ملالي قم وطهران يواصلون التمدد في العراق وسوريا واليمن

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

يستمر نظام الملالي في قم وطهران في استخدام مليشياته الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط كأدوات لتحقيق مخططاته الكهنوتية الكسروية ضمن خطته الخمسينية لاحتلال المنطقة وتشييع أهلها واستئصال كل من يواجه مخططاته الشيطانية، فالاستخبارات الإيرانية تحيك المؤامرات والمليشيا الموالية تنفذ شاهدنا ذلك في العراق وسوريا واليمن وحتى حاولوا ذلك في أذربيجان وأفغانستان لكم تم وأد مخططاتهم في الدولتين.

العالم أجمع بات يدرك أن نظام مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي يخوض معظم حروبه في المنطقة بمليشيات عقائدية موالية كما في العراق وسوريا ولبنان واليمن لتجنب المساءلة المباشرة أمام المجتمع الدولي، حيث يناور الحرس الثوري الإيراني كالحرباء، ويبتز دول العالم في المفاوضات النووية عبر تلكا لمليشيات.

فيما قال غضنفر آبادي -رئيس محكمة الثورة في طهران- “إذا الشعب الإيراني لم ينصر الثورة سيأتي الحشد الشعبي العراقي، الحوثي اليمني، الفاطميون من أفغانستان، وزينبيون من باكستان لنصرة الثورة”! وهذه التصريحات توضح إلى أي حد تغلغلت إيران في عدد من البلدان الإسلامية.

سوريا

ففي سوريا استمر تموضع القوات الإيرانية والمليشيات متعددة الجنسيات، فالمليشيات تجند الشباب السوري في تدمر وحمص وحلب وحماه ودير الزور والقلمون والقصير والساحل السوري، كما أنها انتشرت في الجنوب السوري في محيط قرى سهل حوران وفي محافظة القنيطرة، وتغري الشباب بالمرتبات الكبيرة لينضموا إلى صفوف مليشياتها مستغلة تدهور الوضع الاقتصادي وقلة ذات اليد، أي أن إيران تعمل على تشكيل باسيج سوري تابع لها، كما واصلت مليشيا إيران استيطانها ومخططها الممنهج في سوريا، فهي لم تكتف بحشد عشرات الآلاف من مقاتليها، وتجنيس الآلاف منهم بالجنسية السورية ، وبناء الجامعات والحوزات العلمية الشيعية، كما تقوم بالاستحواذ على ممتلكات السنة وتحل محلهم الآلاف من العائلات الأفغانية والباكستانية والإيرانية الشيعية، كما زادت إيران قواتها على خطوط المواجهة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.

وقبل شهور قليلة طالبت عشائر محافظة درعا، بوقف التمدد الإيراني في محافظتهم، وإنقاذ المدنيين من القتل والتدمير الذي تمارسه قوات النظام والمليشيات الإيرانية والمليشيات الموالية إيران، لكن للأسف ترك أهل درعا لمصيرهم.

وتمتلك إيران 131 موقعًا عسكريًا بين قاعدة ونقطة وجود في عشر محافظات سورية، بحسب دراسة لمركز “جسور للدراسات الاستراتيجية.

العراق

في العراق، استمر المليشيات الموالية لإيران في استئصال العرب السنة في عدد من مناطق حزام بغداد، كان آخرها جريمة بشعة ارتكبت في شمال محافظة بابل التي تقع جنوب بغداد، حيث قتلت المليشيات 20 من الأطفال والنساء السنة واتهموا عبر وسائل إعلامهم عائل الأسرة “الغريري” بقتل عائلته، علنا أمام العالم يكذبون ويستغلون إعلامهم الجرار لتلفيق الأكاذيب لتبين بعدها حقيقة الجريمة ويأمر مصطىف الكاظمي بالتحقيق، كما استمرت عمليات الإبادة الجماعة والاستئصال في الطارمية ونهر الإمام في محافظة ديالى على غرار ما حدث في جرف الصخر قبل سنوات (هجر منها 300 ألف سني منذ سنوات، وقد استولت المليشيات عليها وحولتها إلى معسكرات وقواعد عسكرية وسجون سرية)، كما تعمل تلك المليشيات على تشييع سامراء رغما عن أهلها، كما استمرت في نشر الفوضى في الموصل والأنبار.

