قناة السويس ترفض غلق حركة الملاحة أمام السفن الروسية.. لماذا؟

محمود طلعت

رئيس هيئة قناة السويس المصرية نفى إغلاق الممر المائي أمام السفن الروسية، الأمر الذي أثار التساؤل حول كيفية تعامل القناة مع حركة السفن عند اندلاع الحروب.


أوضح رئيس هيئة قناة السويس المصرية أسامة ربيع، أن الولايات المتحدة لم تطلب من مصر إغلاق القناة أمام السفن الروسية، مشددًا على أن قناة السويس قناة عالمية محايدة لا تقبل هذه الأمور.

وقال رئيس هيئة قناة السويس في تصريحات تلفزيونية قبل أيام، إن قوانين الملاحة البحرية لا تخضع للتقلبات السياسية أو الحروب وفقًا لاتفاقية القسطنطينية، ما أثار تساؤلات بشأن تعامل هيئة القناة مع حركة السفن عند اندلاع حروب دولية.

لمحة عن قناة السويس

قناة السويس ممر مائي صناعي بمستوى البحر يمتد في مصر من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس ليصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وتفصل بين قارتي آسيا وإفريقيا وتعد أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي وأكثر القنوات الملاحية كثافة من ناحية الاستخدام.

تستخدم السفن الحديثة قناة السويس كونها الأسرع والأقصر للمرور من المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهندي، وتمثل الرسوم التي تدفعها السفن نظير عبور القناة مصدرًا مهمًا للدخل في مصر. ومنذ افتتاحها في 17 نوفمبر 1869 مرت القناة بمراحل تاريخية وشهدت تطورات وأحداثًا كبرى كان أبرزها “قرار تأميم القناة”، فضلًا عن تعرضها للإغلاق بعد حرب عام 1967 في مصر، ثم افتتاحها في يونيو 1975.

معاهدة القسطنطينية والتعامل في أوقات الحرب

وفقًا لمعاهدة القسطنطينية في 29 أكتوبر عام 1888، في مادتها الأولى تكون قناة السويس على الدوام حرة ومفتوحة سواء في وقت الحرب أو السلم، لكل سفينة تجارية أو حربية دون تميز لجنسيتها، وعليه اتفقت الدول السامية المتعاقدة على ألا تمس بأي شكل حرية استخدام القناة ولا تخضع أبدًا لمباشرة حق الحصر.

وتشير المعاهدة في المادة الخامسة، إلى إن أي حق حربي أو عمل عدائي أو عمل يكون الغرض منه تعطيل حرية الملاحة بالقناة لا يجوز مباشرته داخل القناة وموانئ مداخيلها، وكذلك داخل مسافة 3 أميال بحرية من هذه الموانئ، وأنه لا يجوز للسفن الحربية التابعة للمحاربين أن تتزود أو تتمون داخل القناة، وموانئ مداخيلها إلا للحد الضروري جدًا، مبينة أن السفن تمر عبر القناة في أقصر مدة تطبيقًا للوائح السارية.

مقارنة بين قناة السويس وبديلاتها

في فبراير 2022، نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، تقريرًا بالأرقام حول أهمية قناة السويس في توفير الوقت بحركة التجارة العالمية، مقارنة بمسارات بديلة، وقدّر التقرير عدد الأيام التي توفرها القناة في رحلات السفن مقارنة بالمسارات الأخرى، بما يتراوح بين شهر كامل وعدة أيام، حسب موقع انطلاق السفينة ووجهتها.

وقارن التقرير بين مدة السفر عبر قناة السويس وأبرز الممرات البديلة لها، وهو طريق رأس الرجاء الصالح وقناة بنما، ووفق التقرير، يستغرق الطريق من جدة إلى بيرايوس 4 أيام بقناة السويس مقارنة بـ36 يومًا في “الرجاء الصالح”، ومن رأس تنورة إلى نيويورك 25 يوما عبر قناة السويس مقارنة بـ35 يومًا في رأس الرجاء الصالح، والطريق من كولومبو إلى نيويورك يستغرق 23 يومًا من خلال قناة السويس مقارنة بـ37 يومًا خلال قناة بنما.

ووفق آخر إحصاءات قناة السويس، فإن عدد السفن العابرة في القناة خلال يناير 2022 سجل زيادة قدرها 1800 سفينة مقارنةً بيناير 2021، بإجمالي 1774 سفينة عبرت من الاتجاهين، بزيادة في حجم الحمولات مقدارها 1.9 ملايين طن.

ربما يعجبك أيضا