الأولى منذ 10 سنوات.. ماذا تحمل زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر؟

محمود طلعت

محمود طلعت

في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه، بدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم (الإثنين)، زيارة رسمية إلى الجزائر، تلبية لدعوة من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون.

زيارة الغزواني للجزائر، تعد الأولى من نوعها لرئيس موريتاني منذ  10 سنوات، بعد تلك التي قام بها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في ديسمبر 2011.

واستقبل الرئيس الجزائري، نظيره الموريتاني، بمطار هواري بومدين، حيث تم إطلاق طلقات مدفعية على شرفه، كما قام الرئيسان بالاستماع لنشيدي البلدين وتحية العلمين.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية أن زيارة الرئيس الموريتاني تدوم ثلاثة أيام ابتداءً من 27 إلى 29 ديسمبر، ومن المتنظر أن تبحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بمختلف المجالات.

تعزيز الشراكة

ويترأس الرئيس الموريتاني وفدا رفيع المستوى، خاصة المسؤولين عن ملف الاقتصاد، حيث من المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات التي تعزز التعاون والشراكة بين البلدين.

كما سيعقد الوزراء المرافقون ورجال الأعمال مباحثات مع نظرائهم الجزائريين، حول مجالات التعاون المختلفة، بما يخدم المنطقة بشكل عام والشعبين الموريتاني والجزائري على وجه الخصوص.

وخلال السنوات القليلة الماضية، تعززت مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث سجلت الصادرات الجزائرية إلى موريتانيا ارتفاعا ملحوظا في 2020 وصلت نسبة 100% مقارنة بـ2019.

ووقعت كل من الجزائر وموريتانيا، في أبريل 2021، على مذكرة تفاهم لإنشاء اللجنة الثنائية الحدودية الجزائرية-الموريتانية.

ومن بين مهام هذه اللجنة، تعزيز فرص الاستثمار وإقامة مشاريع شراكة في القطاعات ذات الأولوية على مستوى المناطق الحدودية المشتركة وتكثيف التبادلات الاقتصادية والتجارية.

بوابة استراتيجية

وتنظر الجزائر إلى موريتانيا باعتبارها بوابة استراتيجية نحو غرب أفريقيا، وعملت على تعزيز تعاونها الاقتصادي وحتى الأمني معها.

العلاقات الجزائرية الموريتانية تنتظرها «خطوة حاسمة» بعد إنجاز الطريق الاستراتيجي بين تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية بطول 900 كيلومتر.

ويعول البلدان على هذا الطريق الاستراتيجي الهام في تغيير ملامح المنطقة بشكل كامل وفك العزلة عنها، وكذا تنشيط المبادلات التجارية والاقتصادية بينهما.

إضافة إلى كون هذا الطريق سيسهل على الجزائر الولوج إلى أسواق غرب أفريقيا، فيما يرتقب أن يوصل موريتانيا بدولتين مغاربيتين وهما تونس وليبيا.

تحديات مشتركة

في أبريل الماضي، وقع البلدان مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة ثنائية حدودية بين البلدين أوكلت لها مهمات أمنية لضبط الحدود، واقتصادية لتنشيط التبادلات التجارية بين البلدين الجارين.

وآنذاك، قال وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية الجزائري، كمال بلجود، إن التحديات بين البلدين مشتركة خاصة في التنمية والأمن.

وشدد على ضرورة تنمية المناطق الحدودية وتحويلها إلى “قطب اقتصادي واجتماعي بامتياز وفق خطة مشتركة يتم فيها تسطير الأهداف وترجمتها إلى مشاريع تنموية حقيقة”.

ونبهت وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية إلى أن الوضع الأمني بمنطقة الساحل سيكون ضمن أجندة أول قمة رئاسية جزائرية – موريتانية تجمع الرئيسين عبد المجيد تبون ومحمد ولد الشيخ الغزواني.

188 132016 mauritanian president algeria visit

ملفات بارزة

يقول عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر, الدكتور سليمان أعراج، إن زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر يمكن وصفها بأنها بالغة الأهمية، بالنظر لأهمية العلاقات الثنائية المتميزة والاستراتيجية بين الجانبين.

ويضيف «القضايا الأمنية تشكل محورا هاما لدى موريتانيا والجزائر، خاصة ما يحدث في منطقة الساحل الأفريقي، ونشاط المنظمات الإرهابية في ظل تجارة المخدرات، والسلاح والاتجار بالبشر، وما إلى ذلك».

ويرتبط البلدان بحدود برية كبيرة تصل إلى 460 كيلومترا خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تحركات، خاصة في الجارة المشتركة مالي.

من جهته أوضح الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، سمير الكاشف، أن الزيارة تأتي بعد نحو أسبوع من زيارة تبون إلى الجارة الشرقية تونس ما يؤكد رغبة الجزائر في تعزيز عمقها المغاربي والأفريقي.

وقال الكاشف، إن هناك 5 ملفات رئيسية على أجندة الزيارة تتمثل في «تعزيز العلاقات، مستقبل الاتحاد المغاربي، الأزمة الليبية، الأوضاع في مالي، والقمة العربية» المقررة بالجزائر نهاية مارس المقبل، إضافة إلى الملفات الإقليمية والدولية الأخرى.

وأضاف أن حماية حدود البلدين من التنظيمات الإرهابية ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل ستتصدر القمة الأولى للرئيسين في ظل التوترات الأمنية والسياسية التي تشهدها باماكو.

ربما يعجبك أيضا