اشتباكات مسلحة ورصاص طائش.. تفاصيل «ليلة الرعب» في العاصمة الليبية

محمود طلعت

وصف الاتحاد الأوروبي الاشتباكات المسلحة في طرابلس بـ"الصادمة والمخزية"، ودعا رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا لفتح تحقيق في الأحداث.


وقعت اشتباكات مسلحة، مساء أمس الجمعة 10 يونيو 2022، في منطقة جزيرة سوق الثلاثاء، بالعاصمة الليبية طرابلس، سببت حالة فوضى وهلع في المنطقة التي تزدحم بالعائلات، خاصة في العطلات.

مقاطع الفيديو التي تناقلتها وسائل الإعلام الليبية، وغيرها من المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، أظهرت لقطات فرار المواطنين، خاصة النساء والأطفال في شوارع المنطقة، وهم في حالة من الهلع والفزع خوفًا من الرصاص الطائش.

رعب وإطلاق نار بمنطقة سوق الثلاثاء

تفصيلًا، شهدت منطقة جزيرة سوق الثلاثاء بالعاصمة طرابلس، تبادلًا لإطلاق النار بين مجموعات مسلحة تابعة لكتيبة النواصي، وأخرى تتبع عبدالغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”.

وانتابت حالة من الذعر سكان المنطقة، وأيضًا العائلات، الذين خرجوا للتنزه في الجزيرة، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي. وانتشرت البوابات الأمنية بمداخل العاصمة، وفقًا لبوابة الوسط الليبية.

المشري يطالب بالتحقيق في الاشتباكات

دعا رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، كلًّا من المجلس الرئاسي والحكومة لفتح تحقيق فوري في حادث تبادل إطلاق النار بين مجموعات مسلحة بمنطقة سوق الثلاثاء.

ووصف المشري الاشتباكات بأنها “استهتار بأرواح المواطنين من قِبَل مجموعات مسلحة غير منضبطة”، مطالبًا في تغريدات عبر حسابه الرسمي بتويتر، بضرورة نشر نتائج التحقيق للرأي العام ومعاقبة المتورطين.

الاتحاد الأوروبي: اشتباكات طرابلس «صادمة»

في السياق، وصف سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، خوسيه ساباديل، الاشتباكات بمنطقة جزيرة سوق الثلاثاء بالعاصمة طرابلس، بأنها “صادمة ومخزية”.

وقال في تغريدة، عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، اليوم السبت: “جرى إطلاق الأسلحة على حديقة حيث يركض الأطفال ويلعبون.. الأماكن العامة في طرابلس ملك للعائلات لا لرجال مسلحين”.

تنويه للمتضررين من اشتباكات طرابلس

دعت مديرية أمن طرابلس المواطنين الذين تعرضوا إلى أي أضرار نتيجة الاشتباكات التي وقعت، مساء أمس الجمعة، التوجه إلى أقرب مركز شرطة أو مكتب البحث الجنائي طرابلس، وذلك لغرض إثبات الواقعة سواء كانت في الأرواح أو الممتلكات العامة والخاصة لاتخاذ الإجراءات القانونية.

في السياق عقد وفدا اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 جولة من الحوارات في العاصمة التونسية، امتدت يومين ناقشوا من خلالها عملية جمع السلاح خارج إطار الدولة الليبية وإخراج المقاتلين الأجانب.

إخراج العائلات العالقة وعودة الهدوء

ذكرت وكالة الأنباء الليبية، اليوم  السبت، أن الاشتباكات المسلحة التي شهدتها منطقة جزيرة سوق الثلاثاء، قد توقفت، وذلك بعد تدخل اللواء “444 – قتال” وفضّ النزاع والانتشار في المنطقة.

وتولت وحدات اللواء تأمين وإخراج العائلات العالقة التي لجأ بعضها إلى فندق باب البحر القريب، وإلى المقاهي والمباني القريبة من منطقة الاشتباكات، التي لم تسفر عن وقوع وفيات أو إصابات في صفوف المدنيين.

ماذا قال باشاغا عن الوضع بطرابلس؟

اتهم رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، اليوم السبت، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، باستخدام المدنيين كدروع بشرية لغرض الابتزاز السياسي.

وقال باشاغا، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “لا يمكن المقارنة بين سلطة ناتجة عن توافق ليبي ليبي من خلال مؤسسات تشريعية شرعية ومنتخبة، وعُصبة خارجة عن القانون تستخدم المدنيين في العاصمة كدروع بشرية بغرض الابتزاز السياسي”.

مطالبات بضبط  النفس ووقف التصعيد

أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، اليوم السبت، عن قلقها البالغ حيال المواجهات المسلحة التي تشهدها مناطق وأحياء عديدة في مدينة طرابلس منذ مساء أمس، بوسط الأحياء والمناطق المدنية المكتظة بالسكان المدنيين.

ودعت اللجنة جميع أطراف النزاع لضبط النفس والوقف الفوري لأي تصعيد مسلح، وتجنب مزيد من العنف والاقتتال، وحملت الأطراف المعنية كامل المسؤولية القانونية الكاملة حيال أي خطوات تصعيدية من شأنها أن تؤثر في أمن وسلامة وحياة المواطنين.

ملاحقة منتهكي حقوق الإنسان في ليبيا

لجنة حقوق الإنسان الليبية جددت دعوتها إلى لجنة العقوبات الدولية بمجلس الأمن الدولي بتطبيق قراري مجلس الأمن رقم 2174 ورقم 2259، اللذين ينصان على ملاحقة كل من يخطط أو يوجه أو يرتكب أفعالًا تنتهك القانون الدولي أو حقوق الإنسان في ليبيا.

وينص القراران كذلك على فرض حظر السفر وتجميد الأموال على الأفراد والكيانات الذين ينفذون أو يدعمون أعمالًا تهدد السلام أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا، أو تعرقل أو تقوض عملية الانتقال السياسي في البلاد.

ربما يعجبك أيضا