خبراء: ناتو الشرق الأوسط مهمة شديدة الصعوبة وعالية المخاطر

قد يكون اقتراب إيران من القدرة على تصنيع سلاح نووي سببًا كافيًا للدول التي تهددها إيران، لإنشاء تحالف عسكري إقليمي، وفقًا لبلومبرج.

وصرح الأمين العام المساعد للبرلمان العربي والمستشار السابق للأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير طلعت حامد لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أمس الثلاثاء 5 يوليو 2022، “بأن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمنطقة ليست لقضية إنشاء تحالف عسكري عربي، ولكن لمسألة أخرى وهي النفط”.

جامعة الدول «قوة الردع العربية»

صرح حامد لـ”شبكة رؤية الإخبارية” بأن المصالح الأمريكية في المنطقة هي دافعها الرئيس للتحرك في اتجاه تأمين المنطقة، ولكن يجب على قادة الدول العربية حماية مصالح دولهم، لأن الإدارة الأمريكية ستتخلى عن المنطقة قريبًا. وأشار إلى أن تاريخ الجامعة العربية شاهد على قضايا الدفاع العربي المشترك.

وأضاف الأمين العام المساعد للبرلمان العربي أن “الجامعة العربية كانت لها مبادرات تاريخية في هذه القضية، إلا أنه لم يكتب لها النجاح. وكانت معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لجامعة الدول العربية هي معاهدة بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، في 18 يونيو 1950، ونتج عنها آليات العمل العربي المشترك برعاية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر”.

دور السيسي في إحياء معاهدة الدفاع العربي

أضاف المستشار السابق للأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير طلعت حامد: “ومن بعد الاتفاق جرى تأليف لجنة دفاع عسكرية في الجامعة العربية وعيّن لها أمين عام عسكري، إلا أن المعاهدة أصبحت الآن حبرًا على ورق، ولقد حاولت الدول الأعضاء وفشلت في تبني دور عسكري منذ تأسيس الجامعة”.

وأوضح حامد، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: “أن الاتفاقية لم يجر تفعيلها ثانية إلا في يونيو 2014، عندما دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تكوين حلف عسكري عربي، ومن ثم في عام 2015 ألَّفت الجامعة قوة مشتركة مقرها مصر قوامها 40 ألف جندي من دول مختلفة”.

الموقف الأمريكي من فكرة الناتو العربي

أفاد السفير طلعت حامد أن العالم العربي في الخمسينات والستينات كان أقوى مما عليه الآن، لذلك فإن مبادرات تشكيل ناتو عربي بعيدة جدًّا عن أرض الواضع، لما تمر به بعض الدول العربية، مشيرًا إلى أن سوريا أصبحت منهكة وتونس في وضع اقتصادي حرج، وليبيا أصبحت مفككة الآن.

وتابع بأن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى المنطقة العربية من أجل تأمين النفط فقط، لذلك يحاول بايدن إنشاء تحالفات مع بعض الدول التي لديها مخزون نفطي، مضيفًا: “التحالف سيضم الأردن ومصر والسعودية والكويت، من أجل مواجهة النفوذ الروسي في المنطقة”. وأوضح أن “السياسة الأمريكية لن تسمح بتشكيل ناتو عربي، لأن ما يهمها هو حماية أمن إسرائيل على مدار عقود”.

أهداف التحالف العسكري

ذكر الخبير العسكري وأحد أبطال حرب 73، اللواء عبدالرافع درويش، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أنه “لا بد أن ينهض التحالف العربي العسكري على أسس، ويكون له هدف استراتيجي، فمثلًا هدفه سيكون مواجهة النفوذ الإيراني، أم الوقوف بجانب الإدارة الأمريكية في وجه روسيا”.

وتابع: “يجب أن يتحد موقف بناء الحلف، فإما أن يكون اتفاقًا على الدفاع عن أي دولة داخل التحالف ضد أي عدوان خارجي، وإما تكوين جيش موحد له قيادات باتفاق موثق بين الدول الأعضاء، حتى لا يتكرر سيناريو الفشل مثلما حدث سابقًا في حلف بغداد بالخمسينات وفي أثناء حرب 73 عندما امتنع حافظ الأسد عن طلب السادات بضرب القواعد الإسرائيلية قبل موعد الحرب بـ48 ساعة”.

هل تصبح إسرائيل حليفًا عسكريًّا؟

نوه الخبير العسكري عبدالرافع درويش، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، بـ”استحالة ضم إسرائيل إلى هذا التحالف العسكري، لأسباب استراتيجية، وهي أن أسرار الأسلحة وخطط الجيوش العربية لا يجب أن تكون مباحة ومكشوفة أمام إسرائيل، في حال الانخراط معها في تحالف عسكري”.

وقالت “دويتشه فيله” في تقرير لها منشور بتاريخ 30 يونيو 2022: “الجيش السعودي هو الأفضل تجهيزًا بين دول الخليج، لذلك فإن إنشاء تحالف عسكري من الناحية اللوجيستية غير مقبول، فقد تهيمن دول أكبر وأفضل تسليحًا، مثل المملكة العربية السعودية أو مصر، على أي تحالف، بالإضافة إلى أن الدول العربية لديها أولويات سياسية متنوعة”.

أسباب وجيهة لإنشاء «الناتو العربي»

في الآونة الأخيرة، روَّجت الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، لتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، وكان لدى الولايات المتحدة، في عهد باراك أوباما أيضًا، نُسخ من مثل هذا التحالف. ومن المتوقع أن يناقش الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، هذا الموضوع خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية وإسرائيل.

ووفقًا لـ“بلومبرج”، في مقال نًشر 5 يوليو 2022: “إيران على وشك تصنيع أسلحة النووية، بعدما امتلكت مخزونًا كبيرًا من اليورانيوم المخصب، وقد يكون هذا سببًا كافيًا للدول التي تهددها إيران، لإنشاء تحالف عسكري إقليمي، ولدى الإسرائيليين والعرب تصورات مختلفة عن التهديدات الإيرانية، وهذا يربك أي آمال في المهمة الواضحة لإنشاء ناتو الشرق الأوسط”.