في وقت تواجه إيران عزلة إقليمية وغربية، كانت مشاركة وزير الخارجية في قمة "بغداد2" فرصة لتفعيل الحوار الإقليمي.
عكست مشاركة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في النسخة الثانية من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، اهتمام طهران بالعودة للحوار الإقليمي.
وتواجه إيران حركة احتجاجات مشتعلة، منذ منتصف سبتمبر الماضي، وجهت على إثرها اتهامات إلى قوى إقليمية وغربية بدعم وتأجيج هذه التظاهرات، بما زاد من عزلة إيران الخارجية.
«قمة بغداد 2»
شارك وزير الخارجية الإيراني في “قمة بغداد2“، التي استضافتها الأردن، أمس الثلاثاء. ويمثل هذا المؤتمر مظلة حوارية لدول الجوار العراقي والدول الخليجية وممثلي مجموعة من دول أخرى، ما يمثل فرصة للحوار الإيراني العربي بشأن ملف العراق ودعم استقراره.
ومثلت هذه القمة فرصة لعقد لقاءات جانبية بين الوزير الإيراني مع نظرائه من دول جوار العراق. وذلك في ظل توتر علاقات إيران مع السعودية، بسبب الدعم الذي تقدمه طهران لمليشيات الحوثي في اليمن.
تفعيل الوساطة
من المنتظر استئناف محادثات الحوار بين إيران والسعودية، التي تعطلت لأزمات إقليمية ودولية، في حين تتخذ الرياض موقفًا صارمًا من التهديدات الإيرانية. وتكررت تصريحات الحكومة العراقية، المدعومة من تكتل نيابي موالٍ لإيران، بشأن استكمال جهود سابقة لرعاية حوار إيراني سعودي غير مباشر.
وعقدت إيران والسعودية 5 جولات من المفاوضات غير المعلنة في العاصمة العراقية بغداد، لكن ما زالت إيران تمارس سياسة التهديد والتلويح بالقوة، ما يدفع الرياض لاتخاذ موقف صارم بشأن استكمال طريق التفاوض مع طهران.
موقف ضعيف لـ«تيار الشرق»
ونقلت صحيفة “الجريدة“، عن مصدر بوزارة الخارجية الإيرانية، فشل مساعي عقد لقاء إيراني سعودي على هامش “مؤتمر بغداد 2”. وأوضحت أنه بعد رحلة الرئيس الصيني، شي جين بينج إلى السعودية، واتخاذه “مواقف معادية” لإيران، فإن موقف “تيار الشرق” بات ضعيفًا جدًا.
وبدأت الضغوط على الخارجية الإيرانية للعمل على أولوية حل الخلافات مع الغرب، بأسرع ما يمكن، لأنه لا يمكن التعويل على الصين كحليف، أو روسيا التي تحتاج اليوم إلى من ينقذها، على حد تعبير الصحيفة.
دعوة للحوار
أبدت إيران، أمس الثلاثاء، استعدادها لاستئناف الحوار مع السعودية، وعبّر مساعد وزير الخارجية، علي رضا عنايتي، عن ارتياح بلاده لجولات الحوار، ونفى وجود أي تحفظ للحضور السعودي والإقليمي بالعراق.
وفي تغريدة، أعلن عبداللهيان أنه تبلغ من نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، استعداد المملكة لاستمرار الحوار مع إيران، مشيرًا إلى “حديث ودي” بينهما على هامش مؤتمر “بغداد 2”.
تنشيط للوساطة العراقية
جدد وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده لتطوير وتعميق العلاقات مع جميع دول المنطقة، بما فيها دول الخليج العربي. وقال في كلمة له خلال “مؤتمر بغداد” إن العراق يؤدي دورًا مهمًا في الإقليم، ونرحب بدور العراق الإقليمي ورئيس الوزراء في إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة وتعزيز ثقافة الحوار.
وحسب تقرير لصحيفة “عكاظ“، رأى وزير الخارجية الإيراني أن تسوية النزاعات وإزالة الخلافات وسوء الفهم يمكن تحقيقها من خلال الحوار بين دول المنطقة، لافتًا إلى إمكانية تطوير التعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.
خطوة نحو الاتفاق النووي
على هامش مؤتمر “بغداد 2″، التقى وزير الخارجية الإيراني بمنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل. وحسب صحيفة “سياست روز“، أبلغ عبداللهيان المسؤول الأوروبي استعداد طهران لإتمام الاتفاق النووي مع مراعاة “الخطوط الحمراء”.
ويدعم هذا الحوار الإقليمي إمكانية التوصل لاتفاق في فيينا بين إيران ومجموعة 5+1 للتفاوض النووي. وذلك إذا ما اقتنع حلفاء واشنطن بالنتائج الإيجابية لهذا الاتفاق على المنطقة، واطمأنوا للحوار مع إيران، خاصة أن القوى الإقليمية تمارس ضغوطًا على واشنطن للتصدي للتهديدات الإيرانية في المنطقة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1384956