بعد اتفاق المصالحة.. تجارة إيران الخارجية تواجه معضلة «فاتف»

يوسف بنده

ينتظر اقتصاد طهران المتدهور بفعل العقوبات النتائج الإيجابية للمصالحة مع الرياض، لكنه يواجه معضلة أخرى.


تنعكس خطوات تنفيذ المصالحة الإيرانية مع المملكة العربية السعودية بنتائج إيجابية على المصالح الاقتصادية والتجارية في طهران.

وبعد إبرام اتفاق المصالحة في العاصمة الصينية بكين، 10 مارس 2023، قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن استثمارات المملكة في إيران “قد تحدث سريعًا جدًّا” بعد انتها ترتيبيات استئناف العلاقات بين البلدين.

KBc2w 780x470 1

تجارة إيران الخارجية

انخفاض التبادل التجاري

أظهرت زيارة وزير الاقتصاد الإيراني، إحسان خاندوزي، إلى مدينة جدة السعودية ترحيب البلدين بتعزيز العلاقات الاقتصادية. وأوضح تقرير لوكالة إيسنا، أمس الاثنين 15 مايو 2023، أنه يمكن لمفاوضات البلدين في إطار تطوير 3 اتفاقيات استثمارية وجمركية وتجارية أن تبشر بإحياء العلاقات الاقتصادية والتجارية، التي اتسمت بسعة عالية وصلت في بعض الأحيان إلى قرابة مليار دولار.

وحسب التقرير، أظهرت التقارير الجمركية أن التجارة بين البلدين بلغت عام 2005 نحو مليار دولار، بدءًا من هذا العام فصاعدًا، انخفضت بقدر حاد، ووصل حجم الصادرات والواردات في عام 2020 إلى الصفر، وفي عامي 2021 و 2022 بلغ إجمالي التبادل التجاري أقل من 60 مليون دولار.

اقرأ أيضًا| هل تراهن إيران على اتفاق المصالحة مع السعودية لإنقاذ اقتصادها؟

06 fatf

مجموعة العمل المالي الخاصة (فاتف)

معضلة «فاتف»

بقاء طهران في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي (فاتف) بسبب عدم المصادقة على قوانين المجموعة يمثل معضلة حقيقية أمام أي تقارب تجاري واقتصادي مع دول الخليج. لذلك، بعد إعادة الافتتاح الرسمي لسفارتي إيران والسعودية في الرياض وطهران، فإن أي حوار بين البلدين لتحسين العلاقات الاقتصادية سيواجهه معضلة.

وحسب تقرير لقناة ايران انترنشنال، أمس الاثنين، أعرب وزراء مالية مجموعة الدول الـ7 ومحافظي البنوك المركزية عن قلقهم بشأن المخاطر التي تشكلها إيران وكوريا الشمالية. وقالت المجموعة في بيان مشترك نشر بعد اجتماعهم في نيجاتا باليابان: “نحن قلقون للغاية من مخاطر التمويل غير المشروع النابعة من إيران”.

اقرأ أيضًا| غرفة تجارة مشتركة.. المصالحة الإيرانية السعودية على خطى ثابتة

وحسب تقرير القناة الإيرانية المعارضة، فإن هذا البيان والتأكيد على استمرار مواجهة رفع أو إضعاف العقوبات المفروضة، هو تحذير لدول منطقة الخليج، التي امتنعت عن إجراء تبادلات كثيفة مع إيران دون قبول الانضمام إلى معاهدات (فاتف).

اقرأ أيضًا| آراء: لحل أزماته في الداخل.. الحوار مع السعودية أولوية للنظام الإيراني

AP21215278773777 640x400 1 640x400 1

الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي

رفع العقوبات أولًا

تراهن إيران على المصالحة السياسية مع دول المنطقة لدعم اقتصادها المتردي، لكن تظل مسألة فاتف عقبة أمام تحقيق أي إنجاز على مستوى المسارين الاقتصادي والتجاري. وتواجه حكومة الرئيس، إبراهيم رئيسي، عقبات داخلية أمام مسألة الانضمام لمعاهدة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

ويصر الجناح المحافظ داخل إيران على مسألة رفع العقوبات الغربية أولًا قبل الانضمام لتلك المعاهدة، خشية محاصرة الاقتصاد الإيراني تحت طائلة المراقبة الدولية. وترتبط مسألة رفع العقوبات بالعودة للاتفاق النووي والحوار بين طهران وواشنطن، قبل أي عملية لرفع تلك العقوبات عن إيران.

اقرأ أيضًا| 3 خيارات أمام الاتفاق النووي.. هل تحقق إيران رغبتها؟

ربما يعجبك أيضا