فتح تحقيق في الجهاز السري للنهضة التونسية.. هل تكشف كل خيوط اللعبة؟

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

عبرت عدد من القوى السياسية والوطنية في تونس عن ارتياحها لطلب وزيرة العدل ليلى جفال من المحكمة الابتدائية فتح تحقيق والقيام بما يلزم من تتبعات بخصوص ما عرف بـ”الجهاز السري” لحركة النهضة.

ويأتي قرار وزيرة العدل إثر شكاية تم تقديمها إلى وزيرة العدل، بوصفها رئيسا لجهاز النيابة العمومية، من قبل أحد أعضاء فريق الدفاع في قضيتي شكري بلعيد ومحمد البراهمي، الذين تم اغتيالهما سنة 2013.

السبسي سعى لكشف حقيقة الجهاز السري للنهضة

وكان فريق الدفاع عن المعارضين يلعيد والبراهمي أول من كشف عن الجهاز السري للنهضة والذي تورطت فيه عدد من القيادات من بينهم مصطفى خضر الذي أطلق سراحه مخرا بعد أن قضى 5 سنوات في السجن.

واتهم الجهاز السري للنهضة كذلك بالتورط في التغلغل في أجهزة الدولة التونسية خاصة وزارة الداخلية وإنشاء غرف مظلمة لتدبير مؤامرات من اجل الاستحواذ على الحكم وتعقب المعارضين لمنظومة الإخوان.

وكان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي تعهد بالكشف عن كل تفاصيل الجهاز السري لكن الموت كان حائلا دون المضي في هذا القرار فيما لم تستبعد العديد من المصادر القريبة من السبسي أن يكون الجهاز السري للنهضة وراء وفاته.

وكشف الناشط السياسي الدكتور محمد الهنتاتي ان الرئيس الراحل قتل مسموما وان الجهاز السري للنهضة وراء قتله داعيا وزارة الدفاع للكشف عن تقرير الطب الشرعي حول وفاة الباجي قائد السبسي.

وقد قررت وزارة العدل فتح تحقيق في ظروف وفاة الرئيس الراحل بعد أن أكد القيادي السابق في نداء تونس حزب الباجي قائد السبسي أن الرئيس الراحل تدهورت صحته فجأة بعد أن تعهد بكشف حقيقة الجهاز السري ولم يستبعد إمكانية التخلص منه.

ويأتي قرار فتح تحقيق في ملف الجهاز السري في خضم خلافات حادة بين الرئيس الحالي قيس سعيد والمجل الأعلى للقضاء حيث اتهم الرئيس بعض القضاة بالتواطؤ مع بعض الفاسدين ومع الأحزاب المتنفذة وعلى رأسها حركة النهضة.

ورغم أن الحركة الإسلامية نفت نفيا قاطعا وجود جهاز سري لديها أو سيطرتها على القضاء للتستر على الملف لكن تاريخها يثبت عكس ذلك حيث استعملت الحركة جهازا سريا في مواجهة نظامي الرئيس الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.

واتهم هذا الجهاز بمحاولة الانقلاب على الأنظمة السابقة وباختراق مؤسسة الجيش وكذلك تنفيذ عمليات تفجيرية في آخر عهد بورقيبة من بينها تفجيرات نزل سوسة والمنستير سنة 1986 إضافة إلى عمليات إرهابية في عهد بن علي بما فيها محاولة تنفيذ انقلاب سنوات التسعين أو ما عرف بقضية ” براكة الساحل”.

أنشطة مشبوهة

وبعد الثورة مارس الجهاز السري العديد من الأنشطة المشبوهة حيث أفادت المحامية إيمان قزارة عضوة هيئة الدفاع عن البراهمي وبلعيد في فبراير الماضي أن الجهاز السري لحركة النهضة قام بالتنصت على 11 أمريكي مقيم في تونس للبحث عن معطيات حول إقاماتهم وأنشطتهم .

وقالت قزارة: إن هؤلاء الأمريكان، كانوا يقيمون في منطقة باردو، وقدموا إلى تونس في مهمة تبشيرية، ويُشك في ارتباطهم بالاستخبارات الأمريكية مبينة من جهة أخرى أن مصريا تابعا لحركة الإخوان المسلمين قدم من الدوحة إلى تونس، في يونيو 2012 وبقي في تونس ستة أيام لتقديم دورات تكوينية في كيفية بعث جهاز أمني موازي، قبل أن يغادر تونس متجها إلى القاهرة.

من جهة أخرى أكدت المحامية أن مستشارا بوزارة التعليم العالي في عهد الوزير السابق منصف بن سالم وهو من حركة النهضة قام بإسداء منح تعليم وإقامة لعشرين عنصرا من حركة حماس.

كم أشارت إلى أن الأبحاث التي أجرتها فرقة أمنية مختصة بخصوص الجهاز السري كشفت عن قائمة أسلحة تم طلبها من جهات روسية لاستغلالها في أعمال مشبوهة.

وتؤكد إيمان قزارة أن بعض قيادات حركة النهضة لا يعلمون حقيقة وجود الجهاز السري.

ربما يعجبك أيضا