الصحة العالمية تحذر: التغير المناخي أكبر تهديد يواجه البشرية

الصحة العالمية تحذر من تهديد خطير يواجه البشرية

إسراء عبدالمطلب

إن التغير المناخي يفرض العديد من التحديات الصحية المعقدة، بدءً من الظواهر الجوية المتطرفة وانتهاء بانتشار الأمراض المعدية وتفاقم الحالات المزمنة.


يفرض التغير المناخي العديد من التحديات الصحية المعقدة، بداية من الظواهر الجوية المتطرفة وانتهاءً بانتشار الأمراض المعدية وتفاقم الحالات المزمنة.

وقال الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، سلطان الجابر، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، والمبعوثة الخاصة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية المعنية بتغير المناخ والصحة، فانيسا كيري، إن التغير المناخي يعد أحد أكبر التهديدات الصحية التي تواجه البشرية.

COP28 والصحة العالمية: تغير المناخ يؤثر على 1.4 مليار شخص بحلول 2050

تدابير عاجلة 

قال الجابر وجيبريسوس وكيري، في مقال مشترك نشر على صحيفة “تلجراف” البريطانية، إنه في مواجهة واحدة من أكبر التهديدات الصحية التي تواجه البشرية، تظل الحاجة العاجلة إلى تنفيذ تدابير للتصدي لتغير المناخ هدفَا ملحَا، ولكنه غير محقق.

وأضافوا أن تغير المناخ يحدث الآن وآثاره محسوسة في جميع أنحاء العالم، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن حالة وفاة واحدة من كل أربع وفيات يمكن أن تعزى إلى أسباب بيئية يمكن الوقاية منها، وتغير المناخ يؤدي إلى تفاقم هذه المخاطر.

تقليل الانبعاثات 

تابعوا أن التغير المناخي يفرض العديد من التحديات الصحية المعقدة، بداية من الظواهر الجوية المتطرفة وانتهاء بانتشار الأمراض المعدية وتفاقم الحالات المزمنة، ولا يمكن الوقاية منه باللقاح، أو علاجه بالمضادات الحيوية. لكننا نعلم أننا قادرون على التخفيف من آثاره.

وشدد الأطراف الثلاثة على أن “تقليل الانبعاثات في جميع القطاعات يعد أمرًا بالغ الأهمية لاحتواء تغير المناخ والحفاظ على درجة حرارة الأرض في مستوى 1.5 درجة مئوية. ولتحقيق هذه الغاية، يتعين على العالم أن يعمل على إزالة الكربون من أنظمة الطاقة لديه وخفض الانبعاثات بنسبة 43 في المئة على الأقل على مدى السنوات السبع المقبلة”.

تعرض الملايين للخطر

أضافوا: “إذا لم نتحرك، فإن تغير المناخ سيطغى قريبا على النظم الصحية في العالم. ستزداد الظواهر الجوية المتطرفة- مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحر- في تواترها وشدتها مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. على سبيل المثال، أدت فيضانات العام الماضي في باكستان إلى نزوح ثمانية ملايين شخص وتضرر 33 مليون شخص في الإجمال”.

وبيّن الجابر وجيبريسوس وكيري: “نحن نعلم أن الأسوأ قادم. وبدون اتخاذ إجراءات جريئة وعاجلة، سيؤدي تغير المناخ إلى نزوح حوالي 216 مليون شخص بحلول عام 2050، وفقا لتقديرات البنك الدولي. يعرض تغير المناخ حياة الناس وسبل عيشهم للخطر (..) ويؤدي إلى زيادة في الأمراض المعدية مثل حمى الضنك والكوليرا التي تعرض الملايين للخطر”.

وأردفوا قائلين: «والأهم من ذلك، الخسائر ستكون فادحة إذا لم نتحرك. يؤثر تغير المناخ بالفعل على ما يقرب من نصف سكان العالم. وبحلول عام 2050، في ظل سيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، سيتعرض عدد مرعب قدره 1.4 مليار شخص للإجهاد الحراري، غالبيتهم لأشد أشكاله خطورة».

حلول طموحة

لفتوا إلى أن “هذا المستقبل لا يمكن أن يكون واقعنا. ولهذا السبب ندعو الحكومات والأطراف الفاعلة في جميع أنحاء العالم إلى الحضور إلى مؤتمر الأطراف (COP28) بحلول طموحة تقي من هذه النتائج الصحية، وتساعد المتضررين بالفعل”. وسيستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ هذا العام لأول مرة يومًا مخصصًا للصحة.

وأشاروا إلى أنه سيجري في هذا اليوم إطلاق إعلان بشأن “المناخ والصحة”، سيجعل الصحة ركيزة لجدول أعمال المناخ وجزءا أساسيًا من إرث COP28، داعين جميع الحكومات إلى التوقيع عليه، مضيفين: “سيكون التمويل دافعًا رئيسيًا في يوم الصحة في كوب 28.. ونحن لا نريد زيادة المبلغ الإجمالي لتمويل المناخ فحسب، بل نريد أيضا الاستفادة من الاستثمارات المخصصة للصحة ودعمها”.

ربما يعجبك أيضا