ماذا حمل البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الإسلامية في أبوظبي؟

محمود طلعت
من مؤتمر الوحدة الإسلامية في أبوظبي

البيان الختامي لمؤتمر «الوحدة الإسلامية» وجه الشكر لدولة الإمارات على جهودها في ترسيخ قيم الإسلام الأصيلة ودعم ازدهار المجتمعات المسلمة.. ما أبرز توصياته؟


اختتمت في مدينة أبوظبي فعاليات مؤتمر “الوحدة الإسلامية.. المفهوم والفرص والتحديات” تزامنًا مع ذكرى تأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.

أكثر من 500 شخص من القيادات السياسية والدينية والفكرية حول العالم اجتمعوا في مركز أبوظبي الوطني للمعارض يومي أمس الأول الأحد وأمس الاثنين 8 و9 مايو 2022، لبحث التحديات التي تعاني منها مجتمعات المسلمين سواء التطرف والعنف، أو التعصب والطائفية.

الوحدة الإسلامية.. حقيقة تاريخية أصيلة

في جلسات حوارية وكلمات رئيسة قدمها رؤساء دول ووزراء ومفتين وأكاديميون وباحثون، تناول المؤتمر بعمق وموضوعية ملف الوحدة الإسلامية في صورتها التاريخية البناءة، وفي صورها المستقبلية.

وشدد البيان الختامي على أن الوحدة الإسلامية حقيقة تاريخية أصيلة شملت مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والفكرية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، هدفها الارتقاء بحياة الأمم، وصنع حضارة تساهم في دفع الركب إلى الأمام، حسب ما أورد الحساب الرسمي للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة على تويتر.

التعاون لتحقيق مصالح الإنسان المسلم

أشار بيان المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة إلى أنه في العقود الأخيرة ومع ظهور الجماعات والحركات والأحزاب السياسية التي تتخذ الدين وسيلة للوصول للسلطة، تحوّلت الوحدة الإسلامية إلى طموح سياسي ومطامع شخصية وحزبية.

لكن الوحدة الإسلامية الحقيقية بحسب البيان، تتمثل في أنها وحدة معنوية وروحية ودينية تجمع بين الأفراد والمجتمعات، ولا تحول دون انتمائهم لدول وأوطان مختلفة، فيكون المقصد هو التعاون لتحقيق مصالح الإنسان المسلم، والارتقاء بمعيشته.

خصوصية المجتمعات المسلمة

أوصى البيان الختامي بأهمية التأكيد على خصوصية كل مجتمع من المجتمعات المسلمة، وأن التحديات التي تواجهها تتعدد بتعدد دولها ومناطقها، وتتعدد كذلك بتعدد مستويات التنمية وتحدياتها التي تعيشها دولها.

ولذلك شدد المؤتمر على ضرورة احترام تلك الخصوصيات والعمل دائما ضمن الأطر الدستورية والقانونية للدولة الوطنية، بما يحافظ على استقرارها وأمنها، وفي نفس الوقت يحقق الاستفادة المتبادلة بين الدول والمجتمعات التي يعيش فيها المسلمون.

تضمين الوحدة الإسلامية بمناهج التعليم

أشار البيان الختامي كذلك إلى ضرورة تضمين مناهج التعليم العام والديني المعاني الحقيقية للوحدة الإسلامية، بما يفتح الآفاق أمام الأجيال القادمة للانشغال بكل ما يفيد المسلمين.

واعتبر أن هذا الأمر من شأنه تحقيق النهوض بالجتمعات المسلمة، ومواجهة التحديات التي تنال من تقدمهم وازدهارهم، والارتقاء بمستويات معيشتهم، ووضعهم في مكانة “خير أمة أخرجت للناس”.

تطوير الخطاب الديني بالمجتمعات المسلمة

شدد البيان كذلك على ضرورة إصلاح وتطوير الخطاب الديني في جميع المجتمعات المسلمة، بما يتناسب مع احتياجات كل مجتمع، ومتطلباته، بحيث يكون الخطاب الديني سواء في المساجد، أو حلقات التعليم، والتثقيف، قادرًا على الإجابة عن الأسئلة والإشكاليات والمفاهيم التي تشكل الوعي الجمعي للمسلمين.

بالإضافة إلى ذلك، نوه البيان بأهمية توظيف الإعلام بكل أنواعه، الجديد والتقليدي لإعادة تشكيل الوعي الجمعي للمسلمين في مختلف المجتمعات، وبمختلف اللغات، ليكونوا على فهم وإدراك حقيقيين للقضايا الكبرى التي ينبغي أن تشكل العقل المسلم في القرن الحادي والعشرين، بما يحقق مصالح تلك المجتمعات.

ربما يعجبك أيضا