كنائس القدس وبدعم من 349 كنيسة بالعالم يحذرون من جماعات صهيونية راديكاليّة تطرد مسيحيي فلسطين

محمود

رؤية

القدس المحتلة – حذّر القادة المسيحيون في الأراضي المقدسة من أنّ مجتمعاتهم مهددة بالطرد من المنطقة من قبل الجماعات الإسرائيلية المتطرفة، ودعوا إلى الحوار بشأن الحفاظ على وجودهم.

وكتب الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدسة بالكنيسة الكاثوليكية وحارس الأماكن المقدسة المسيحية في الأراضي المقدسة، في صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أنّ “وجودنا تزعزع ومستقبلنا في خطر”.

وفي الأسبوع الماضي، أصدر البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس بيانًا مشتركًا يحذرون فيه من الخطر الذي تشكله الجماعات المتطرفة اليهوديّة التي قالوا إنها تهدف إلى “تقليص الوجود المسيحيّ”.

وكتب باتون أنّه في السنوات الأخيرة، أصبحت حياة العديد من المسيحيين: “لا تطاق بسبب الجماعات المحلية الراديكالية ذات الأيديولوجيات المتطرفة”، مؤكّدًا “أنّ هدفهم هو تحرير البلدة القديمة في القدس من الوجود المسيحيّ، حتى الحيّ المسيحيّ”.

ويُشار إلى أنّ الجماعات المتطرفة اليهوديّة، كما أفادت مجلّة (تايمز أوف أزرائيل) الإسرائيليّة، قامت بتدنيس وتخريب مواقع مقدسة، بما في ذلك كنائس، وارتكاب جرائم ضد قساوسة ورهبان ومصلين، وفقًا لباتون.

 وكشف باتون النقاب عن أنّه بينما كان المسيحيون يشكلون 20% من سكان القدس، فإنّ نسبتهم اليوم تبلغ أقل من 2%، ووجّه نداءً إلى العالم للحصول على الدعم “حتى نتمكن من الاستمرار في الحفاظ على التنوع الثري لهذه الأرض المقدسة”.

وجاءت المزيد من التحذيرات من رئيس أساقفة كانتربري البريطاني جاستن ويلبي في مقال مشترك كتبه مع رئيس أساقفة القدس الأنجليكاني حسام نعوم، نُشر في صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، أكّدا فيه “أنّ هناك محاولة منسقة لترويع المسيحيين وطردهم”.

في السياق عينه، حذّر بيان الأسبوع الماضي، الذي أصدرته أبرشية القدس نيابة عن البطاركة ورؤساء الكنائس في المدينة، من “التهديد الحالي على الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة”، مُندّدًا بالجماعات المُتطرفة اليهوديّة التي تستحوذ على ممتلكات في الحي المسيحي بهدف تقليص الوجود المسيحي.

وقال البيان إنّ مثل هذه الجماعات “تستخدم في كثير من الأحيان التعاملات السرية وأساليب التخويف لطرد السكان من منازلهم، ممّا يقلل من الوجود المسيحي ويعطل طرق الحج بين بيت لحم والقدس”، مُشيرًا إلى “المكاسب التي يجلبها الحجاج المسيحيون لإسرائيل، نقلاً عن تقرير لجامعة بيرمنغهام يفيد بأنّ الحج المسيحي يدخل 3 مليارات دولار للاقتصاد الإسرائيليّ”.

وطالب قادة الكنيسة بإجراء “حوارٍ عاجلٍ” مع سلطات “إسرائيل وفلسطين والأردن”، التي أعلنت جميعها، على حد قولهم، التزامها بحماية الحرية الدينية. وقالوا إن المحادثات يجب أنْ تُركِّز على “التحديات التي تطرحها الجماعات المتطرفة” في القدس وعلى إنشاء “منطقة ثقافية وتراثية مسيحية خاصة لحماية سلامة الحي المسيحي في البلدة القديمة في القدس”.

وقدم مجلس الكنائس العالمي، الذي يمثل 349 كنيسة، دعمه، حيث قال الأمين العام بالنيابة القس إيوان سوكا في بيان إنّه يجب “احترام وتقدير المسيحيين في الأراضي المقدسة كجزء من تراث المنطقة ومستقبلها على حد سواء”.

كما أصدرت منظمة “الكنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط”، وهي مجموعة تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، بيانًا شدّدّت فيه على أهمية المجتمعات المسيحية في الأراضي المقدسة، حسبما أفادت صحيفة (فاتيكان نيوز).

بشكلٍ منفصلٍ، قام نشطاء يهود متطرفون على مدى سنوات بأعمال تخريب ضد مواقع مسيحية في القدس ومناطق أخرى من إسرائيل، بما في ذلك خط عبارات كراهية وحرق متعمد.

ربما يعجبك أيضا