والحقيقة التي يتجاهلها البعض أن ما يجري في محافظة ديالى وحزام بغداد خاصة ومناطق العرب السنة عامة من تهجير وتغيير ديموغرافي ممنهج، واعتقالات وقتل على الهوية، وتفجير منازل ومساجد واختراق إيراني عسكري، ليس ردات فعل على تفجير هنا أو هناك كما يبرر الإعلام الإيراني ومن يدور في فلكه بالعراق، فالخطير والمسكوت عنه من قبل كثيرين ولا ندري السبب، أن هناك مخططـًا إيرانيًا استيطانيًا استئصاليًا يسعى منذ سنوات لتغيير ديموغرافية المناطق والمحافظات السنية في العراق، لكن وجهاء سنة العراق أعلنوا عن غضبتهم بشكل واسع، لأن هناك محاولات استيطانية واسعة، حيث تقوم مليشيات الحشد بنقل المئات من مدن جنوبية في العراق وإسكانهم محل المهجرين العراقيين السنة في عدد من المحافظات ومنهم سامراء بالتحديد التي تنتشر بها مليشيات مقتدى الصدر بالتحديد.

اليمن

كما استمرت المعركة في مأرب خاصة وفي اليمن عامة، حيث تستميت مليشيات إيران في اليمن للسيطرة على محافظة مأرب اليمنية الغنية بالنفط، إلا أنها منيت حتى اللحظة بهزائم فادحة، إلا أنها استمرت في مد المليشيا الحوثية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة والاستطلاعية مستغلة ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وهو ما يعقد كثيرا من أمر حسم المعركة في اليمن، لكنها أيضا مع كل هذا تلقت ضربات مؤلمة كان آخرها مصرع الخبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حسن إيرلوا والعشرات من الخبراء اللبنانيين والإيرانيين.

لكن الخطير أن المليشيات الحوثية تقوم بأكبر عملية غسيل للأدمغة في تاريخ اليمن، حيث تروج السموم الطائفية ومنها الولاء لخامنئي في مناهج التعليم التي تقدم لملايين الأطفال في محافظات اليمن الشمالي.

لا نتحدث هنا عن عمليات عسكرية بل عن مخطط يستهدف عقول الشعب اليمني، وهو أمر أخطر من المعركة العسكرية آلاف المرات.

الخليج

وتستمر إيران في استهداف السفن الملاحية في البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي، والغريب أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، دائما ما يصف حوادث السفن حتى في بحر عمان بـ”المشبوهة”، رغم أن يعلم أن دولته هي من تقف وراء الإرهاب في المنطقة.

كما تستهدف طائرات مسيرة إيرانية تنطلق أحيانا من اليمن وأحيانا من جنوب العراق مناطق استراتيجية في السعودية، كان منها استهداف ميناء رأس تنورة ومواقع أخرى تمثل العصب الاقتصادي للسعودية بما فيها مطارات ومؤسسات نفطية ومناطق مأهولة بالمدنيين في عدد من مدن المملكة.  

لبنان

أما مليشيا إيران اللبنانية المعروفة إعلاميا باسم مليشيا “حزب الله”، ومعها حليفتها حركة أمل فاستمرت في الهيمنة على الدولة اللبنانية ومفاصلها، إلى درجة أنها حولت صادرات الدولة اللبنانية والتجار في لبنان إلى قنبلة موقوتة،

وخوفا من الانهيار الاقتصادي في لبنان وبأوامر من علي خامنئي والاستخبارات الإيرانية، توسع حزب “الكبتاجون” أو المليشيات اللبنانية الموالية لإيران زراعة المخدرات في مساحات شاسعة في لبنان وخصوصا في الجنوب وسهل البقاع وفي سوريا بأرياف حمص ودمشق والقلمون بالمخدرات، لتوفير المليارات من الدولارات اللازمة لتمويل خطط الحزب الإرهابية، وللأسف باتت سوريا من أكبر أسواق تصريف المخدرات، بل باتت البلدان الخليجية والعربية وبلدان حوض البحر المتوسط وحتى بعض البلدان الأفريقية وبلدان أمريكا الجنوبية أعلنت مرات عديدة عن اكتشاف شحنات فاكهة وخضروات وأصناف أخرى تم تفخيخها بالمخدرات وخصوصا الكبتاجون.

