ما الذي يكشفه أسلوب القتال الجوي في الحرب الروسية الأوكرانية؟

علاء بريك

تستخدم القوات الجوية في روسيا وأوكرانيا أسلوبًا غريبًا لإطلاق الصواريخ غير الموجهة، فما هو؟


وصفت صحيفة الإيكونوميست، في تقرير نشرته، يوم الاثنين 20 يونيو 2022، بعض فنيات الطيارين الروس والأوكران بالضعيفة.

ورثت أوكرانيا أسطولها العسكري الجوي من العهد السوفييتي، ويواجه طياروها صعوبات دفعت بعددٍ منهم في مقابلةٍ مع وسائل إعلامية غربية إلى المطالبة بطائرات أحدث وأنظمة دفاع جوي متقدمة.

تقنية قديمة

بحسب الإيكونوميست، تطبق الطائرات الروسية أسلوبًا غريبًا لإطلاق الصواريخ غير الموجهة، فبدلًا من إطلاقها أزواجًا نحو الهدف مباشرةٍ وبزاويةٍ حادة، يلجأ قائد الطائرة إلى التحليق على ارتفاع منخفض قبل التدرج إلى الأعلى وإطلاق رشقة كاملة من الصواريخ بزاوية منفرجة لينحرف بعدها بعيدًا.

يُعرَف هذا الأسلوب باسم “الارتقاء” وطورته القوات الجوية الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية حين أرادت ضرب اليابان بالقنبلة النووية تجنبًا لالتقاء مسار الطائرة مع موقع الإسقاط، بعدها كيَّف الطيارون حول العالم هذا الأسلوب بحسب الاحياجات. ويحمل الأسلوب بعض المزايا، فيحمي الطائرة من التحليق فوق مكان الانفجار، ويبقيها بعيدة عن أنظمة دفاع العدو.

طيران

مزايا الأسلوب وعيوبه

تستخدم القوات الجوية الروسية والأوكرانية الأسلوب نفسه، وتحمل طائراتها صواريخ من نوعية واحدة، 80mm s-8، ترجع إلى أعوام السبعينات من القرن الماضي، وفي أغلب الأحيان تحمل الطائرات 7 صواريخ إلى 20 صاروخًا على كلا جانبيها، وتطلقها في أزواج. ويبلغ طول الصاروخ 1.5 متر ووزنه 11 كيلو جرامًا ويمكنه اختراق العربات المدرعة بفضل تصميمه، ويصل مداه نحو 4 كيلومتر.

بتطبيق أسلوب الارتقاء يمكن أن يتضاعف مدى الصاروخ، وفي الآن ذاته يحمي الطائرة من أنظمة العدو الدفاعية. ويحمل هذا الأسلوب عيبًا وهو ضعف الدقة في التسديد، بحسب الإيكونوميست، فإطلاق زوج من الصواريخ يمكن تسديدها على هدف محدد، لكن إطلاق رشقة في مكان بعيدٍ عن الأنظار يجردها من دقة الإصابة. ولا تستخدم الولايات المتحدة ودول الناتو هذه الصواريخ غير الموجهة إلا قليلًا.

ما معنى هذا؟

يكشف استخدام روسيا وأوكرانيا لهذه النوعية من الصواريخ عن مدى ضعف تجهيز قواتهما الجوية. في المقابل، تملك القوات الجوية الأمريكية طائرة مروحية من طراز ah-64 Apache تحمل عادةً 16 صاروخًا موجهة بالليزر من طراز Hellfire يصل مداها إلى 11 كيلو مترًا. ومع أنَّ روسيا وأوكرانيا تمتلكان صواريخًا مكافئة لهذه الصواريخ أمريكية الصنع، لكنَّهما على ما يبدو يعانيان من نقصٍ في المخزون.

وقد توجد طرائق أخرى أفضل لإطلاق الصواريخ غير الموجهة، فمؤخرًا أظهرت مقاطع مصورة مشاهدَ لقواتٍ أوكرانية تستخدم سيارة بيك أب تحمل مجموعة من صواريخ s-8 مع ذراع توجيه بجوار السائق، ورغم أنّ هذا الصنع المحلي ليس بدقة راجمات الصواريخ التقليدية، لكنَّه جيد نسبيًا ورخيص الكلفة.

ما التالي؟

وفق الإيكونوميست، يحتاج الطرفان إلى الصواريخ الموجهة الحديثة، لكن ما لم تحصل أوكرانيا على مثل هذه الأسلحة من حلفائها، أو إذا لم تزوِّد روسيا من إنتاجها من الذخائر المتقدمة، فليس أمام الطيارين سوى إطلاق الصواريخ غير الموجهة وتمني أفضل النتائج.

وفي وقت سابق، أعرب 3 من ضباط القوات الجوية الأوكرانية عن حاجة البلاد إلى طائرات أحدث، وبالتحديد طائرات F-35، فضلًا عن الحاجة إلى أنظمة دفاعٍ جوي متطورة، بيد أنَّ المساعدات العسكرية التي تدرجت من معدات غير قاتلة إلى صواريخ جافلن ومن ثم راجمات صواريخ، لم تُدرِج بعد مثل هذه المعدات النوعية.

ربما يعجبك أيضا