدت المدن الهولندية حملة نسائية غير مسبوقة للرد على سرقة إسرائيل للتراث الفلسطيني، حيث نظمت مؤسسة هويتي بهولندا، حملة الدفاع عن التراث والثقافة والهوية الفلسطينية، وخرجت النساء من مختلف الأعمار يتجولن الشوارع والمواصلات العامة بالزي الفلسطيني ورغم البرد القارس، لم تترد أي منهن من ارتداء الزي التراثي وعندما يوجه لأي منهن سؤال لماذا  تفعلن ذلك؟ تحكي قصة سرقة إسرائيل المتكررة للتراث الفلسطيني ومحاولة الدولة المعتدية محو الهوية الفلسطينية بكل الطرق، الشعب الهولندي تأثر بذلك كثيرا و دعم النساء و اظهر إعجابه الشديد بالقضية الفلسطينية وخاصة بالمرأة التي تدافع عن  تراثها.

مؤسسة هويتي لم تكتف بذلك بل أرسلت  مناشدات للمنظمات الدولية الحقوقية تطالبهم بالدفاع عن الحق الفلسطيني في الحفاظ  على هويته الثقافية والإنسانية وأنه لا يمكن أن يسمح العالم لإسرائيل بالتمادي بهذا الشكل وسرقة الثوب الفلسطيني وأن تنسب لنفسها بأن هذا الثوب من تراثها الثقافي، ووصفت ذلك بأنه نوع جيد من الاحتلال الفكري والتراثي تضاف لجرائم الدولة المعتدية  والتي سبق وسرقة الأراضي الفلسطينية والعالم يشاهد فقط.

ذلك وقد خرجت من أطلق عليهن “حارسات التراث والهوية الفلسطينية بدعوة من مؤسسة هويتي تهدف إلى الحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية”، حيث دعت المؤسسة السيدات في مدينة نايميخن والمدن الهولندية  الأخرى، للمشاركة بجولة في المدن للمشي  بالشوارع، وهن يرتدين الثوب الفلسطيني وذلك للتعريف بالثوب الفلسطيني التقليدي، ثوب توارثته الأجيال وطرزته الجدات بأجمل الرسومات، مما جعل الشارع الهولندي يتأثر ويسأل كيف يمكنهم الحصول على الثوب الفلسطيني ويدعوهم للمنزل، وكذلك أثارت المبادرة اهتمام الإعلام الهولندي وتحدث عنها بإعجاب.

Screenshot 20211219 171819 Facebook

خاصة  عندما سمع الإعلام قول سيدة من الجالية الفلسطينية  “أريد أن أحمي تراثي أمام الهجمة الصهيونية، فجئت اليوم للمشاركة، ردًا على الرواية الإسرائيلية بسرقة تراثنا. إسرائيل شعب بلا ثقافة ولا تاريخ، هم يحاولون سرقة ثوبنا، الذي يحمل آهات الأمهات، يريدون تلويث القضية الفلسطينية بمثل هذه المشاركات في ما تسمى (مسابقة ملكة جمال الكون)”.

مشاركة المرأة الفلسطينية في الفعالية جاءت كرسالة لكل العالم وللشعب الإسرائيلي الذي يسرق التراث الفلسطيني، أن فلسطين بتراثها وشعبها المقاوم ستنتصر، وأن الفلسطينيين يفخرون بتراثهم ويحافظون عليه”. كما دعت العالم إلى أن يقف في وجه سرقات الاحتلال المتكررة للتراث الفلسطيني.

الجدير بالذكر أن حملة الدفاع عن التراث الفلسطيني نجحت في إيصال صوتها، حيث قررت اليونسكو إدراج الثوب الفلسطيني ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، وهو ما جعل النساء يشعرن بالنصر،بمناسبة إدراج التطريز الثوب الفلسطيني ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو

وقد شكرت مؤسسة هويتي النساء بالقول، لقد نجحت المبادرة النسائية الفلسطينية  في إيصال صوت الحق الفلسطيني بكل حب وثقة

المبادرة الفلسطينية ردا على  سرقة إسرائيل تراثهم في مسابقة “ملكة جمال الكون

المبادرة  النسائية جاءت بعد نشر  مُشارِِكة الفلبين في مسابقة “ملكة جمال الكون”، التي تُنظَم على الأراضي المحتلة، صورًا وهي تُعِدّ ورق العنب بالجلباب الفلسطيني، وقالت إنه اللباس البدوي الإسرائيلي ،كما ارتدت المُشارِكات اللباس الفلسطيني وقضين يومًا في بيوت فلسطينية قديمة بإحدى البوادي، ونشرت ملكة جمال الفلبين الصور وعلّقت عليها “تجربة يوم في حياة البادية”، وبرفقته بوسم زوروا إسرائيل

 وقد أثار ذلك غضب الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتحال الاحتلال الإسرائيلي ثقافة بلادهم،  وقالوا بأنه “غاصب بلا هوية

وقال الناشطون إن الاحتلال يسعى عبر تنظيم هذه الفعاليات إلى تجميل الواقع على الأراضي المحتلة وإخفاء انتهاكاته بحق الفلسطينيين.“يسرقون كل شيء”وعن ذلك غرّدت الأكاديمية الفلسطينية يارا هواري قائلة “يستضيف النظام الإسرائيلي هذا العام مسابقة ملكة جمال الكون، بعد انسحاب العديد من المتسابقات منها. لكن لا تزال متسابقات عديدات يشاركن بمَن فيهنّ من جنوب الكرة الأرضية، وتُظهر ملكة جمال الفلبين الاستيلاء الجسيم على الثقافة الفلسطينية.

Screenshot 20211219 171838 Facebook

وداخل فلسطين على وقع الأغاني التراثية الفلسطينية وارتداء اللباس التراثي الفلسطيني للرجال والنساء، احتج عشرات الفلسطينيين، يوم الأربعاء الماضي، وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، على محاولة إسرائيل سرقة الثوب والتراث الفلسطيني، بما تسمى “مسابقة ملكة جمال الكون”.

رجال ونساء غنّوا أغاني التراث الفلسطيني، وعرضوا الأكلات الشعبية الفلسطينية (المفتول، والفلافل)، بينما كانت الأواني التراثية الفلسطينية حاضرة أيضًا، وهتف المشاركون فلسطين وتراثها.

وقد وصف البعض  المحاولات الإسرائيلية لسرقة التراث الفلسطيني أنها تضع الجميع أمام مسؤولياتهم للتعامل مع الخطر الذي يتعرض له التراث، وأنه لا بد من تشكيل لجنة وطنية لمتابعة الأمر.

ويحذرون من أنه “في ظل الهجمة الصهيونية على زينا و موروثنا الفلسطيني الثقافي والتراثي، فإننا بحاجة إلى خطة متكاملة من كل الجهات ذات العلاقة للنهوض بهذه القضية، للتأكيد على أن هذه القضية فلسطينية بامتياز، وأنه لا بد من محاربة ما تحاول إسرائيل فرضه بسرقة التراث الفلسطيني”.

ربما يعجبك أيضا