كما لم تكن المواجهات المسلحة في شارع “الطيونة” الواقع بين منطقتي الشياح (ذات أغلبية شيعية) وعين الرمانة ـ بدارو (ذات أغلبية مسيحية) في بيروت، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، سوى إعلان لتصدع التحالف الشيعي الماروني، فيما عرف باسم تحالف “مار مخايل” ، وهذا التحالف نفسه هو من تحالف مع نظام الأسد في سوريا عبر سنوات وهو من أدخل لبنان في أزمته الاقتصادية الخانقة، وهو من أوصل الدولة اللبنانية لوضعها الحالي.

فيما رأى شيخ قراء طرابلس اللبنانية الشيخ بلال بارودي أن “ابن العلقمي ودوره في إسقاط الدولة العباسية يتشابه مع ما يجري في لبنان اليوم، فتفاهم “مار مخايل” بين عون وتياره و”حزب السلاح الموالي لإيران”، كان لتدمير البلد، ورأس الدولة (عون) ضد الدولة، ويراد للجيش اللبناني أن يكون ذراعا بأيديهم ثم تجتاح  القوى المغولية (مليشيا إيران اللبنانية) كامل البلاد، وأضاف: “ما الذي جمع هؤلاء إلا القضاء على النفوذ السني السياسي والنفوذ العربي، الذي جمع هذا الثنائي عداوتهم لأهل البلد، وهم يغرون أعداء الأمة لدخول أرضنا والسيطرة على غازنا ونفطنا.. وإن ما جرى في بيروت بين أصحاب الحلف الواحد (تحالف مار مخايل)، كان طبيعيا، وأضاف أن القاعدة هي “كل  التحالفات التي قامت، إن كان السنة هم المستهدفون منها، فسيقع المتحالفون يوما في الصراع”، وهذا ما حدث”.

كما استمرت إيران في إرسال رسائل عن طريق مليشياتها في لبنان بأنها قادرة على إشعال المنطقة في حال شن ضربات جوية ضدها.

أفغانستان وأذربيجان  

فيما فشلت إيران في حشد جيشها السري في أفغانستان الذي يدعى “فاطميون” في مواجهة طالبان، حيث اجتاحت الحركة الأفغانية مناطق هيرات ومعاقل الشيعة الهزارة في وقت قياسي، كما فككت الحركة مليشيا فاطميون الشيعية، مع العلم أن قادة طالبان طمأنوا قيادات إيران بشأن وضعية الشيعة الهزارة وحقوقهم، لكن ما جرى اضطر المليشيات الموالية لإيران إلى الهرب إلى داخل إيران، وأكدت الأنباء في الأيام الماضية وصول الآلاف منهم وعوائلهم للاستيطان في سوريا.

وفي أذربيجان لم يختلف الأمر كثيرا، فجمهورية أذربيجان حاصرت المليشيا الأذرية الإرهابية المسماة “حسينيون” ، التي أسسها الإرهابي “قاسم سليماني”، تلك المجموعة شاركت إلى جانب نظام الأسد في القتال ضد الشعب السوري، وتم اعتقال بعضهم بعد العودة إلى بلادهم، ومن بينهم “المير زاهدوف”، وهو أحد عناصر “لواء حسينيون”، وأرسل إلى سجن شكي عام 2021، كما جففت منابع العشرات من الجمعيات الموالية لخامنئي وأنصاره.

وللأسف نظام خامنئي واستخباراته يحركون تلك المليشيات وكانهم يحركون بيادق على رقعة الشطرنج، بيادق لا تهتم بخراب بلدانها ولا تهتم إلا بمرشدها القابع في قم وطهران، مليشيات إرهابية لا هم لها سوى تنفيذ مخططات ملالي قم وطهران وفي سبيل ذلك قتلت ملايين الأبرياء، والحقيقة أن الواقع أثبت تلك المليشيات لن يجدي معها “حوار” أو “تهدئة” أو “مفاوضات”، وفي التاريخ خير عبرة.

ربما يعجبك أيضا